يعد الوضوء قبل النوم سنة عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن المحافظة على الوضوء له ثواب كبير يغفل عنه كثيرون، فقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على الوضوء وخاصة قبل النوم، وبيّن فضل هذا العمل في أحاديث كثيرة ومنها "مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا"، وفي السطور التالية نتعرف على مكافآت ربانية لمن يحرص على الوضوء.
فضل المحافظة على الوضوء
يُعدّ الوضوء عبادة عظيمة تتجلى فيها الطهارة الحسية والمعنوية، وله فضائل كثيرة وردت في نصوص الكتاب والسنة، منها:
- أولًا: يجعل الوضوء المسلم من الغُرّ المُحجَّلين يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»، والمقصود بالغرّة البياض في الجبهة، وبالتحجيل البياض في اليدين والرجلين، أي أنّ وجوه المؤمنين وأطرافهم تضيء من أثر الوضوء في الدنيا، وهذه من الخصائص التي اختص الله بها أمة محمد.
- ثانيًا: ينال المتوضئ محبة الله تعالى، لقوله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ».
- ثالثًا: الوضوء سبب لدخول الجنة، فمن أحسن وضوءه ثم قال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله»، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، كما جاء في الحديث الصحيح.
- رابعًا: الوضوء يرفع الدرجات ويكفّر الخطايا، قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» رواه مسلم.
- خامسًا: الوضوء يُذهب عقد الشيطان التي يعقدها على رأس النائم، ففي الحديث: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد... فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» متفق عليه.
- سادسًا: الوضوء شطر الإيمان، إذ يطهّر الجسد من الأوساخ والروح من الذنوب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض...».
- سابعًا: الوضوء قبل النوم سبب للموت على الفطرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك... فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة».
- ثامنًا: المحافظة على الوضوء من دلائل الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».
دعاء أثناء الوضوء
دعاء أثناء الوضوء ، ورد فيه أنه بالنسبة للدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجيء فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسللم ، وقد قال الفقهاء يستحب فيه دعوات جاءت عن السلف ، وزادوا ونقصوا فيها ، فالمتحصل ما قالوه أنه يقول بعد التسمية : الحمد لله الذي جعل الماء طهورًا ، ومن دعاء أثناء الوضوء يقول عند المضمضة : اللهم اسقني من حوض نبيك كأسًا لا أظمأ بعده أبدًا ، ويقول عند الاستنشاق : اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك وجناتك.
وكذلك من دعاء أثناء الوضوء عند غسل الوجه يقول : اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ،دعاء الوضوءمكتوب فيقول عند غسل اليدين : اللهم أعطني كتابي بيميني ، اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ، ويقول عند مسح الرأس : اللهم حرم شعري وبشري على النار ، وأظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك .
ويقول في دعاء أثناء الوضوء عند مسح الأذنين : اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ويقول عند غسل الرجلين : اللهم ثبت قدمي على الصراط .
دعاء بعد الوضوء
دعاء بعد الوضوء ففيه ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصى بترديد إحدى عشر كلمة بعد الوضوء لصلاة الصبح، منوهًا بأنها تفتح لمن يدعو أبواب الجنة الثمانية.
والمراد بأبواب الجنة التي يفتحها دعاء بعد الوضوء ، عند أهل اللغة يحتمل أن يكون أسباب دخولها وهي العفو والمغفرة والمراد من فتحها اتساعها واستيعاب داخليها، ومعنى فتح الجنة كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل وإعطاء الثواب الجزيل ، وذهب بعض العلماء إلى أنه يحتمل أن يكون على ظاهره وأن فتح أبوابها علامة لذلك.
دعاء بعد الوضوء ففيه ورد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد حرص وداوم وأوصانا بالإكثار من الدعاء وذكر الله تعالى في كل الأوقات وأيًا كانت الأحوال، فأخبرنا بكلمات من يدعو بها عقب الوضوء، فإن أبواب الجنة الثمانية تُقتح له، وهي: « أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ».
دعاء بعد الوضوء ففيه جاء في صحيح مسلم، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».



