توافد آلاف المزارعين الأوروبيين، اليوم الخميس، إلى شوارع بروكسل للتظاهر ضد خطط الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاقية تجارة حرة مع مجموعة ميركوسور، التي تضم دول أمريكا الجنوبية، وذلك بالتزامن مع اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في قمة مرتفعة المستوى.
ومن المتوقع أن تصل المظاهرات إلى الحي الأوروبي في العاصمة البلجيكية نحو الساعة الثانية عشر ظهرًا، حيث سيعقد القادة الأوروبيون لقاءات مهمة حول مستقبل الاتفاقية والإصلاحات المقترحة لدعم المزارعين. ويحمل المزارعون، لا سيما الفرنسيون، مخاوف من أن الاتفاقية ستسمح بتدفق منتجات زراعية رخيصة من البرازيل والدول المجاورة، ما قد يضر بقدرتهم التنافسية ويخفض أسعار محاصيلهم.
اتفاقية غير مقبولة
ويعارض المزارعون أيضًا خطط المفوضية الأوروبية لإعادة هيكلة نظام الإعانات الزراعية في الاتحاد الأوروبي، خشية أن تؤدي الإصلاحات إلى خفض حجم الدعم المالي المخصص لهم. ووصفت اتحاد الفلاحين الوالوني مقترحات بروكسل لخفض الإعانات بنسبة 20% مع المضي قدمًا في اتفاقية ميركوسور بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
ويشارك في التظاهرة أكثر من 40 منظمة زراعية وطنية، بينما توقعت مجموعة الضغط الأوروبية للزراعة Copa-Cogeca مشاركة نحو 10 آلاف شخص، من بينهم مزارعون يقودون مئات الجرارات، في مشهد احتجاجي ضخم يعكس رفض القطاع الزراعي الأوروبي للاتفاقية والإصلاحات المقترحة.
وتسعى اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع ميركوسور إلى إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وتشجيع صادرات السيارات والآلات والنبيذ والمشروبات الروحية إلى أمريكا اللاتينية في وقت تشهد فيه التجارة العالمية توترات كبيرة.
ومع ذلك، يرى المزارعون أن الاتفاقية ستسهل دخول لحوم الأبقار والسكر والأرز والعسل وفول الصويا إلى الأسواق الأوروبية، وهي منتجات تُنتج وفق معايير أقل صرامة مقارنة بالإنتاج الأوروبي.
وأثرت اعتراضات فرنسا وإيطاليا على خطط الاتحاد الأوروبي لتوقيع الاتفاقية بنهاية هذا الأسبوع، حيث دعتا إلى إدراج شروط حماية أكثر صرامة، وتعزيز ضوابط الاستيراد، ورفع المعايير الإنتاجية لمصدري ميركوسور، وسط شكوك المزارعين في فعالية التدابير المقترحة.