إحالة 13 متهما في 6 وقائع تحرش بميدان التحرير إلى "الجنايات"

أمر المستشار هشام بركات، النائب العام، بإحالة 13 ذئبا بشريا من المتحرشين بالسيدات والفتيات بميدان التحرير في 6 وقائع تحرش وهتك عرض، على رأسها واقعة ميدان التحرير أثناء الاحتفالات بتنصيب رئيس الجمهورية الجديد، إلى المحاكمة الجنائية، وذلك في ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة.
وكان النائب العام قد عقد اجتماعا مع المحامى العام لنيابة قصر النيل ومجموعة من مساعديه، بحضور المستشار عادل السعيد رئيس المكتب الفنى، والمستشار زكريا عبدالعزيز المحامى العام الأول لنيابة استئناف القاهرة والمستشار هشام سمير المحامى العام بالمكتب الفنى، استمر لما يقرب من 4 ساعات، تم خلالها الاطلاع على التحقيقات ونتائجها في قضية واقعة التحرش الجنسي، وتقرير الطب الشرعي، وأقوال الضباط والمواطنين الشهود على الواقعة وشهادة أقارب المتحرش بها، وانتهى إلى أن النائب العام وافق على إحالة 13 متهما الى الجنايات
وعلى صعيد التحقيق فى القضية، استمعت نيابة قصر النيل أمس لأقوال أفراد الشرطة و25 شاهد عيان شاهدوا واقعة الاعتداء على السيدة وابنتها، وقالوا: إنهم شاهدوا المتهمين المضبوطين يخلعون ملابسهم ويحاولون الاعتداء الجنسى على السيدة، وأكد أفراد الشرطة أنهم أخرجوا السيدة من بين المتهمين بصعوبة بالغة .
والجدير بالذكر أنه تم استدعاء مسؤولى مستشفيات حكومية ومرفق الإسعاف لسؤالهم عن واقعة عدم قبول السيدة التى تعرضت للتحرش بميدان التحرير بمستشفيات المنيرة والزهراء وقصر العينى لإجراء الإسعافات الأولية لها، واستمعت النيابة لأقوال مساعد وزير الصحة للطب العلاجى وسائق سيارة الإسعاف والمسعف لسؤالهم عن إجراءات نقل الضحية إلى المستشفيات التى امتنعت عن استقبالها. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكاب جرائم خطف الضحايا، وهتك أعراضهن بالقوة، وتعذيبهن بدنيا، وسرقتهن بالإكراه، والشروع في قتلهن واغتصابهن، وهي الجرائم التي تصل العقوبات فيها إلى السجن المؤبد.
وأمر النائب العام بحبس المتهمين احتياطيا على ذمة التحقيقات، وإحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة الناجزة، ونسخ صورتين من الأوراق تخص إحداهما ما نسب للمتهم الذي لم يتجاوز عمره 15 عاما، والأخرى عن جريمة تصوير ونشر مقطع الفيديو الذي تضمن مشاهد مخلة بالحياء العام أثناء التعدي على إحدى المجني عليهن، لاستكمال التحقيقات فيهما، وتكليف الجهات الأمنية بالتوصل إلى لمرتكبها بالقبض عليه وضبط أدوات التصوير والنشر التي استخدمها في ارتكاب الجريمة.
وأكد النائب العام أنه بصفته ممثل الهيئة الاجتماعية والحريص على مصالحها وصاحب الدعوى الجنائية، أن النيابة العامة لن تتهاون في تعقب المتحرشين بالنساء والفتيات، في شتى أنحاء البلاد، لإحكام قبضة القانون عليهم حتى يأمن المواطنون ويهدأ بال المجتمع.
وكشفت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة أسرار الجرائم المشينة التي وقعت بميدان التحرير وأرقت المجتمع، عن قيام الجناة بهتك أعراض النساء مستغلين الزحام الذي صادف الاحتفالات العارمة، في ضوء ما أسفرت عنه الاستحقاقات السياسية التي شهدتها البلاد، كي يفسدون على المواطنين فرحتهم.
وتبين أن المتهمين عناصر إجرامية اعتادوا ارتياد ميدان التحرير في أوقات الاحتفالات للتحرش بالنساء وسط الزحام، وهتك أعراضهن بالقوة، وسرقتهن بالإكراه.
وأوضحت التحقيقات التي جرت على مدار الأيام الماضية ليلا ونهارا، تم خلالها الاستماع إلى 52 شاهدا بخلاف خبراء مصلحة الطب الشرعي ومصلحة الإدلة الجنائية والجهات الأمنية – أنه في ليلة 3 يونيو الجاري، احتشد المواطنون بميدان التحرير، فاندس الجناة بينهم للبحث عن فريسة وحدها بالميدان، وفي الساعة 11 مساء وقع اختيارهم على سيدة وابنتها تسيران بجوار الجزيرة الوسطى للميدان، فاتجهوا صوبهما، وقسموا أنفسهم فريقين، اختطف أحدهما السيدة البالغ من عمرها 42 عاما، وتوجهوا بها ناحية مسجد عمر مكرم، وهجموا عليها وشلوا حركتها وأوقوعها أرضا، ونزعوا عنها كل ملابسها في شراسة لا يقدم عليها الوحوش الكاسرة.
وذكرت التحقيقات أن الجناة قد ألقوا السيدة أرضا وقاموا بالتعدي عليها بالضرب والركل، وحينما حاولت الفرار اصطدمت بإناء به ماء ساخن خاص بأحد الباعة الجائلين، فأصابها بحروق شديدة، ورغم ذلك لم يرحمها الجناة، بل صنعوا حولها حلقة لم تستطع الضحية الفرار منها، ثم بدأوا في هتك عرضها، والإمساك بموطن عفتها في خسة ودناءة، حتى أصابوها بقطع فيه بلغ 5 سنتيمترات، ثم سرقوا متعلقاتها.
وأوضحت التحقيقات أن الفريق الآخر من الجناة قام بمهاجمة ابنتها بذات الطريقة، إلى أن تمكنت قوات الشرطة بمساعدة المواطنين الشرفاء من إنقاذهما من براثن الجناة، وضبطوا منهم المتهمين كريم شعبان رزق ( 19 سنة – عامل ببنك مصر) وأحمد سعيد إبراهيم (27 سنة - مشرف إضاءة بقناة إم بي سي) ومجدي السيد مصطفى ( 16 سنة – عامل) .
وأشارت التحقيقات إلى أنه في ليلة 8 يونيو وأثناء احتفالات المواطنين بميدان التحرير، عاودت ذات العناصر الإجرامية ارتكاب جرائمهم النكراء، وتمكنوا فيما بين العاشرة والنصف والعاشرة و 45 دقيقة مساء، من اصطياد 6 من النساء أعمارهن ما بين 17 إلى 42 عاما، وفرقوهن عن بعضهن، وتوجهوا بهن إلى أماكن مختلفة عند الجزيرة الوسطى بالميدان، وبجانب مجمع التحرير وبجوار المنصة في المنطقة الكائنة بين إحدى شركات السياحة وأحد المطاعم الشهيرة، تجمعوا حول كل منهن في ذات الحلقة الخبيثة، وبدأوا في اصطناع مظاهر الفرحة والتهليل حتى لا ينتبه المواطنون بحقيقة ما يجري داخل كل حلقة، وللحيلولة دون سماع صوت صراخ الضحايا.
وهدد الجناة إحدى السيدات باختطاف طفلتيها منها إن لم تسلم نفسها لهم، حيث جردوا المجني عليهن من السواتر وهتكوا عرضهن بالقوة، وضربوهن بقسوة، وسرقوهن بالإكراه، حتى تمكنت قوات الشرطة والمواطنين من إنقاذهن والقبض على المتهمين عمرو فهيم (33 سنة – عامل معماري) ويوسف زكريا عبد السلام (23 سنة – عامل إضاءة) وعبد الفتاح عثمان (49 سنة – بائع) ومحمد علي عبد الله (22 سنة – سايس) وأحمد إبراهيم حسن (16 سنة – عامل بمخبز) وإسلام عصام رفاعي (20 سنة – صاحب مغسلة سيارات) وكريم محمد مصطفى ( 19 سنة ) وأحمد مجدي قناوي (14 سنة - عامل).
وأثبتت تقارير الطب الشرعي أن إصابات المجني عليهن تنوعت بين الجروح التهتكية في مواطن العفة، والحروق، والسحل، والعض الآدمي بأثداء المجني عليهن ومؤخراتهن، والقبض العنيف بالأيدي والأظافر.
وقامت النيابة العامة بإجراء العرض القانوني للمتهمين على المجني عليهن، فتعرفن عليهم جميعا، وأكدن أنهم كانوا ضمن الجناة الذين تعدوا عليهن.
وكشفت التحقيقات أن المتهم عمرو فهيم شارك في الاعتداء على 3 من الضحايا.. كما شارك كل من المتهمين محمد علي عبد الله ويوسف زكريا وأحمد مجدي قناوي في الاعتداء على أكثر من ضحية.
كما أكدت تحريات الجهات الأمنية، تورط جميع المتهمين بارتكاب تلك الوقائع.
وكانت النيابة العامة قد تمكنت من التوصل إلى مرتكب الحادث الذي تعرضت له فتاة شاركت في احتفالات ذكرى ثورة يناير بميدان التحرير ليلة 25 يناير 2013 ، وتبين أن من تعدوا عليها بذات الطريقة بعد استدراجها داخل الحلقة البشرية، هم محمد فوزي إبراهيم دسوقي ( 36 عاما – عامل بشركة كريستال عصفور) ومحمد مصطفى عبد القوي ( 27 عاما – صاحب محل أدوات موسيقية) وعبد الفتاح عثمان الذي شارك في التعدي على إحدى الضحايا ليلة 8 يونيو الجاري.