قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خبراء التعليم الألمان لـ «المصريين»: إصلاح الاقتصاد يبدأ من الجامعات التطبيقية وتدريب وتعليم ومهارات يدوية.. وخريجوها مطلوبون لسوق العمل


  • من خبراء التعليم الألمان إلى المصريين
  • إصلاح الاقتصاد.. يبدأ من الجامعات التطبيقية
  • تدريب وتعليم ومهارات يدوية.. وخريجوها مطلوبون لسوق العمل
  • الدكتور أشرف منصور لـ "الأخبار": التعليم التقني مهم جدا وسيكون من أنجح أنواع التعليم في مصر

مع موسم السباق السنوي للبحث عن كلية أو جامعة ومع مشاكل التعليم لدينا وصعوبة المناهج والدروس الخصوصية.. والحفظ والتلقين.. فهل سيجد عملا بعد الجهاد والكفاح والنجاح والتخرج؟ هذا السؤال يدور في أذهاننا جميعا مسئولين ومواطنين طلبة وأولياء أمور، في ظل سوق عمل تضع شروطا للوظائف غير متوافرة في خريجينا الذين لا يعرفون سوى قاعات الدراسة فقط لم يتم تدريبهم أو إلحاقهم بساعات تدريب في المصانع والشركات كشرط لإتمام الدراسة لذلك يتخرج الطالب ولديه فجوة ونقص كبير يحجب عنه سوق العمل.. لذلك كان من المهم البحث في تجارب الدول الأخرى الناحجة وهو ما حدث في ألمانيا التي عرفت السر مبكرا، فكانت قاطرة التقدم التي سبقت معظم دول العالم وجعلتها واحدة من أكبر المدن الصناعية التي تملك أقوى اقتصاد في العالم.

عرفت ألمانيا سر الصنعة وهو الأيدي الماهرة المدربة، فلجأت لنوع جديد من التعليم وهو التعليم التطبيقي الذي تفوقت فيه بشكل مبهر، ويعتمد في مجمله على التعليم والتدريب داخل المصانع والشركات وهو هدف جديد تسعى مصر لنقله من ألمانيا ليجد أبناؤها فرص عمل حقيقية وتبدأ بهم ومعهم رحلة التقدم والتنمية.

"الأخبار" كانت هناك في العاصمة الألمانية برلين، التقت خبراء التعليم الألمان كما التقت السفير المصري في برلين بحضور الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، لنعرف ما هو التعليم التطبيقي وماهي نوعية الجامعات التي تقوم بتدريسه، وكيف سيتم نقلها إلى مصر.

تطبيق العلم
الجامعات التطبيقية مصطلح جديد علينا، وهو يعني أن هذه الجامعات تطبق العلم، ويعمل الطالب من خلالها بيديه، وهو نوع من التعليم يفتقده العالم، فهو ليس تعليمت فنيت متوسطت، ولكنه تعليم "عالي" جامعي يحصل الطالب من خلاله على درجة البكالوريوس ونظام الدراسة موزع ما بين الجامعة والمصنع أو الشركة، فالطالب عليه أن يقضي معظم ساعات الدراسة في التدريب بالمصانع والشركات لذلك يجد فرص العمل بسهولة بعد التخرج نظرا لاكتسابه الخبرة العملية، وهي تمنح الطالب درجة "البكالوريوس" ويستطيع الحصول منها على درجة الماجستير أيضا لكنه لا يستطيع الحصول على الدكتوراة إلا من جامعة بحثية وهي تختلف عن الجامعات البحثية التي تقوم على البحث والنشر العلمي ومنح الدرجات العلمية بمختلف أنواعها.

سر التفوق
يقول الدكتور كريستيان بودة، الرئيس السابق لهيئة التعاون العلمي الألمانية والخبير التعليمي الدولي، إن "الجامعات التطبيقية تلعب دورا مهما وأعتقد أن مصر في أمس الحاجة اليها فهذا النوع من التعليم هو سر التفوق والتقدم".

ويضيف: "لابد أن يكون هناك تعليم أكاديمي وفرص أخرى للمهتمين بالناحية التطبيقية من خلال إتاحة الجامعات التطبيقية لهم، وفي ألمانيا عدد الجامعات البحثية 107 جامعات تهتم بالبحث العلمى فى مقابل 216 جامعة تطبيقية أى بمعدل الضعف وهي معنية بتطبيق العلم في المصانع والشركات وتخريج طالب يستخدم يديه في عمله، ورغم أهمية الجامعات التطبيقية وسهولة حصول خريجيها على فرص عمل جيدة، إلا أن الإقبال على الجامعات البحثية مازال أكثر من التطبيقية، فثلثا الطلاب يلتحقون بالجامعات البحثية والسبب أن الجامعات التطبيقية مكلفة للغاية فهي تحتاج أدوات ومصانع وشركات للتدريب".

التدريب المهني
ويقول بودة إن ألمانيا تتوسع فى الجامعات التطبيقية وتستهدف في المستقبل أن يزيد إقبال الطلاب على الجامعات التطبيقية مثل هولندا التى يبلغ عدد طلاب الجامعات التطبيقية بها ضعف الجامعات البحثية، مؤكدا أن الجامعة التطبيقية جامعة وليست تدريبا مهنيا أو مدرسة متوسطة أو معهدا، ولابد من التفرقة بين الجامعة التطبيقية والتعليم الفنى أو التعليم المهنى لأن الجامعة التطبيقية مختلفة ومكتملة الأركان ولها مميزات كثيرة، لأن سوق العمل تحتاج إلى تخصصات مختلفة وحلول كثيرة.

ويضيف أن الجامعات البحثية تقوم على التدريس النظرى والدراسة الأكاديمية، أما التطبيقية فتقوم على التطبيق والتدريب، وهناك فرق كبير بين تعيين الأساتذة فى كل من النوعين للجامعات، فالأستاذ فى الجامعة البحثية يشترط فيه الحصول على الدكتوراة والإشراف على الدوريات العلمية وأن يكون باحثا متميزا وقام بعمل أبحاث كثيرة ويقوم بعمل كتاب لمدة 6 سنوات عن البحث العلمى ومتطلبات الأستاذية ويحصل على الأستاذية وهو 45 سنة تقريبا، أما الأستاذ فى الجامعة التطبيقية فلابد أن يكون حاصلا على الدكتوراة وأن يكون عمل لمدة 5 سنوات فى العمل التطبيقى خارج أسوار الجامعة وأن يكون حقق شيئا ما خلال فترة عمله التطبيقى، إضافة إلى امتلاكه شبكة من العلاقات في الصناعة والمؤسسات والشركات الكبرى التي تفيد الجامعات.

ويؤكد خبير التعليم الدولي أن الحكومات ليست قادرة بمفردها على حل المشكلات وأن المجتمع المدنى له دور خاص في التعليم.

تصنيف الجامعات
ويقول بودة: "الترتيب العالمى للجامعات أصبح مرضا للسياسة التعليمية وتصنيف الجامعات وتحصل الجامعة على تصنيف جيد بنشر أبحاث كثيرة وهذا غير محقق فى الهندسة التى لابد أن يتقن الطالب عمل الهندسة وليس نشر أبحاث علمية، وإحدى نقاط تفوق ألمانيا الاقتصادى هو وجود هذه الجامعات التطبيقية التي تعود الطالب على العمل بيديه واستخدام مهاراته للجامعات التطبيقية، وعلى مصر التقدم نحو هذه الخطوة لتطوير الصناعة بها"، وأضاف: "نصيحتي لمصر أن تخطو نحو تطوير التعليم الفنى، بجانب إنشاء الجامعات التطبيقية التى قد تمثل قاطرة التنمية".

تعليم تقني
ويقول الدكتور أشرف منصور: "التعليم التقني مهم جدا وسيكون من أنجح أنواع التعليم في مصر، ولكن الجامعة الألمانية في القاهرة هي جامعة بحثية منذ إنشائها منذ 15 سنة أو بالأحرى منذ بدأنا رحلة إنشائها منذ 23 سنة، فهي تقوم على البحث العلمي، وقد نبغ طلابنا في هذا المجال ولهذا لا نفكر في إنشاء جامعة تطبيقية ولكن يمكننا مساعدة الدولة المصرية بخبرتنا إذا أرادت إنشاء مثل هذه الجامعات، فالجامعة الألمانية تمثل 42% من مشاريع ألمانيا التعليمية على مستوى العالم، ولدينا أكبر مجمع صناعى لجامعة فى العالم، ولدينا أول محطة لشحن السيارات بالكهرباء في مصر، وقمنا بحل حوالي 7 آلاف مشكلة صناعية، منها مشكلات في مصانع السيارات، ونساعد أيضا في مجال الصناعة المصرية عن طريق استقدام الخبراء الألمان".

وأضاف أن أجهزة معمل النانو روبتكس مصنعة بالكامل داخل الجامعة الألمانية بالقاهرة، موضحا أنه يعد واحدا من أعظم 5 معامل حول العالم، كما أن الجامعة تساعد الطلاب والخريجين تنفيذ أفكارهم وهناك عشرات الطلاب من أوائل الثانوية العامة حظوا بمنح كاملة للدراسة بالجامعة تشمل مصاريف الدراسة والإقامة والمعيشة على مدار الأعوام الـ 15 السابقة ومهمتهم الآن تنمية كل شبر من أرض مصر، وهناك 10% من خريجي الجامعة الألمانية يعملون في الدول الناطقة باللغة الألمانية، و7.4% يعملون في دول ناطقة باللغة الإنجليزية.

وتابع: "بينهم أكرم عبد اللطيف، الذي يعد أول رائد فضاء مصري، والمهندس حسين عادل فهمي، استشاري إدارة الأعمال ونظم المعلومات، والمتخصص في تقديم الاستشارات للشركات الكبرى والمتوسطة، نظم معلومات الحكومة وقطاعات الخدمات المالية، وحصل على جائزة أفضل استشاري رئيسي من شركة IBM، وشارك في تطبيق نظام ضريبي موحد لإحدى الشركات العملاقة بالإتحاد الأوروبي، وماجستير إدارة الأعمال- جامعة فيينا للاقتصاد والإدارة تخصص إدارة المشروعات، وصاحب مشروعى تحويل نظم الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية، ووضع مصر بمركز متقدم في خدمات تكنولوجيا المعلومات".

واستطرد: "كما ضمت قائمة فوربس العالمية خريجة الجامعة الالمانية غادة والي، والتى اختارتها مجلة "فوربس" العالمية، ضمن قائمة أفضل 100 مصمم جرافيك على مستوى العالم، وحصولها على جائزة "جرانشن تحت سن 30"، ومينا بخيت، في مجال الصحة والعلوم، والذى أسس "Panacea Innovation" بهدف سد الفجوة بين البحث العلمي والابتكار العلمي. ومن الإنجازات الاستثنائية للجامعة وجود 12 ألف خريج متفوق في مجالات العلوم والبحوث".

تطوير التعليم
ولكن ما رأي السفير المصري في برلين وما هي الخطوات التي اتخذتها مصر لتطوير التعليم الفني والتقني، يقول السفير بدر عبد العاطي إن مصر أحدثت تطويرا في مجال التعليم الفنى خلال العامين الماضيين من خلال إعادة إحياء مبادرة "مبارك كول" مع تعديل مبادئ عملها لتناسب بيئة العمل والتطوير في مصر.

وأضاف عبد العاطي: "وقد قطعنا شوطا كبيرا فيما يخص التعاون المصرى الألمانى في التعليم الفنى، وتم الاتفاق على زيادة المنح الألمانية لمصر في مجال التعليم الفنى خلال الفترة المقبلة، وهناك تفاوض مع الجانب الألمانى لإدارة بعض المدارس في مصر على طريقة المنهج الألمانى في التعلم لتخريج طلاب لديهم الخبرة الألمانية في التعامل بسوق العمل، وذلك على غرار الجامعة الألمانية بالقاهرة".

وأشار إلى أن التفاوض مع الجانب الألمانى يشمل تكثيف برامج التعاون والتبادل الطلابى وأعضاء هيئة التدريس، وهناك زيارة حالية يقوم بها وزير التعليم العالي المصري لتوثيق التعاون في هذا المجال الحيوي، خاصة في العلوم التطبيقية المتقدمة للغاية في ألمانيا والتي تصلح كحل جذري لمشاكل التعليم لدينا.

"الأخبار" التقت أيضا الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، خلال زيارته لبرلين، وقال إنه يزور ألمانيا حاليا للتعرف على تجربتها فى منظومة التعليم الفنى وعقد لقاءات مع مسئولى عدة جامعات ألمانية لمناقشة إنشاء فروع دولية لجامعات ألمانية بالقاهرة والتعرف على تجربة إنشاء الجامعات التطبيقية فى ألمانيا للاستفادة منها فى إنشاء الجامعة التكنولوجية.

وأضاف أنه التقى وزيرة التعليم الألمانية ومسئولى بعض الجامعات التطبيقية للاستفادة من التجربة الألمانية فى إنشاء الجامعة التكنولوجية بمصر، والتي سيتم إجراء تعديل تشريعى لإنشائها، وزيادة عدد الكليات التكنولوجية الحالية وتطوير منظومة المعاهد الفنية التابعة لها لتصبح تحت مظلة تلك الجامعة والتي تحتاجها مصر بشدة لتدريب وتعليم الطلبة حتى نغلق الفجوة بين التعليم وسوق العمل ليحصل كل خريج على فرصة عمل بعد أن تتوافر به جميع الشروط من تأهيل وتدريب.