دويتش فيله: "الشعر الأبيض" يحكم دول الربيع العربي..عجائز مصر وتونس يتصدرون المشهد.. وسط غياب وتهميش للشباب الثوري

"دويتش فيله":
الحرس القديم يسيطر في تونس ومصر
الشباب الثوري لم يستفد من الثورة التي قادها وتم تهميشه
الفوضى التي تعم مصر منذ سقوط مبارك حالت دون تكوين أي أحزاب قوية
"تمرد" نفسها تعاني من انقسامات في وقت "حرج"
انتقدت شبكة "دويتش فيله" الألمانية سيطرة من أسمتهم الـ"عجائز" على المشهد السياسي المصري دون الشباب، وقالت ساخرة إن "مجموع أعمار المستشار عدلي منصور والدكتور حازم الببلاوي وعمرو موسى يبلغ 221 عاما"، وأشارت إلى أن "موسى يعمل دبلوماسيا منذ الخمسينيات إبان فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر".
وقالت دويتش فيله" إن "هذا هو حال دول الربيع العربي وليس مصر فقط، ففي تونس يهيمن ذوو "الشعر الأبيض" على مقاليد الحكم"، وأضافت: ""رغم أن التظاهرات التي أطاحت بالنظم الديكتاتورية قادها شباب".
وذكرت أن التيارات الليبرالية في تونس اختارت شخص يبلغ من العمر 79 عاما ليكون رئيسا للوزراء، بينما اختار حزب النهضة أحمد ميستيري، 88 عاما، رئيسا للحزب.
وقالت الشبكة الألمانية إن "هناك ثمة وجه تشابه بين مصر وتونس في هذا السياق، فالقوى الشبابية التي أطاحت بنظامي مبارك وبن علي تم تهميشها لصالح ما أسمتهم "الحرس القديم".
ونقلت عن أحد النشطاء المصريين قوله: "الشباب ليس لديهم خبرة، ولم يستفيدوا من الثورة لأنهم لايفهمون شيئا وتركوا أنفسهم ضحية لتلاعبات أجهزة الأمن والمخابرات".
وقالت إنه "إبان فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك لم يكن يسمح بتكوين أي قيادة شبابية مستقلة، فعلى الرغم من إعطاء جماعة الإخوان المسلمين قدرا من الحرية، إلا أن الحكومة كانت تتعامل بيد من حديد مع أي محاولة لتكوين جبهة ليبرالية معارضة".
وأشارت إلى أنه "في أعقاب ثورة 25 يناير ومع أول انتخابات حرة ونزيهة، لم يلعب الشباب الثوري أي دور لعدم وجود خبرة كافية ومصادر تمويل"، ونقلت عن أحد الشباب الثوري قوله إن "التمويل كان المشكلة الأكبر".
وفي السياق ذاته، قالت إن "الوضع الفوضوي الذي استمرت عليه مصر منذ سقوط مبارك جعل من الصعب أن تتكون أحزاب جديدة وترتب أوراقها استعدادا لخوض انتخابات، حتى حركة تمرد تعاني من انقسامات داخل صفوفها في الوقت الذي ستجرى فيه انتخابات برلمانية ورئاسية بعد إقرار الدستور الجديد مباشرة".