جنيف، سويسرا
# روبيو يعلن إجراء "تغييرات جوهرية" بناءً على مقترحات كييف.
#البيت الأبيض: الخطة المُعدلة تعكس "المصالح الوطنية" لأوكرانيا.
#ترامب يهاجم "انعدام الامتنان" الأوكراني وزيلينسكي يرد: "فريق ترامب يسمعنا".
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن المحادثات التي جرت يوم الأحد في سويسرا بين الوفدين الأمريكي والأوكراني كانت "الأكثر إنتاجية والأكثر أهمية" في عملية السلام منذ بدايتها.
وعلى الرغم من لهجته المتفائلة التي تحدث فيها عن "قدر هائل من التقدم"، أشار روبيو إلى أن المفاوضين "سيحتاجون إلى مزيد من الوقت" قبل إعلان أي اتفاق نهائي.
— تعديلات أمريكية استجابةً لكييف
أكد روبيو أن الولايات المتحدة تعمل على إدخال "بعض التغييرات" على خطة السلام الأولية، والتي جاءت على ما يبدو بناءً على مقترحات أوكرانية مباشرة. الهدف المعلن من هذه التعديلات هو "زيادة تضييق الخلافات والاقتراب من شيء مريح للغاية لكل من أوكرانيا ومن الواضح للولايات المتحدة".
وقد عُقدت هذه الاجتماعات بعد أن أثارت خطة السلام الأولية المكونة من 28 نقطة، والتي تم إعدادها بالتعاون مع الكرملين دون مشاركة أوكرانية، مخاوف كبيرة في كييف وأوروبا.
— البيت الأبيض يؤكد نجاح المراجعة
في تطور لافت، أصدر البيت الأبيض بياناً مساء الأحد، أشار فيه إلى إحراز "خطوة هامة للأمام". وزعم البيان أن "الممثلين الأوكرانيين ذكروا، بناءً على المراجعات والتوضيحات المقدمة اليوم، أنهم يعتقدون أن المسودة الحالية تعكس مصالحهم الوطنية وتوفر آليات موثوقة وقابلة للتنفيذ لحماية أمن أوكرانيا على المدى القريب والبعيد". يمثل هذا البيان تحولاً كبيراً في الموقف، حيث تم تجاوز الرفض الأوكراني السابق للخطة.
— خلاف ترامب وزيلينسكي: خطاب ومصالحة
تزامن التقدم الدبلوماسي مع تزايد حدة الخلاف السياسي الداخلي. حيث كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد هاجم القيادة الأوكرانية لـ "انعدام الامتنان" (ZERO GRATITUDE)ولكن روبيو أكد أن ترامب كان "مسروراً جداً" بالتقدم المحرز.
وفي المقابل، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي إلى أن هناك مؤشرات على أن "فريق الرئيس ترامب يسمعنا"، مما يشير إلى تخفيف حدة التوتر خلف الكواليس.
— ضغوط أوروبية ومقترحات مضادة
في موازاة المفاوضات، قدمت القيادات الأوروبية مقترحاً مضاداً لخطة السلام الأولية، يهدف إلى تعزيز موقف أوكرانيا. تتضمن المقترحات الأوروبية ضمانات أمنية أمريكية لأوكرانيا تحاكي المادة الخامسة من ميثاق الناتو، إلى جانب شروط تتعلق بوضع سقف لحجم الجيش الأوكراني وإمكانية إعادة روسيا إلى مجموعة الثماني (G8) بموافقة الجميع.
— التحدي الأكبر: الحصول على موافقة موسكو
رغم التفاؤل، أكد روبيو ومراقبون دوليون أن "الوصول إلى خط النهاية لا يزال بعيداً". التحدي الأكبر يكمن في البنود التي تم تعديلها لإرضاء أوكرانيا، والتي يجب الآن تقديمها إلى روسيا. وقد أشار روبيو إلى أن المفاوضات "ستصبح بالتأكيد أصعب" في تلك المرحلة، خاصة وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يُظهر ميلاً واضحاً لوقف الصراع حتى الآن.
تمثل اجتماعات جنيف نقلة نوعية في عملية السلام، حيث نجحت الضغوط الأوكرانية والأوروبية في دفع الولايات المتحدة لإعادة صياغة خطة سلام كانت توصف بأنها "وثيقة استسلام".
كما ان الإعلان عن رضا كييف عن المسودة الحالية يمثل نصراً دبلوماسياً كبيراً لأوكرانيا، لكن الأنظار تتجه الآن نحو موسكو.
وبالطبع نجاح هذه الجهود مرهون بمدى استعداد الكرملين لقبول التعديلات الجديدة التي تضمن سيادة أوكرانيا، وهو ما سيتضح قريباً مع استئناف المحادثات المباشرة بين الأطراف المتصارعة.