افتتحت الفنانة التشكيلية شيماء محمود، أمس السبت، معرضها الجديد “Familiar Faces – وجوه مألوفة” بجاليرى ضى بالمهندسين، المعرض الذي يعيد تقديم رموز من الفن والمجتمع والذاكرة الشعبية برؤية تشكيلية تمزج بين البوب آرت وروح الزخارف الشرقية.
ولا يكتفي المعرض بتقديم بورتريهات، بل يعيد صياغة مفهوم “الوجه” نفسه: كيف يُرى؟ كيف يُتذكّر؟ وكيف يتحول من صورة إلى سرد؟
ويستمر المعرض حتى 6 ديسمبر المقبل، ويضم مجموعة من الأعمال التي تتعامل مع الشخصيات بوصفها “أيقونات حية”، لكن منزوعة من ضجيج الشهرة، تُعاد كتابتها داخل عوالم لونية وزخرفية تكشف رؤى جديدة عن أصحابها.
ضمن مجموعة الأعمال الأكثر شاعرية في المعرض، جاءت لوحة “مذكرات”، حيث تظهر مجموعة من الوجوه الشابة داخل تكوين متداخل يوحي بحكايات صغيرة: صداقة، فضول، بداية حلم، وربما محاولة للنجاة من العالم عبر الفن.
الخطوط هنا أكثر نعومة واللون أكثر حرية، ما يجعل العمل بمثابة وقفة مع جيل جديد يبحث عن تعريف نفسه.
ومن بين أبرز اللوحات: تظهر يسرا محاطة بتكوين هندسي عربي، مشغول بنسق متكرر يوحي بالثبات، بينما ينساب خط أبيض من النقاط كخيط ضوء أو مسار وعي، الوجه هنا لا يخرج من الزخرفة ولا يذوب فيها، بل يبقى معلّقًا في منطقة بين الحضور والغياب، بين الظهور والاختفاء، وكأن الفنانة تتعامل مع فكرة حدود الصورة الذهنية: كيف نتذكر الشخص؟ وماذا يبقى منه بعد أن يتلاشى الصخب؟
من بين أكثر اللوحات قربًا لقلب الفنانة تأتي لوحة السياسي الباكستاني عمران خان، التي استوحتها من زيارة قامت بها لباكستان العام الماضي.
رأت هناك حب الناس له وتقديرهم لتجربته الإنسانية، خصوصًا في مشروعه الإنساني لبناء مستشفى لعلاج السرطان.
البورتريه يغلب عليه الأخضر والذهبي، ألوان مستوحاة من الثقافة الباكستانية ومن رمزية الحياة والنهضة.
الوجه نفسه يبدو ثابتًا، قويًا، لكنه محاط بزخارف كأنها “نبض الناس” حوله.
توضح الفنانة أن تصويره بهذه الطريقة كان محاولة لتجسيد حالة التقدير الشعبي وكأن الرجل محاط بطبقة معنوية من الامتنان.