برعاية غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، وإشراف نيافة الأنبا بشارة جودة، مطران إيبارشية أبوقرقاص وملوي وديرمواس للأقباط الكاثوليك، ومسؤول اللجنة الأسقفية لتكوين الكهنة، بالكنيسة الكاثوليكية بمصر، وتحت شعار "الكهنوت نعمة ورسالة"، اختتمت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر السنوي للكهنة الأكثر من عشر سنوات كهنوتًا.
وأقيمت فعاليات المؤتمر في الفترة من الأول، وحتى الثالث من ديسمبر الجاري، وذلك بمقر المطرانية، بالأقصر، في ضيافة نيافة عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، بمشاركة كهنة مختلف الإيبارشيات.
صلاة القداس الإلهي
بدأ اليوم بالقداس الإلهيّ الذي ترأسه نيافة الأنبا بشارة، بمشاركة نيافة الأنبا عِمّانُوئِيل، وجميع الآباء الكهنة المشاركين في المؤتمر.
وقدّم الأب ميلاد صدقي اللعازري خلال القداس تأمّلًا روحيًّا بعنوان "كونوا قديسين"، شدّد فيه على صيغة الأمر الواضحة في الدعوة إلى القداسة، متناولًا خمسة أنواع من الضمائر البشريّة:
1. الضمير المزدوج.
2. الضمير الانتقائي.
3. الضمير الأناني.
4. الضمير بعد فوات الأوان.
5. الضمير المُخدَّر.
وعقب القداس الإلهيّ، ألقى نيافة الأنبا دانيال لطفي، مطران إيبارشيّة أسيوط للأقباط الكاثوليك، محاضرته الصباحيّة بعنوان "الكهنوت نعمة"، انطلاقًا من قول القديس الرسول بولس (رو 1: 5).
لا نعمة بلا رسالة
وأكد الأب المطران أنّه لا نعمة بلا رسالة، ولا رسالة بلا نعمة، موضحًا أن النعمة — وفق القواميس والمعاجم — هي إحسان، ونفع بلا غرض ولا عوض.
وعرض صاحب النيافة نوعين رئيسيين من النعمة: أولًا: نعمة بلا استحقاق منّا مثل: نعمة الخلق على صورة الله ومثاله، نعمة الفداء، نعمة الروح القدس في الأسرار المقدسة، ونعمة شركة الحياة الأبديّة.
ثانيًا: نعمة بمعنى القوّة: وهي الموهبة التي يمنحها الروح القدس، لإتمام الرسالة، ومن أبرزها: نعمة الكهنوت التي تُعدّ "نعمة فوق نعمة"، وتُشرك الكاهن في حياة الثالوث القدوس: فالآب يهب نعمة الأبوّة، والابن يقدّم مثال الراعي الصالح، والروح القدس يمنح قوّة أن يكون الكاهن مصدر حياة روحيّة لشعبه.
واختتم الأنبا دانيال اللقاء بالتوقف عند ثلاث قناعات أساسيّة ترتكز عليها حياة الكاهن:
1. الصلاة اليومية الشخصية:
وهي مصدر الطاقة والفاعليّة والرجاء والأمانة، ولا سيّما من خلال الذبيحة الإلهيّة اليومية. فسرّ القربان المقدس هو محور الحياة الكهنوتيّة، والكاهن هو أوّل مَن يتّحد بالمسيح، ويتغذّى من ذبيحته.
2. الألم وقبوله قبولًا رسوليًّا:
الألم قد يأتي من الناس، أو الخدّام، أو الانقسامات، أو ضعف الثمار رغم الجهود، كما قد ينتج عن الوحدة، أو صعوبات الخدمة أو النقد الجارح. وقد يتساءل الكاهن أحيانًا: "هل صرت كاهنًا لأُهان؟"، إلّا أن قيمة الكهنوت المرتكزة على مثال المسيح الكاهن الأعظم تعطي القدرة على الاحتمال، فنحن نحمل في أجسادنا سمات الربّ يسوع.
3. الثقة المطلقة والرجاء اللامحدود:
الكاهن يتذوق الإفخارستيّا أوّلًا، وعليه أيضًا أن يتذوق رحمة الله أوّلًا. فالكهنة هم وكلاء أسرار الله، والاتكال على رحمة الله يُشدّد القلب، ويُجدّد المسيرة.
وفي الفترة المسائيّة، قام المشاركون في المؤتمر برحلة نيليّة، تلاها، زيارة إلى معبد الأقصر، ثم تم ختام المؤتمر.






