حذّر خبراء من خطورة التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ما يُعرف بخطة "اليوم التالي" لمستقبل قطاع غزة وسكانه، مؤكدين أنها تعكس توجّهًا واضحًا نحو تكريس واقع جديد يقوم على خلق "بيئة طاردة" للفلسطينيين داخل القطاع.
ويرى الخبراء أن هذه التصريحات لا تنفصل عن رؤية أمريكية إسرائيلية مشتركة تستهدف إعادة تشكيل المشهد في غزة سياسيًا وأمنيًا، من خلال ربط ملف إعادة الإعمار بترتيبات مشروطة قد تُستغل لدفع السكان قسرًا نحو الهجرة، في ظل الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والخدمات الأساسية، وما يحمله ذلك من تداعيات إنسانية وسياسية بالغة الخطورة على مستقبل القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن ما يجري في قطاع غزة يستهدف بشكل ممنهج خلق "بيئة طاردة" للسكان، عبر التدمير الواسع للبنية التحتية ومقومات الحياة الأساسية، من صحة وتعليم وخدمات، وهو ما يدفع المواطنين للتفكير في المغادرة بحثًا عن الأمان، لولا تمسّك كثيرين بأرضهم بدافع وطني قوي.
وأشار الرقب إلى أن هذا التمسك لا يمثل بالضرورة حالة عامة لدى جميع الفلسطينيين، في ظل غياب إحصاءات دقيقة حول قدرة السكان على تحمّل الواقع القاسي، مؤكدًا أن غزة تحولت إلى "بيت طارد" نتيجة سياسات إسرائيلية مدعومة أمريكيًا، ومعتبرًا أن ما يحدث هو مؤامرة مشتركة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه والسيطرة عليه.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية، بالتنسيق مع إسرائيل، تسعى لفرض سيطرة مباشرة أو غير مباشرة على غزة من خلال ربط الإعمار بمناطق خاضعة للاحتلال أو بقوة دولية، ما يمهد لاحقًا لتهجير السكان بذريعة استمرار السلاح، محذرًا من أن تصريحات دونالد ترامب، بما فيها الدعوة لفتح معبر رفح في الاتجاهين، تحمل بعدًا غير إنساني يهدف عمليًا إلى تسهيل خروج السكان أكثر من ضمان عودتهم، في ظل منح واشنطن إسرائيل ضوءًا أخضر أمنيًا دون التزام سياسي واضح.