قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

معايير جديدة لحماية النشء.. مجلس الأسرة العربية للتنمية يصدر وثيقة الإعلام الأسري

المنتدى الثاني للأسرة العربية
المنتدى الثاني للأسرة العربية

أصدر مجلس الأسرة العربية للتنمية، أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، برئاسة الدكتورة آمال إبراهيم، وثيقة "الإعلام الأسري"، إيمانًا بالدور الحيوي للإعلام في صون وعي الأسرة العربية، وتعزيز منظومة الأمن المجتمعي، وترسيخ السلوك العام القائم على القيم الراسخة والتماسك الاجتماعي.

مجلس الأسرة العربية للتنمية يصدر وثيقة “الإعلام الأسري”

وتأتي هذه الوثيقة خلال انعقاد المنتدى الثاني للأسرة العربية بجامعة الدول العربية بوصفها إطارًا تنفيذيًا ومعياريًا يُسترشد به في عمليات التخطيط والإنتاج الإعلامي الموجَّه للأسرة، ويهدف إلى توحيد المبادئ المهنية، ورفع جودة المحتوى، وتعزيز دور الإعلام في دعم استقرار الأسرة العربية وحماية النشء، بما ينسجم مع أولويات التنمية المستدامة ورؤية المجتمعات العربية نحو مستقبل أكثر وعيًا وأمنًا.

وأضاف مجلس الأسرة العربية للتنمية، أن "الإعلام الأسري" ليس طرفًا فكريًا بل ضرورة وجودية لصون تماسك الأسرة العربية أمام التسارع الرقمي الهائل.

تفاصيل وثيقة “الإعلام الأسري”

يركز ابن رشد على أن الفضيلة لا تُكتسب إلا عبر توجيه مبكر تشارك الأسرة فيه الدور الأكبر

يقول ابن خلدون الأسرة أساسُ العمران، وبصلاحها يصلح ما حولها".

ويركز ابن رشد التربيةُ الأولى التي يتلقاها الإنسان في بيته هي أساسُ فضيلته، وعلى أن الفضيلة لا تُكتسب إلا عبر توجيه مبكر تشارك الأسرة فيه الدور الأكبر.

يقول ابن خلدون الأسرة أساسُ العمران، وبصلاحها يصلح ما حولها".
ويركز ابن رشد التربيةُ الأولى التي يتلقاها الإنسان في بيته هي أساسُ فضيلته".

يركز ابن رشد على أن الفضيلة لا تُكتسب إلا عبر توجيه مبكر تشارك الأسرة فيه الدور الأكبر.

والإعلام، بكل أشكاله، لا يأتي بعد ذلك… بل يقف إلى جوارها شريكًا في إعادة تشكيل الوعي العام.

وأكد مجلس الأسرة العربية للتنمية، أن الدراما تحديدًا أصبحت أحد أهم مصادر التمثلات الاجتماعية. علم الاجتماع يصفها بأنها “المختبر الإنساني المفتوح”، الذي يرى فيه الفرد نفسه من الخارج، ويختبر مشاعره وقيمه من خلال قصة وشخصية وصراع. فالمشهد الذي يلامس القلب أعمق تأثيرًا من خطاب طويل، والحوارات التي تُبنى بوعي قد تغيّر فكرة متجذرة أو تُنضج سلوكًا عاطفيًا داخل الأسرة.

وتابع: إذ من المتوقع أن تعمل الدراما على تضييق هذه الهوة وذلك بإنتاج محتوى درامي يخاطب كل الأعمار والأجيال داخل الأسرة الواحدة

ولعلنا نلاحظ أن أبناءنا وبناتنا من الأجيال الصغيرة وكأنهم يعيشون في شرنقة إذ يغلقون أبواب غرفهم في البيوت ليدخلوا إلى غرف المحادثات (الشات) ولا يشاركونا من هم معهم وبالتالي لهم عالمهم الخاص  ندعو إلى إعلام يجمع شمل الجميع.


يقول المخرج العالمي سيدني لومي: “الدراما الجيدة لا تعطيك الإجابات… لكنها تجعلك غير قادر على تجاهل الأسئلة المهمة.”

وهذا بالضبط ما نحتاجه في مجتمعاتنا: دراما توقظ الأسئلة داخل الأسرة، لا التي تعيد إنتاج النمطية أو التطبيع مع العنف أو تشويه صورة العلاقات الإنسانية.

من منظور علم الإعلام

تشير الدراسات الحديثة إلى ثلاث وظائف مركزية للدراما والإعلام في تشكيل الوعي الأسري:

وظيفة التفسير:

تشرح الظواهر الاجتماعية المعقّدة، وتقدّمها في صورة قصص يفهمها الجمهور بسهولة.

وظيفة البناء القيمي:

فالمحتوى يساهم في ترسيخ قواعد التعامل والحوار والاحترام، أو تآكلها إن غاب عنه الوعي.

وظيفة الضبط الاجتماعي:

تُعيد الأعمال الفنية تعريف المقبول والمرفوض، بشكل أقوى من القوانين أحيانًا، لأنها تخاطب الوجدان قبل النص.

ويقول الإعلامي والتر ليبمان: “ما نعتقد أننا نعرفه عن العالم يعتمد في جزء كبير منه على القصص التي نسمعها عنه".

وهذا يضع على صناع الدراما مسؤولية أن تكون تلك القصص عادلة، إنسانية، وداعمة لاستقرار الأسرة.

وفي زمن التحول الرقمي، لم تعد القصة تنتظر شاشة التلفزيون في موعد محدد، بل أصبحت تعيش معنا في الهواتف والمنصات طوال اليوم. لذلك تتضاعف مسؤولية القنوات المهنية في تقديم محتوى يقدم ثلاثة أدوار جوهرية:
 

أولاً: دور التنوير:
 

القنوات تحمل مسؤولية أن تفتح ملفات الأسرة بجرأة علمية، دون تهويل أو تزييف.
أن تقدّم معرفة حقيقية تساعد الأب والأم في فهم احتياجات الأبناء، وتحلل الظواهر النفسية والاجتماعية من زاوية متوازنة.
 

ثانيًا: دور الحماية:


المجتمع يحتاج إعلامًا يواجه التطبيع مع العنف الأسري، ويشرح خطورة التلاعب العاطفي، ويكشف صور الإهمال المعنوي التي قد لا يراها الناس كعنف.


الحماية هنا ليست من خلال الوعظ، بل من خلال قصص ودراما ومحتوى يحترم التجربة الإنسانية ولا يختزلها.
 

ثالثًا: دور التوجيه وبناء الوعي:

القنوات المهنية تستطيع أن تعيد تعريف المسؤولية الأسرية في عصر رقمي سريع، وتقدّم نماذج إيجابية واقعية—لا مثالية ولا مشوهة—تلهم المشاهد وتمنحه أدوات عملية للحياة اليومية.

الوعي المستدام لا يأتي من حلقة واحدة… بل من خطاب إعلامي متماسك، يحمل رؤية واضحة لقيم المجتمع.

وأمام كل هذا، تبقى الدراما صوتًا شديد التأثير.

فهي قادرة على كشف جراح الأسرة، وعلى إعادة الاعتبار لقيمة الحوار، وعلى إظهار أن التعاطف ليس رفاهية، بل قوة بنائية حقيقية داخل البيت العربي.

يقول الإعلامي الأمريكي دان راذر: "المحتوى الجيد لا يغير الواقع مباشرة… لكنه يغيّر الطريقة التي نراه بها، ومن هنا يبدأ التغيير".

مقترح للبنود التنفيذية لميثاق الإعلام الأسري العربي


أولًا: في مجال المحتوى الإعلامي والأسري

1. بند حول الإعلام المتخصص

ضرورة تشجيع إنتاج محتوى إعلامي متخصص في القضايا الأسرية، يعتمد على خبراء في التربية والصحة النفسية، ويقدّم رسائل عميقة لا سطحية، بما يضمن بناء وعي حقيقي لدى الجمهور.

2. بند حول تنوع المحتوى

يلتزم الإعلام بتقديم محتوى أسري يعكس التنوع الاجتماعي والثقافي في المجتمعات العربية، ويبرز الفروق الإيجابية بين البيئات الريفية والحضرية دون تنميط أو تمييز.  

3. بند حول مكافحة التضليل الإعلامي

تتبنى المؤسسات الإعلامية آليات للتحقق من المعلومات قبل نشرها، خاصة تلك المتعلقة بالصحة النفسية للأطفال أو العلاقات الزوجية، منعًا لانتشار الممارسات الخاطئة المبنية على معلومات غير دقيقة. 

4.بند الشراكات والتنسيق العربيتشجيع التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية، والمعاهد المتخصصة، ومنظمات الأسرة، لإنتاج محتوى مشترك وتبادل الخبرات وبناء قاعدة بيانات عربية للمحتوى الأسري.

5.بند التدريب والتأهيل الإعلامي

إلزام المؤسسات الإعلامية بتنظيم برامج تدريب مستمرة للعاملين في المجال الأسري حول:

  • أخلاقيات المهنة
  • حماية الطفل
  • الأمان الرقمي
  • مهارات مواجهة الشائعات
  • مهارات إنتاج محتوى هادف للأسرة
     

6. بند رصد المحتوى ومتابعة الالتزام
إنشاء لجنة عربية دائمة لرصد المحتوى وتقويمه وفقًا لمعايير الميثاق، وإصدار تقارير نصف سنوية حول مستوى الالتزام وجودة الإنتاج.

7.بند آلية استقبال الشكاوى

توفير قناة رسمية لاستقبال أي بلاغ يتعلق بانتهاك حقوق الأسرة أو نشر محتوى ضار، مع إجراءات واضحة وسريعة لمعالجة البلاغات، وضمان السرية.

8.بند الابتكار والتحول الرقمي

تشجيع إنتاج محتوى تفاعلي حديث يعتمد على التقنيات الرقمية، ويقدم أدوات تربوية رقمية للأسر، ويعزز الوعي بالسلامة الإلكترونية.

ثانيًا: في مجال التحول الرقمي والإعلام الجديد

1.بند حول الذكاء الاصطناعي والمسؤولية الرقمية
يلتزم الإعلام بعدم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي — بما في ذلك التزييف العميق (Deepfake) — في إنتاج محتوى قد يسيء إلى الأسرة أو يهدد الثقة المجتمعية، مع ضرورة وجود وسم واضح يُظهر استخدام المحتوى الاصطناعي. 

2. بند حول حماية الهوية الرقمية للأطفال
وضع معايير لحماية هوية الأطفال عبر الإنترنت، ومنع عرض صورهم أو بياناتهم دون ضوابط، وتوعية الأهل بمخاطر ‘الهوية الرقمية المبكرة’ التي قد تلاحق الطفل مستقبلًا. 

3. بند حول التعامل مع المؤثرين
تلتزم المنصات الرقمية بتنظيم المحتوى الأسري الذي يقدّمه المؤثرون، وضبط الإعلانات المموّلة التي تستغل صور الأطفال أو العلاقات الأسرية لغرض الربح التجاري.  
 

ثالثًا: في مجال حقوق الطفل والأسرة
1.بند حول الصحة النفسية الرقمية
إدراج محتوى إعلامي يُعنى بمخاطر القلق الرقمي، والعزلة الاجتماعية، واضطرابات الانتباه الناتجة عن الاستخدام المفرط للشاشات، مع تقديم حلول عملية للوالدين. 
2.بند حول منع استغلال الطفل في المحتوى التجاري
يُمنع استخدام الأطفال كأداة ترويجية أو كوسيلة لجذب المشاهدات في المحتوى الرقمي أو البرامج الواقعية، ما لم يكن المحتوى ذو قيمة تعليمية واضحة وتحت رقابة أسرية. 
3. بند حول التنشئة الإعلامية للأسرة
تشجيع إدراج برامج تدريبية للأهل حول كيفية إدارة استهلاك أبنائهم للمحتوى الرقمي، وتوجيههم نحو بناء عادات مشاهدة صحية. 
رابعًا: في آليات التنفيذ والمتابعة
1.بند حول نظام تصنيف المحتوى
إقرار نظام عربي موحّد لتصنيف المحتوى العائلي والرقمي بحسب الفئات العمرية، أسوة بالمعايير الدولية، وتطبيقه على جميع المنصات والقنوات. 
2. بند حول الشفافية في خوارزميات المنصات
حثّ المنصات الرقمية على توفير شفافية أكبر حول طبيعة المحتوى الذي يُعرض للأطفال والعائلات، وإتاحة أدوات فعّالة للرقابة الأبوية. 
3.بند حول قياس الأثر
إجراء دراسات سنوية لقياس أثر تطبيق الميثاق على جودة المحتوى الأسري في الإعلام العربي، ونشر النتائج لتعزيز المساءلة المجتمعية.

توصيات وثيقة الإعلام الأسري
 

مقترح توجيه ومبادرة عربية مشتركة 

اسم المبادرة تحالف الأسرة العربية للوعي الرقمي

في إطار دعم العمل العربي المشترك في مجال حماية الأسرة وتعزيز الوعي المجتمعي، ندعو معهد الدوحة الدولي للأسرة وجمعية المودة للتنمية الأسرية إلى الشراكة في مبادرة إستراتيجية لإنشاء منصة عربية موحدة للمحتوى الأسري الهادف، تكون بمثابة مركز إقليمي يجمع الخبرات والبرامج من مختلف الدول العربية.

ولعلنا نلاحظ أن أبناءنا وبناتنا من الأجيال الصغيرة وكأنهم يعيشون في شرنقة إذ يغلقون أبواب غرفهم في البيوت ليدخلوا إلى غرف المحادثات (الشات) ولا يشاركونا من هم معهم وبالتالي لهم عالمهم الخاص.

ندعو إلى إعلام يجمع شمل الجميع

مكونات المبادرة المقترحة:

  1. إنشاء منصة رقمية عربية مشتركة
  2. تُعنى بإنتاج ونشر محتوى توعوي، وتقديم مواد تثقيفية حول التربية، العلاقات الأسرية، الأمان الرقمي، الصحة النفسية، ودعم الطفل.
  3. تشكيل فريق تمثيلي من كل دولة عربية بحيث تضم المنصة ممثلًا رسميًا أو جهة مختصة من كل دولة عربية لضمان تنوع الخبرات والثقافات وتبادل أفضل الممارسات.

إنتاج برامج ومحتوى مرئي وتدريبي متخصص يشمل:

برامج قصيرة للأسرة.

مواد توعوية للأطفال واليافعين.

دورات تدريبية للأمهات والآباء.

حملات إعلامية عربية موحدة في المناسبات الأسرية.

بناء قاعدة بيانات عربية للأسرة تشمل الدراسات، المؤشرات، التجارب الناجحة، التشريعات، والمبادرات الرائدة في مجال الأسرة والطفولة.

إطلاق ملتقى سنوي مشترك يجمع ممثلي الدول العربية والمؤسسات المشاركة لمتابعة التقدم، وتقييم سياسات المحتوى الأسري، ووضع توصيات سنوية.
دعم الابتكار في الإعلام الأسري من خلال تشجيع الأفكار الشبابية، ومسابقات المحتوى الهادف، ونماذج إعلامية حديثة تحترم القيم العربية.

الهدف الاستراتيجي للمبادرة توحيد الجهود العربية وتوفير مساحة مهنية موثوقة لإنتاج محتوى أسري راقٍ، يعزز قيم التماسك، وينشر الوعي، ويواكب التحول الرقمي، ويجعل الأسرة العربية محورًا رئيسيًا في الإعلام الحديث.

وفي ختام توصياته، قال مجلس الأشرة العربية للتنمية: نحن أمام فرصة تاريخية: أن نصنع إعلامًا عربيًا قادرًا على حماية بنية الأسرة، وصناعة وعي رقمي ناضج، وإنتاج دراما تعيد للإنسان مكانته داخل قصته.

وإذا كان المستقبل يبدأ من الشاشة، فالمسؤولية تبدأ منّا: من طريقتنا في صناعة القصة، وتقديم المعلومة، واحترام عقل ووجدان الأسرة العربية.