قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الفكر الثورى .. والرئيس السرى .. والدستور المبهم


هناك حكمة تقول "العنف هو صوت اختناق العقل فى الحنجرة" ومن يخطو خطوة البداية يقطع نصف الطريق الى النهاية لكن يبدو اننا امة كتب عليها اضعاف ظهرها وزيادة احمالها... فرغم التاريخ الحافل والنضال الطويل للوصول الى دولة المدنية ودولة كل المواطنين والمجتمع المفتوح والولوج لعصر المدنية والحداثة والتواصل مع منجزات العالم المتمدين .. نجد مازال فى جوف ارضنا جحافل من الماضوية واقدام تخرج متكدسة تدوس على المدنية بعنف وبلا رحمة وترسى ثقافات حلقات الذكر الفاشية.
من المؤكد ان مصر المحروسة الان بحاجة الى تثوير الافكار وبناء مجتمع سياسى عصرى يقوم على مبادىء التقدم التى ارستها الحضارات الفاعلة والمجتمعات الراقية والتى حققت تطورها ونموها وانجازها السياسى والاقتصادى استنادا الى مقومات الدولة العصرية الحديثة القائمة على مؤسسات واضحة بدءا من دستور "أى كتاب الوطن" الذى يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. والحاكم ليس مالكا بل من يدير شئون هؤلاء المحكومين من خلال هذا الاتفاق القانونى وهو الدستور.. ويحدد ايضا طبيعة النظام السياسى الذى يرتضيه الفكر الثورى بعد غياب الدولة العصرية الحديثة طوال ستة عقود وانتهاء بمؤسسات مدنية متكاملة الاركان سواء المؤسسات القانونية او القضائية او التنفيذية.
والسؤال هل يمكن حدوث هذا الان، فى ظل تفشى ظواهر الانقسامية والانقضاض على مكتسبات مصر المدنية فى تاريخها المعاصر والحديث...
هل بعد ثورة شعبية كما تصفها كافة الادبيات السياسية، يؤول بنا الحال الى الخطابات السياسية الراهنة.. هل تم التخلص من نظام سياسى مستبد كان يمتلك الدولة ومن عليها كما كان الاقطاع فى العصور الوسطى فى اوروبا كى يحل محله اشباه نظم اختلط فيها العصرى بالماضوى واشتبك فيها العلمى بالخرافى .. وباتت الامة المصرية بكاملها على شفا الهاوية .. تارة من خطابات دينية مازالت اسيرة للنظرة الماضية السلفية الضيقة والحديث عن رئيس مسلم ذو مرجعية اسلامية منوط به قبل كل شىء تطبيق الشريعة الاسلامية والتى بآراء العديد من الخبراء القانونيين فان هذه المبادىء تحتاج الى اجتهادات وتفسيرات عدة قد تحتاج لمجلدات ومجلدات..
هل هذا الرئيس السرى الذى يتشكل الان والذى من المفترض ان يكون من قلب المصريين بتراثهم الحضارى المتنوع والمتعدد وبثقافتهم المتجانسة المتعايشة مع كافة المعتقدات ان يقفز عليها فقط لتطبيق الشريعة الاسلامية.
هل بعد ثورة شعبية ازاحت نظاما متغولا ان يتم طبخ دستور لا يعلم ملامحه الا الله ولا مذاقه الا من يختبئون الان لصياغته ويتم استفتاء الشعب عليه بعد ان تكون قد ضاعت منجزات امة هذا الشعب.. "ولنا فى البرلمان عبرة".
هل بعد ثوبة شعبية لم يراجع كافة الاطراف مواقفهم والوقوف على ضرورة ما يجب فعله وانجازه حتى لا تضيع منجزات هذه الامة .. نبقى هكذا.
هل مات الفكر الثورى واكتفينا فقط بالحديث عن الثوار .. هل ضاعت احلام الاجيال الوطنية الى دفعت اثمانا غالية من اجل الحرية والمساواة والتعددية والحريات الشخصية.. من اجل ان تقوم ثورة اسلامية محدودة الاطر والفلسفة والتوجه بل والمستقبل.
ان الاوان ان يلتفت كل مصرى مؤمن بحريته الشخصية وامنه وثقافته وعقيدته وتوجهه السياسى لما يحاك به من مؤامرة كبرى .. اسمها "الرئيس السرى ذو المرجعية الاسلامية.. والدستور المبهم .. وان نحيى الثورة فى افكارنا ونضالنا وليس فى الحديث فقط عن ثورة بلا ثوار وثوار بلا ثورة.."
ندعو الله ان يقوى ظهورنا لا ان يخفف احمالنا..
Email:[email protected]