إطلاق نار وأعمال عنف في شوارع تايلاند للمطالبة برحيل الحكومة

تحولت احتجاجات مناهضة للحكومة التايلاندية، إلى أعمال عنف اليوم السبت، وشهدت العاصمة بانكوك إطلاق أعيرة نارية واعتداء حشد من المحتجين على ركاب دراجات نارية ومركبات أخرى قرب تجمع لأنصار رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا مع تصاعد حدة التوتر وسط محاولات للإطاحة بها.
وقالت الشرطة وشهود عيان من رويترز، إن عدة أشخاص أصيبوا في إطلاق نار مع اندلاع حالة من الفوضى في منطقة رامكامهاينج حين هاجم متظاهرون مسلحون بهروات حافلة وسيارة أجرة واعتدوا بالضرب المبرح على شخصين.
وعبرت السفارة الأمريكية في بانكوك عن قلقها من التوتر السياسي المتصاعد، وقال أدول ساينجسينجكايو قائد الشرطة الوطنية إنه لم يتضح بعد من الذي أطلق الرصاص ولا عدد المصابين.
وفي حين حدد المتظاهرون يوم الأحد موعدًا نهائياً للإطاحة بالحكومة طلبت الشرطة دعما من الجيش لحماية البرلمان ومقر الحكومة الذي يوجد به مكتب ينجلوك، حيث أزال المتظاهرون المتاريس المنصوبة أمام المقر استعدادا لاحتلاله.
وبدأ المتظاهرون في تصعيد احتجاجاتهم واحتلوا مقر الجيش يوم الجمعة وحثوه على مساندتهم في صراع معقد على السلطة بسبب استمرار النفوذ السياسي لشقيق ينجلوك الملياردير تاكسين شيناواترا رئيس الوزراء الأسبق الذي أطيح به من الحكم.
واتهم المحتجون من اعتدوا عليهم بأنهم من "أصحاب القمصان الحمراء" المؤيدين لرئيسة الوزراء وشقيقها تاكسين الذين تجمع الآلاف منهم في استاد راجامانجالا لإحباط أي محاولة انقلاب على الحكومة.
ويبرز التوتر الصراع الدائر منذ نحو عشر سنوات بين المؤسسة التقليدية في تايلاند، التي تضم كبار الجنرالات والملكيين والطبقة المتوسطة في المدن في ناحية وأنصار تاكسين ومعظمهم من سكان الريف في شمال البلاد في الناحية الأخرى.
ودعا زعيم الاحتجاج سوتيب تاوجسوبان أنصاره مساء الجمعة إلى محاصرة مقر الشرطة الوطنية وشرطة المدينة ومقر الحكومة وحديقة حيوان يوم الأحد.
وقال سوتيب نائب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة التي أطاحت بها ينجلوك في الانتخابات في عام 2011 "ينبغي أن نخالف القانون قليلا كي نحقق أهدافنا."
وكان تاكسين قد أطيح به في انقلاب عام 2006 وأدين بعد عامين بالتربح وهي اتهامات يقول إنها ذات دوافع سياسية. ويقيم حاليا في منفى اختياري منذ عام 2008 لكنه لا يزال يتدخل في عمل الحكومة وفي بعض الأحيان يعقد اجتماعات مع حكومة ينجلوك عبر الإنترنت.
وتجمع نحو ألفين أمام شركتي اتصالات مملوكتين للدولة يوم السبت فيما حث سوتيب أنصاره على التحرك نحو وزارات العمل والخارجية والتعليم والداخلية. غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كان لديه الأعداد الكافية لمحاصرة عدة مقرات حكومية.
وقال رئيس مجلس الأمن الوطني بارادورن باتاناثابوتر لرويترز إنه لن يستطيع أحد الاستيلاء على مقر الحكومة أو مقر الشرطة. وفي وقت لاحق السبت قال متحدث باسم الجيش إنه تم استدعاء تعزيزات من القوات البحرية والجوية والبرية.
ويتهم المتظاهرون الحكومة بمخالفة القانون بعد أن رفض عدد من كبار أعضاء حزب بويا تاي الحاكم قبول حكم صادر عن المحكمة الدستورية يوم 20 نوفمبر يقضي برفض اقتراحهم بتحويل مجلس الشيوخ إلى مجلس منتخب بالكامل. ويقول حزب بويا تاي إن السلطة القضائية ليس لها حق التدخل في السلطة التشريعية.
وقال الزعيم الديمقراطي أبهيسيت فيجاجيفا رئيس الوزراء السابق إن ينجلوك "تجاوزت القانون" برفض حكم المحكمة الدستورية.
وقال وزير التعليم تشاتورون تشايسانج الحليف المقرب من تاكسين إن هذه الاتهامات تفتقر إلى المنطق.
وقال تشاتورون لرويترز "لم تنطق الحكومة أو رئيسة الوزراء أو مجلس الوزراء كلمة عن قبول قرار المحكمة الدستورية أو عدم قبوله" مضيفا أن أي محاولات رامية لاستخدام المحاكم في الإطاحة بالحكومة لن تنجح هذه المرة.
ويبرز الاقتحام السلمي لمقر الجيش الجمعة نظرة المتظاهرين للجيش على أنه حليف محتمل لهم نظرا لمحاولته التدخل للإطاحة بحكومات قادها تاكسين أو دعمها على مدى السنوات العشر الأخيرة.
ورغم ذلك طلب قائد الجيش برايوث تشان أوتشا من المحتجين عدم جر المؤسسة العسكرية إلى معترك السياسة.