فيسك ينعي "مشلان"أول وأفضل مراسل فلسطينى لـ"التايمز"

سلط الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك فى مقال بصحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الضوء على وفاة توفيق مشلان أول مراسل فلسطينى لجريدة "التايمز" البريطانية لمنطقة الشرق الاوسط.
وأكد الكاتب البريطانى فى مقاله الذى أوردته الصحيفة على موقعها على شبكة الإنترنت أن مشلان تمكن بجدارة من نيل إعجابه وتقديره وذلك لقدرته الفائقة على نقل وتصوير المشاهد السياسية فى المنطقة بصورة عامة وفى لبنان بصورة خاصة آنذاك.
ووصفه (فيسك) "بقاريء المواقف" حيث كانت تغطياته للاحداث منقطعة النظير وتنبؤاته بالاحداث فى محلها.
ولفت الكاتب البريطانى إلى أن عددا من قراء "التايمز"-الذين أعلنوا فى بعض الاوقات صداقتهم مع إسرائيل- هاجموها لموافقتها على تشغيل مشلان الفلسطيني الاصل لديها بحجة أنه سيتحيز الى الجانب الفلسطيني، لكن الصحيفة رفضت ذلك، وأثبت مشلان أنه على النقيض من ذلك.
وقال فيسك إن توفيق مشلان برهن أنه أهلا للثقة وأنه الرجل المناسب للمهمة فكان أمينا فى تغطياته خاصة لأحداث الحصار الذى تعرضت له مدينة زحلة اللبنانية عام 1981 ، منوها إلى أنه كان يضطر فى بعض الاحيان إلى أن يرجو مشلان للكشف عن بعض التفاصيل السرية إلا أنه كان يرفض أن يتدخل أحد فى عمله الجاد.
وتابع الكاتب البريطانى أن توفيق مشلان كان رحيم القلب دمث الخلق ، يتعامل مع الجميع بلطف وكياسة فضلا عن ولعه الشديد بعمله مستشهدا بما قالته كيم فيلبى زوجة ميشلان إن زوجها "أحب الصحافة حبا جما وكانت شغفه الوحيد".
وأشارت فيلبى إلى أن ميشلان أصيب بعيار ناري أثناء تبادل لإطلاق النار فى ممر به متمردين فى لبنان وكتب مقالا بعنوان "كيف أصبت بطلق ناري فى زقاق للمتمردين"، منوهة إلى أنه كان يعانى من "ثقبين" خلف ساقيه بسبب الأعيرة النارية إلا أن ذلك لم يثنيه عن الاستمرار فى مسيرته وتأدية رسالته الصحفية.
وأوضح فيسك أن توفيق كان يخسر المال وتدهورت حالته الصحية بدرجة كبيرة قبل اسابيع قليلة من وفاته، لكنه خلف بعد وفاته عشرات الالاف من "صفحات تشهد على التاريخ" قام بجمعها وتحريرها وطبعها كل يوم بنفسه.
وتوفى توفيق ميشلان -المولود فى مدينة حيفا الفلسطينية وأصغر أخوته العشرة - يوم الثلاثاء الموافق 24 يناير الماضي فى العاصمة اللبنانية بيروت.