روسيا تقايض النفط الإيراني ببناء مفاعل نووي في محطة بوشهر

قال سفير إيران لدى موسكو في تصريحات نشرت أمس إن روسيا قد تبني مفاعلا ثانيا في محطة بوشهر للطاقة النووية مقابل الحصول على نفط إيراني.
وقال السفير مهدي سنائي أيضا إن روسيا قد تقدم لإيران شاحنات ومعدات للسكك الحديدية ومصاف وسلع أخرى مقابل النفط الذي ستحصل عليه وفقا لما قالتة " روسيا الايوم ".
وذكرت مصادر مطلعة في الشهر الماضي أن إيران وروسيا تتفاوضان على مقايضة ما يصل إلى 500 ألف برميل من النفط يوميا بسلع في اتفاق سيقوض الجهود الغربية للإبقاء على الضغط الاقتصادي على طهران في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية للحد من برنامج إيران النووي.
وتأتي التصريحات التي نشرتها صحيفة كومرسانت قبل يوم من استئناف المحادثات النووية بين طهران والقوى الست الكبرى ومنها روسيا، والتي أكد فيها سنائي أن إيران “يمكن أن تستخدم بعض عوائد مقايضة النفط لتسديد مدفوعات لشركات بناء روسية من أجل اقامة وحدة ثانية في محطة بوشهر للطاقة النووية.
وكانت روسيا أقامت المفاعل الأول في بوشهر وهي محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران.
وذكر سنائي انه يمكن توقيع الاتفاق النفطي ومذكرة تفاهم بشأن التعاون الاقتصادي قبل شهر اغسطس ومن المقرر ان يزور وزير الاقتصاد الروسي اليكسي اولياكيف إيران في ابريل المقبل لإجراء محادثات تجارية.
وقال السفير الايراني في موسكو حين سئل عما يمكن أن تقدمه روسيا مقابل النفط إن الجانبين يبحثان عددا من الاحتمالات منها بناء مصاف نفطية صغيرة واستثمارات روسية في حقول للغاز وإمدادات كهرباء.
وأضاف أنه الى جانب امكانية أن تبني روسيا مفاعلا ثانيا في بوشهر تهتم طهران بالحصول على شاحنات ثقيلة او تجميعها في ايران وسلع أخرى.
وقال إن “ايران مهتمة بشراء كميات هائلة من قضبان السكك الحديدية من روسيا الى جانب مشاركة روسيا في تشغيل بعض خطوط الكهرباء.
وتخشى دول غربية من أن يضر اتفاق مقايضة النفط بسلع اخرى بجهود التوصل الى اتفاق دائم يضمن عدم استخدام البرنامج النووي الايراني في تصنيع اسلحة نووية مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على ايران وكانت القوى العالمية قد توصلت الى اتفاق مرحلي مع ايران في نوفمبر الماضي.
وقالت مسؤولة أميركية كبيرة هذا الشهر إنها تعتقد أن اتفاق مقايضة النفط بالسلع لن ينفذ في المستقبل القريب بعد ان حذرت الولايات المتحدة الجانبين من أن الاتفاق “سيصعب” التوصل الى اتفاق نووي ان لم “يجعله مستحيلا”. ورفض السفير الايراني مخاوف واشنطن وقال إن على روسيا أن تفعل مثلما فعلت الدول الاوروبية، التي أوفدت رجال أعمال الى إيران، في إشارة الى فرنسا.
وقال سنائي “أصدقاؤنا الروس الذين وقفوا الى جوارنا في الاوقات الصعبة يجب ان تكون لهم الأفضلية في الاسواق الايرانية… لكن على الشركات الروسية ان تسرع للحصول على نصيبها من أسواقنا وأن لا تتردد خوفا من العقوبات الغربية.”
وكانت وفود تجارية كثيرة قد زارت طهران في أعقاب البدء بتخفيف العقوبات الغربية على طهران الذي بدأ سريانه في العشرين من الشهر الماضي، وكان أكبرها الوفدان التركي والفرنسي.
وفي أعقاب تلك الزيارات، أكد الرئيس الأميركي بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن واشنطن ستعاقب أية شركة تخرق قوانين العقوبات على إيران، في إشارة الى الوفد الفرنسي الكبير الذي زار طهران مؤخرا، وقد أيده في ذلك الرئيس هولاند قائلا إنها شركات خاصة ولا تمثل الحكومة الفرنسية.