معنى "الأمر" في آية "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه"

أكدت لجنة التفسير بمجمع البحوث الإسلامية، أن الأمر في قوله تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه" في صورة حكم وقضاء،
قال الله تعالي في كتابه العزيز (وقضي ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما).
وأوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن الله أتي الأمر في صورة حكم وقضاء ليفيد أنه أمر حتمي حتمية القضاء وقصر سبحانه العبادة عليه وحده دون سواه، لأن العبادة هي نهاية التعظيم ولاتليق إلا بمن هو مصدر الإنعام والإفضال علي عباده ولامنعم إلا هو فلا مستحق للعبادة الاالله وحده، وقد ربط الله بر الوالدين بعبادته إعلانا لقيمة البر عند الله، وأمر الأبناء بالاحسان الي الوالدين لأن الوالدين يندفعان بالفطرة إلي رعاية الأولاد وإلي التضحية بكل شيء حتي الذات في سبيل إيصال الخير اليهم وإبعاد الضرر عنهم فوجب مقابلة ذلك بالإحسان اليهما والشكر لهما.
وتابعت: ويتمثل هذا الأمر في شيئين الأول: النهي عن التضجر من الوالدين والثاني: الأمر بالقول الحسن والفعل الحسن في حياتهما وبعد مماتهما.
وأضافت ما يستفاد من الآية: هو قصر العبادة على الله وحده دون سواه، والبر والإحسان بالوالدين وعدم الإساءة إليهما لابقول ولافعل وأن يكون البر والإحسان بهما حال حياتهما وبعد وفاتهما، والاستغفار والدعاء بالرحمة للوالدين ينفعهما بعد وفاتهما ويرشدنا الله تعالي إلى مبدأ كريم فيه صلاح المجتمع ويوجب الألفة والمحبة بين الأفراد والأسر وهو مقابلة الإحسان بالإحسان وفي الحديث "من أسدي اليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له".