مفيدة عبد الرحمن.. أول محامية في العالم العربي

مفيدة عبدالرحمن.. نموذج مشرف للمرأة المصرية المكافحة الدؤوبة، وقفت أمام التقاليد البالية التي كانت سائدة في زمنها، لم يكسرها أو يثنيها عن الاستمرار والمضي في طريق التحدي والإصرار تلك التحديات والعقبات التي اثنت الكثير من اهم مقاولاتها انني مع تحرير المرأة وضد تحررها، خاضت كثيرا من المعارك وتخطت العديد من العقبات كانت زوجة ناجحة وأما رائعة لـ 9 أبناء.
ولدت في 19 يناير عام 1914 بحي الدرب الاحمر بالقاهرة حصلت علي الثانوية من مدرسة السنية بالسيدة زينب، والدها كان يعمل أستاذا للغة العربية، كان عاشقا للغة، ودرس وتفوق في أصول الخطوط العربية، ما جعله يعكف على كتابة (المصحف الشريف ) 19 مرة.
وكعادة الاسر المصرية في هذه الفترة، كان لابد من الزواج مبكرا حيث جاء العريس المناسب يطرق الأبواب، وبالفعل تزوجت مفيدة عبد الرحمن وهي طالبة بكلية الحقوق، حيث ثقافة الاسر المصرية فالبنت مكانها الطبيعي هو المنزل وتكوين اسرة صالحة، تزوجت من الكاتب الاسلامي محمد عبد اللطيف الذي قام بتفسير القرآن ما جعله يصدر عددا من الكتب والأبحاث الإسلامية.
لم تمنعها المسئولية وتربية الابناء علي التفوق والتميز في عالم المحاماة ..فقد حصلت وهي زوجة وام لاربعة ابناء علي ليسانس الحقوق عام 1939 فبرغم مشواره القاسي والحياة العملية القاسية التي اختارته لنفسها الا انها استطاعت ان تجمع بين بيتها وعملها فكانت زوجة سعيدة جدا راضية بما رزقها الله من نعم فقد انجبت 9 ابناء في مشوار زواج ناجح دام اكثر من 70عاما الي ان توفي زوجها بعد ملحمة رائعة من الحب ومثلا راقيا للحياة الزوجية القائمة علي الاحترام والتناغم والتضحية والعطاء بلا حدود من الطرفين.
كانت اول فتاة مصرية تلتحق بكلية الحقوق رغم صعوبة الدراسة بها وكان ذلك عام 1935 وتخرجت وسط تحديات وعقبات عديدة لتكون اول من مارس مهنة المحاماة وتفتح مكتبا خاصا بها ..هي اول سيدة تشغل منصب عضو مجلس ادارة بنك واول سيدة مصرية تستمر عضوا بمجلس الامة ما يقرب من 17 عاما فقد مثلت دائرة الازبكية والظاهر في البرلمان من عام 1960 الي عام 1976 ..اول محامية في العالم العربي تترافع امام المحاكم العسكرية العليا واول محامية تقيد بالنقض فكانت اول رئيسة للاتحاد الدولي للمحاميات ..اول من عزز مفهوم العمل العام فقد شغلت رائاسة جميعة نساء الاسلام حتي رحيلها.
وعندما بدت أنها لا تستطيع العطاء اكثر من ذلك لتترك المجال فسيحا للأجيال التي تمرنت على يديها وترحل عام 2002 عن عمر ناهز 88 عاما تاركة خلفها ميراثا ثريا من أصعب وأهم القضايا التي ترافعت فيها، وكانت كتفا بكتف مع عتاولة المحاماة من أشهر محاميي العالم العربي.