تتار القرم يحتفلون بالذكرى الــ70 لتهجيرهم من روسيا

يحيي تتار القرم في أجواء متوترة الأحد الذكرى السبعين لتهجيرهم بقرار اتخذه النظام السوفيتي ووافق عليه ستالين، وأعاد إلحاق شبه الجزيرة الأوكرانية بروسيا في مارس الماضي ذكرى هذه المأساة إلى الأذهان ؛ حسبما أوردت وكالة الانباء الفرنسية ؛
ومن جانبه أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن استخدام قضية التتار أداة لاهداف سياسيةوصرح بأن «مصالح تتار القرم موجودة في روسيا اليوم»، وذلك خلال استقباله ممثلين تتارا دعاهم إلى تبني موقف «إيجابي».
وكان مجلس التتار في القرم أعرب عن تخوفه من عداء شرطة مكافحة الشعب، فيما تشاهد مدرعات وعربات للشرطة لنقل المعتقلين في شوارع سيمفيروبول ؛ وقد تحدث تقرير للأمم المتحدة نشر أمس الجمعة عن «المضايقات» و «عمليات الاضطهاد» بحق التتار؛ وقال إن التتار يواجهون مشاكل عدة تتعلق «بحرية التحرك وحالات مضايقات مادية وقيود مفروضة على وسائل الإعلام ومخاوف من اضطهاد ديني للمسلمين بينهم الذين يمارسون الشعائر الدينية وتهديد مدعي القرم.. بإنهاء عمل برلمان تتار القرم».
وكان النظام السوفيتي يسعى إلى «تطهير» شبه الجزيرة من «عناصرها المعادية» وهجر في 1944 هذا الشعب الناطق باللغة التركية، أحد أبرز إثنيات القرم في مستهل الحرب العالمية الثانية؛ وقال المؤرخ التتاري الفيدين تشوباروف إن «الرواية الرسمية السوفيتية تتهم تتار القرم بالتعاون مع المحتل الألماني. وكان يعتبر أنهم لا يتمتعون بالصدقية سياسيا».
وبدأت عملية التهجير التي وافق عليها ستالين ليل 18 مايو 1944. فقد انتشر آلاف الجنود الذين كانوا مزودين بعناوين في شبه الجزيرة بحثا عن العائلات التتارية التي لم تتوافر لها سوى بضع دقائق لجمع بعض الأغراض والمؤن.
واحتشد المبعدون في قاطرات مخصصة للمواشي ونقلوا إلى سيبيريا وآسيا الوسطى. واختار معظمهم أوزبكستان وجهتهم النهائية.
وأنجزت العملية خلال ثلاثة أيام. فقد أبعد أكثر من 190 ألف شخص من أراضيهم.
وعندما «وهب» نيكيتا خروتشيف القرم إلى أوكرانيا في 1954، تبددت معالم الوجود التتري القديم؛ ولم يصدر مرسوم بسحب الاتهامات الموجهة إلى تتار القرم إلا في 1967، بعد أربعة عشر عاما على وفاة ستالين. لكنهم لن يعودوا إلا في نهاية الثمانينيات لدى تفتت الاتحاد السوفيتي إلى أوكرانيا أصبحت مستقلة وغير قلقين على مصيرهم.
إلا أن عودة التتار أصبحت حقيقة، فهم يمثلون اليوم %12 من سكان شبه الجزيرة، أي حوالي 270 ألف شخص، في مقابل %1 في الثمانينيات؛ وبعد احتلال القرم وإلحاقها بروسيا خلال ثلاثة أسابيع، تسعى موسكو إلى التقرب منهم. فقد وقع الرئيس فلاديمير بوتن مرسوما حول رد الاعتبار إلى «جميع شعوب القرم» التي تعرضت للقمع أيام ستالين.