نساء إيران تتمردن على القانون ويخلعن الحجاب

كشف موقع "بي بي سي" الإخباري عن صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل اسم "لحظات حرية مسروقة"، اجتذبت الآلاف من السيدات الإيرانيات اللاتي نشرن صورهن عليها بدون حجاب، علما بأن الحجاب مفروض على المرأة الإيرانية حتى قبل قيام الثورة الإسلامية في 1979.
وأُطلقت تلك الصفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ أسبوع واحد فقط، رغم ذلك حصدت 130 ألف متابع أغلبهم من سكان إيران من الرجال والنساء.
وحتى الآن، نُشر على الصفحة 150 صورة لنساء على الشاطئ أو في الشارع أو في الريف، وتتضمن الصورة صاحبتها وحدها أو مع غيرها من الأصدقاء والأزواج، ولكن الشيء الوحيد المشترك فيما بينها هو أن النساء تظهرن بها دون حجاب.
وكتبت بعض المتابعات تعليقات على الصور التي نشرت، من بينها على سبيل المثال، "لقد خلعت الحجاب. إنني أيضًا أحب أن اشعر بضوء الشمس والهواء وهما يداعبان شعري، فهل هذه خطيئة كبيرة؟".
وبدأت النساء في إيران التعبير عن غضبهن من فرض الحجاب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يُذكر أنه حتى قبل قيام الثورة الإسلامية منذ ما يزيد على 35 سنة، كان محظورًا على المرأة أن تغادر منزلها بدون حجاب أو غطاء رأس في إيران. وكانت عقوبة مخالفة ذلك تتراوح ما بين الغرامة والسجن.
تقول الصحفية الإيرانية ماسيه ألينجاد في الشأن السياسي ومؤسسة الصفحة على فيسبوك التي تعيش في بريطانيا: "لقد كان شعري مثل الرهينة لدى الحكومة".
وأضافت أن "الحكومة لا زال لديها الكثير من الرهائن"، وكانت الفكرة قد وافت ماسيه بعد أن نشرت بعض الصور لنفسها بدون حجاب على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وكان المحفز تجاه إنشاء الصفحة هو عدد المعحبين بتلك الصور والذي بلغ الآلاف. ومنذ أن حدث ذلك، بدأت نساء كثيرات في إرسال صورهن لها ومن ثم قررت إنشاء الصفحة.
ورغم أن ماسيه معروفة بأنها دائمة الانتقاد للحكومة الإيرانية، إلا أنها تصر أن الصفحة ليست سياسية على الإطلاق. وتؤكد ماسية أن هؤلاء السيدات لسن ناشطات سياسيات ولكنهن نساء عاديات يتحدثن من القلب.
وكتبت واحدة من النساء المشاركات بالصفحة على موقع التواصل الاجتماعي إن "المشكلة ليست في الاضطرار لارتداء الحجاب، ولكنها في عدم وجود خيار آخر".
وكتبت أخرى إن "اسم الصفحة، "لحظات حرية مسروقة"، يعني ممارسة الحرية للحظات معدودة، وهذا ما أقوم به.
يُذكر أن الحجاب يعتبر من القضايا المثيرة للجدل في إيران.
وكانت هناك حملة إعلانية في شكل لافتات كبيرة على الطرق تذكر المرأة بضرورة الحجاب، وهي الحملة التي سخر منها العديدون على مواقع التواصل الاجتماعي عندما شبهت النساء بالشيكولاتة التي لابد أن تكون مغلفة. في المقابل، هناك الكثير من مؤيدي فرض الحجاب على المرأة، إذ يرون أنه جزء أصيل من تعاليم الإسلام. ونظم بعض هؤلاء تظاهرة في طهران الأسبوع الماضي مطالبين بتطبيق قواعد أكثر صرامة فيما يتعلق بفرض الحجاب.