قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الزمن على المريخ أسرع من الأرض.. فروق دقيقة تغير المستقبل| ما القصة؟

التوقيت الزمنى
التوقيت الزمنى

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثان من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) في الولايات المتحدة عن حقيقة علمية لافتة، مفادها أن الزمن على سطح كوكب المريخ يمر أسرع من نظيره على كوكب الأرض.

الزمن على المريخ أسرع من الأرض

 وأوضحت الدراسة أن الساعات المريخية تتقدم بمعدل يبلغ نحو 477 ميكروثانية يوميًا مقارنة بالساعات الأرضية، في نتيجة مباشرة لاختلاف شدة الجاذبية بين الكوكبين وتأثيراتها على مرور الزمن.

ورغم أن هذا الفارق الزمني يبدو ضئيلًا للغاية ولا يمكن ملاحظته في الحياة اليومية، إلا أن العلماء يؤكدون أنه يحمل أهمية كبيرة في سياق التخطيط لمستقبل الاستكشاف الفضائي، خاصة مع تزايد الطموحات الدولية لإرسال بعثات مأهولة إلى المريخ خلال العقود المقبلة.

النسبية العامة تفسر الظاهرة

واعتمد الباحثان في تفسير هذه الظاهرة على مبادئ نظرية النسبية العامة التي وضعها ألبرت أينشتاين، والتي تنص على أن الزمن يتباطأ في المناطق ذات الجاذبية الأقوى وبما أن جاذبية الأرض أقوى من جاذبية المريخ، فإن مرور الزمن على كوكبنا يكون أبطأ نسبيا.

وأضافت الدراسة أن بُعد المريخ الأكبر عن الشمس مقارنة بالأرض يسهم بدوره في تسارع الزمن على سطحه، إذ تقل تأثيرات الجاذبية الشمسية، ما يسمح للوقت بأن يسير بوتيرة أسرع، ولو بفارق زمني بالغ الدقة.

تعقيدات قياس الوقت على الكوكب الأحمر

وأشارت الدراسة إلى أن قياس الزمن على المريخ يُعد أكثر تعقيدا مقارنة بالقمر، وذلك بسبب تعدد المؤثرات الجذبية التي تؤثر عليه في آن واحد، مثل جاذبية الشمس والأرض والقمر والمريخ نفسه كما أن المدار الإهليلجي للمريخ حول الشمس يؤدي إلى تغيرات مستمرة في هذه التأثيرات.

ونتيجة لذلك، يشهد الفارق الزمني بين الأرض والمريخ تذبذبًا يوميًا قد يصل إلى مئات الميكروثواني على مدار السنة المريخية، ما يجعل مهمة ضبط التوقيت بدقة تحديا علميا وتقنيا كبيرًا.

اختلاف طول اليوم والسنة بين الأرض والمريخ

وسلطت الدراسة الضوء على فروق زمنية إضافية بين الكوكبين، إذ تمتد السنة على المريخ إلى 687 يوما أراضيا، أي ما يقارب ضعف طول السنة الأرضية. كما أن اليوم المريخي، المعروف باسم “السول”، أطول من اليوم الأرضي بنحو 40 دقيقة، وهو اختلاف يبدو بسيطًا لكنه يؤثر بشكل مباشر على أنظمة التشغيل والملاحة والاتصال.

وتفرض هذه الفوارق تحديات كبيرة أمام المهندسين والعلماء المسؤولين عن تصميم أنظمة زمنية دقيقة قادرة على العمل بسلاسة على أكثر من كوكب في الوقت ذاته.

نحو نظام توقيت بين الكواكب

وأكد الباحثان أن تطوير أطر زمنية دقيقة وقابلة للتوسع خارج نطاق الأرض أصبح ضرورة ملحة لدعم الاتصالات، وتحديد المواقع، والملاحة في المهمات الفضائية المستقبلية، سواء على القمر أو المريخ. واعتبروا أن هذا التقدم يمثل خطوة أساسية نحو إنشاء نظام مزامنة زمنية مستقل بين الكواكب.

وفي ظل تسارع وتيرة استكشاف الفضاء، تبدو هذه الاكتشافات العلمية الدقيقة حجر أساس في بناء بنية تحتية زمنية قادرة على مواكبة عصر جديد من الوجود البشري خارج كوكب الأرض.