قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف يتمثل الشيطان في صورة الله ولا يتمثل في هيئة النبي؟.. عالم بالأزهر يجيب

كيف يتمثل الشيطان في صورة الله ولا يتمثل في هيئة النبي
كيف يتمثل الشيطان في صورة الله ولا يتمثل في هيئة النبي

يتساءل الكثيرون عن كيف يتمثل الشيطان في صورة الله -عز وجل- ولا يتمثل في صورة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقولون أليس هذا تفضيلا للنبي عن الله؟، وقد أجاب عن هذا السؤال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف.

حقيقة تمثل الشيطان في صورة الله

وقال محمد إبراهيم العشماوي عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: أَلْتَقِطُ من تعليقات الأصدقاء بعض المفاهيم المغلوطة التي تحتاج إلى تصحيح، وأجيب عنها، كهذا السؤال الذي صدرت به المقال؛ فإنه تعليق لبعض الأصدقاء على مقطع فيديو نشرناه، وقررنا فيه هذا المعنى، فظنه بعضهم مبالغة في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم، من دون الله عز وجل!.

وأوضح أن تمثل الشيطان بالله عز وجل؛ ممكن عقلا وواقعا؛ ولا يحصل فيه التباس ولا اشتباه؛ لأن المسلم يدرك بالضرورة أنه شيطان؛ لأن الله عز وجل لا يشبه خلقه، ولا يشبهه أحد من خلقه، والشيطان من خلقه.

لماذا لا يتمثل الشيطان فى صورة النبي؟

وتابع: أما تمثله بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فجائز فيه الالتباس والاشتباه؛ لكون كل منهما مخلوقا، والمخلوق قد يلتبس ويشتبه بمخلوق مثله، فكان ذلك من جملة خصائصه صلى الله عليه وسلم، مستثنى من جملة البشر!

ولفت إلى أن أشهر ما وقع في هذا الباب من القصص والحكايات؛ ما وقع لسيدي عبد القادر الجيلاني، وقد حكاها ابن تيمية في [مجموع الفتاوى] عنه، بلسانه، وعدِّها مشهورة، وارتضاها، والجيلاني شيخُ ابن تيمية في الفقه والطريقة، فهو أدرى الناس بحاله.

قال ابن تيمية رحمه الله: "وهذا كما إن كثيرا من العبَّاد يرى الكعبة تطوف به، ويرى عرشا عظيما، وعليه صورة عظيمة، ويرى أشخاصا تصعد وتنزل، فيظنها الملائكة، ويظن أن تلك الصورة هي الله - تعالى وتقدس - ويكون ذلك شيطانا!

وقد جرت هذه القصة لغير واحد من الناس، فمنهم من عصمه الله، وعرف أنه الشيطان، كالشيخ عبد القادر، في حكايته المشهورة، حيث قال: "كنت مرة في العبادة، فرأيت عرشا عظيما، وعليه نور، فقال لي: "يا عبد القادر، أنا ربك، وقد حللت لك ما حرمت على غيرك!".

قال: "فقلت له: "أنت الله الذي لا إله إلا هو؟! اخسأ يا عدو الله!".

قال: "فتمزق ذلك النور، وصار ظلمة، وقال: "يا عبد القادر، نجوتَ مني بفقهك في دينك، وعلمك، وبمنازلاتك في أحوالك! لقد فتنتُ بهذه القصة سبعين رجلا!".

فقيل له: "كيف علمت أنه الشيطان؟!".

قال: "بقوله لي: "حللت لك ما حرمت على غيرك"، وقد علمتُ أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لا تُنسخ ولا تُبدل، ولأنه قال: "أنا ربك"، ولم يقدر أن يقول: "أنا الله الذي لا إله إلا أنا!".انتهى.

قلت: ومما يستفاد من هذه القصة؛ ضرروة العلم الشرعي، والفقه في الدين، لسالكي طريق التصوف؛ فإنه عاصم من الزلل!

وبين انه مما ينبغي التنبيه عليه أيضا؛ أن المجسِّم والمشبِّه قد يظن أن الشيطان المتمثل له؛ هو الله عز وجل؛ لأن هذا من لوازم التجسيم والتشبيه، بينما المنزِّه يعتقد اعتقادا جازما؛ أنه شيطان؛ لأن الله تعالى لا يشبه أحدا من خلقه، ولا يشبهه أحد من خلقه، وحاشاه، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير!