قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بين الطموح والواقع الصعب.. المرحلة الثانية لخطة ترامب في غزة

المرحلة الثانية لخطة ترامب في غزة.. بين الطموح والواقع الصعب
المرحلة الثانية لخطة ترامب في غزة.. بين الطموح والواقع الصعب

مع اقتراب تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، تتصاعد التساؤلات حول مدى قدرة هذه المرحلة على تحقيق استقرار فعلي ومستدام في القطاع المدمّر والمشحون بالآثار الإنسانية والاقتصادية. 

فالمرحلة المقبلة تعتمد على قوة دولية متعددة الجنسيات لإرساء التهدئة، إلى جانب إعادة إعمار تدريجية للقطاع، في ظل مهمة غير قتالية لهذه القوة. السؤال المركزي يبقى: هل تستطيع الخطة تجاوز تعقيدات الواقع على الأرض؟

غارات وقصف إسرائيلي جنوب ووسط قطاع غزة وسط أزمة صحية خانقة

التحديات الإقليمية والدولية

تقول المحللة الأوروبية أليسا فروست، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، إن نجاح المرحلة الثانية مرتبط بإيجاد توازن دقيق بين الحد من قدرة حماس على العودة للعمليات المسلحة، وإشراك الدول الإقليمية والدولية في إدارة استقرار القطاع. 

وأشارت فروست إلى أن مشاركة مصر والدول الأوروبية وتركيا، مع احترام الخطوط الحمراء الإسرائيلية، سيكون بمثابة اختبار لقدرة واشنطن على فرض حلول دون مواجهات رفض إسرائيلي أو فلسطيني.

سيناريوهات التنفيذ

يرى خبراء أن المرحلة الثانية قد تواجه عدة سيناريوهات محتملة:

  • السيناريو الإيجابي: تهدئة ثابتة، عمل فعال للقوة الدولية، بدء إعادة الإعمار التدريجي، وتخفيف الاحتقان الشعبي، ما يؤدي إلى استقرار نسبي على الأرض.
  • السيناريو محدود النجاح: تقييد عمل القوة الدولية بسبب رفض إسرائيل مشاركة بعض الدول، استمرار التهدئة جزئياً، بطء إعادة الإعمار، ما يخلق إحباطاً لدى الفلسطينيين ويحد من أثر المرحلة الثانية.
  • السيناريو السلبي: فشل التنسيق الدولي، رفض إسرائيل أي مرونة بشأن القوة الدولية، تأخر إعادة الإعمار، وتصعيد محدود من الفصائل الفلسطينية، ما قد يؤدي إلى فقدان مصداقية الخطة وإعادة القطاع إلى دائرة التوتر.

الأبعاد الإنسانية والاقتصادية

يشدد الخبراء على أن نجاح المرحلة الثانية لا يرتبط فقط بالجانب الأمني، بل يشمل عوامل سياسية واقتصادية وإنسانية. من بين هذه العوامل: قدرة واشنطن على ضمان مشاركة دولية مرنة، وإدارة برنامج إعادة الإعمار، وتوفير خدمات الكهرباء والمياه والتعليم. 

كما تلعب ثقة الفلسطينيين دوراً محورياً في تقبل الخطة، إذ يربطون بين تحسين الظروف المعيشية واستقرار القطاع.

ويبقى نجاح المرحلة الثانية ممكناً لكنه محفوف بالمخاطر، ويتطلب تنسيقاً دقيقاً بين جميع الأطراف المعنية، وقدرة واشنطن على الموازنة بين مصالح إسرائيل والفلسطينيين والدول المشاركة. وأي إخفاق في أحد المحاور قد يعيد المنطقة إلى دائرة التوتر ويضع الولايات المتحدة أمام اختبار حقيقي لإدارتها للأزمة. 

وبالتالي، ليست المرحلة الثانية مجرد خطة سياسية، بل اختبار لإمكانية صنع واقع مستدام في بيئة إقليمية معقدة، وسط شروط إسرائيلية صارمة وقيود على حرية التحرك.

ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشيرًا إلى تصريحات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي حول ما يُعرف بالحدود الصفراء التي تغطي نحو 47% من مساحة القطاع.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن استمرار العمليات العسكرية واغتيال رائد سعد يعكس موقف إسرائيل الرافض لأي تقدم في المرحلة التالية، رغم الضغوط الأمريكية والمطالب الدولية.

وأشار إلى وجود خطة إسرائيلية لإعادة إعمار مناطق محددة في رفح خارج المنطقة الصفراء، تشمل إنشاء مدن تحت السيطرة الإسرائيلية، ما يجبر السكان على مغادرة منازلهم، مؤكدًا أن الهدف من هذه الإجراءات هو مراقبة القطاع وتحويله إلى نموذج شبيه بالوضع في لبنان.

وشدد على أن دور المجتمع الدولي والولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل محوري، مؤكدًا أن صمت بعض الجهات الدولية يعزز من المواقف المتطرفة للاحتلال، وأن محاولات التهجير ما زالت مستمرة في ظل غياب حلول عملية لإعادة السكان إلى منازلهم المدمرة.