تحلّ اليوم ذكرى رحيل الفنانة ماجدة الخطيب، إحدى أبرز نجمات السينما والدراما المصرية، التي استطاعت حفر اسمها في المجال الفني وسط عمالقة الزمن الجميل.
وُلدت ماجدة محمد كامل الخطيب في 2 أكتوبر 1943 بالقاهرة، داخل أسرة ميسورة وذات صلات بالفن والسياسة؛ والدها كان شخصية سياسية بارزة، وخال والدتها الفنان القدير "زكي رستم". منذ طفولتها أبدت شغفًا بالفن، وبدأت مسيرتها على المسرح المدرسي قبل أن تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
انطلقت فنياً في فترة الستينيات، وظهرت لأول مرة على الشاشة عام 1960 من خلال فيلم "حب ودلع"، ثم فيلم "لحن السعادة".. رغم أن أدوارها في البداية لم تكن كبيرة، إلا أنها كانت كافية لإعلان وجود موهبة جديدة تستحق المتابعة.
ومع منتصف الستينيات بدأت ماجدة تخطو خطواتها تدريجيًا نحو قلب السينما المصرية، حيث شاركت في فيلم "الجبل" عام 1965، و"قصر الشوق" عام 1966، قبل أن تحظى بشهرة أوسع بعد مشاركتها في فيلم "نصف ساعة جواز" عام 1969.
وفي عام 1970، قدمت أول بطولة مطلقة لها مع المخرج حسن الإمام في فيلم "دلال المصرية"، مما أتاح لها فرصًا أكبر لتقديم أدوار البطولة في أعمال أخرى.
وخلال السبعينيات، قدمت شخصيات لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، أبرزها أدوارها في أفلام مثل: "لعبة كل يوم"، "شيء في صدري"، "شقة مفروشة"، و"البعض يعيش مرتين"، إضافة إلى دورها المميز في فيلم "ثرثرة فوق النيل" عام 1971. كما اقتحمت عالم الإنتاج، فكانت بطلة ومنتجة لفيلم "امتثال" عام 1972، ثم فيلم "زائر الفجر" عام 1973.
تميزت ماجدة الخطيب خلال مسيرتها الفنية بحضور قوي على الشاشة، حيث قدمت مجموعة متنوعة من الأدوار التي برهنت على ثراء موهبتها وقدرتها على تجسيد شخصيات مختلفة، ومن أبرز أفلامها: "كشف المستور"، "إنذار بالطاعة"، إلى جانب أعمال أخرى من بينها "السرعة لا تزيد عن 80"، "أجدع ناس" .
كما عززت مسيرتها بمشاركات مميزة في أفلام حملت طابعًا جماهيريًا، من بينها "قصاقيص العشاق"، "عايز حقي"، "حب البنات"، "فرحان ملازم آدم" و"خالي من الكوليسترول"، وصولًا إلى أحد أبرز ظهوراتها المتأخرة في فيلم "آخر الدنيا"، الذي قدّم جانبًا جديدًا من قدراتها التمثيلية ورسّخ حضورها في الساحة السينمائية.
وعلى صعيد الدراما التلفزيونية، أثبتت حضورها القوي وقدمت مجموعة كبيرة من المسلسلات المميزة، منها:"زيزينيا"، "الفراشة"، "امرأة من الصعيد الجواني"، "العصيان"، "ريا وسكينة"، "الإمبراطور"، "طريق السراب"، إضافة إلى مشاركتها في مسلسلات مثل "النوة"، و"الوداع".
أما في المسرح، فقدمت ماجدة العديد من المسرحيات، ومن أبرزها : "زهرة الصبار" مع الراحلة سناء جميل، "الدبور" مع أبو بكر عزت، "وابور الطحين" عام 1966، "المغفل"، "الجنزير"، "ليالي الأزبكية"، و"الجوكر" مع محمد صبحى، في الدور الذي أدته هناء الشوربجي فيما بعد.
في سنواتها الأخيرة، استمرت في المشاركة في عشرات المسلسلات التلفزيونية، كان آخرها "لا أحد ينام في الإسكندرية" مع ماجد المصري، بينما كان آخر أعمالها السينمائية فيلم "آخر الدنيا" بطولة نيللي كريم.
خلال مسيرتها الفنية، نالت ماجدة الخطيب على العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها: جائزة التمثيل الهرم الذهبي عام 1966، جائزة أحسن ممثلة (دور ثان) من مهرجان "القاهرة السينمائي" عن دورها في فيلم "تفاحة"، جائزة أحسن ممثلة من المهرجان القومي للمسرح المصري في 2006، عن دورها في مسرحية "أكرهك"، وجائزة من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون في عام 2006، عن فيلم روائي قصير بعنوان "الزيارة".
أما على الصعيد الشخصي، فقد تزوجت مرتين؛ وانفصلت ورحلت عن عالمنا في 16 ديسمبر 2006، عن عمر ناهز63 عامًا، بعد صراع مع التهاب رئوي حاد وفشل كلوي استدعى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وظلت في غيبوبة لمدة شهر، إلى أن فارقت الحياة.