الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة تاريخية بين إِثيوبيا وإريتريا لإذابة الجليد.. لأول مرة منذ 20 عاما مسئول إثيوبي في أسمرة.. وتوقعات باتفاق جديد لإحلال السلام ووقف النزاع الحدودي

صدى البلد

  •  آلاف الإريتريين يخرجون في الشوارع للترحيب برئيس وزراء إثيوبيا
  •  زعيما البلدين يناقشان إنهاء النزاع على الحدود
  •  سياسة آبي أحمد تجاه إريتريا أكسبته شعبية ضخمة خارجية وداخلية

وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد،اليوم الأحد، إلى العاصمة الإريترية أسمرة في زيارة تاريخية لإنهاء الخلاف بين البلدين المستمر منذ نحو 20 عاما، ولاقى المسؤول الإثيوبي استقبالا رسميا وشعبيا حافلا، حيث خرج آلاف الإريتريين في الشوارع للترحيب به.

وذكر راديو فرنسا الدولي، أن زعيمي البلدين اجتمعا صباح اليوم في أسمرة في قمة "تاريخية"، هي الأولى من نوعها بين زعيمي البلدين الجارين والخصمين اللدودين بمنطقة القرن الأفريقي، في محاولة لإنهاء المواجهة العسكرية المستمرة بين الطرفين منذ نحو 20 عاما.

وفي لقطات بثها التليفزيون الحكومي في كل من البلدين، ظهر الزعيمان وهما يتعانقان ويتبادلان الابتسامات فيما رحب عددا من المواطنين بآبي أحمد برقصات خاصة ، كما خرج آلاف الإريتريين للترحيب بالمسؤول الإثيوبي ورفرفت أعلام إثيوبيا على امتداد شوارع إريتريا.

وقبل وصول آبي كتب وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسكيل على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : هذه زيارة رسمية تاريخية والقمة التي ستنعقد... تؤذن بحقبة جديدة من السلام والتعاون".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ميليس اليم لوكالة "فرانس برس" إن "الزيارة جزء من مساع لتطبيع العلاقات مع اريتريا.. من المتوقع ان يتباحث آبي مع القيادة الإرترية حول كيفية رأب الصدع بين البلدين".


وزار وفد رفيع المستوى من أسمرة أديس أبابا الشهر الماضي للمرة الأولى منذ عام 1998 عندما اندلعت الحرب بسبب خلاف حدودي بين الجارتين، وحتى الشهر الماضي لم تكن تربط البلدين أي علاقات دبلوماسية.

وفور وصول آبي أحمد للسلطة في أبريل الماضي أعلن أن الخلاف مع إريتيريا على رأس أولوياته، مؤكدا أنه أنه سيلتزم ببنود اتفاق السلام الذي أبرم بعد الحرب التي استمرت منذ عام 1998 إلى 2000، حيث قرر الزعيم الإثيوبي الذي نجح في كسب شعبية واسعة خارجية وداخلية إجراء إصلاحات جريئة وانتهاج سياسات مختلفة عن سابقيه لكسر عزلة إثيوبيا عن العالم الخارجي وتعزيز مكانتها في القارة السمراء، بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.

فيما أكد مستشار الرئيس الإريتري للشئون السياسية يماني جبر آب، أن إريتريا قررت طي صفحة الخلافات مع أثيوبيا والدخول في مرحلة جديدة من التعاون البناء بين البلدين.

وأضاف جبر آب لشبكة "سكاي نيوز"، أن إريتريا وأثيوبيا قررتا وضع حد لهذا الفصل التاريخي وفتح صحفة جديدة من السلام والتعاون وطي الصفحة الماضية ، موضحا أن هناك أوضاعا سياسية مختلفة مع حكومة جديدة في اثيوبيا وهي مهتمة بإرساء السلام مع إرتيريا ، وأكد المسؤول الإريتري أن الوقت الراهن يعد فرصة لتحقيق السلام مع اثيوبيا ، مشيرا إلى أن أن العلاقات المتكاملة بين البلدين ستصب في مصلحة الشعبين بل والمنطقة بأسرها.

وتأتي تلك القمة عقب إعلان آبي أن اثيوبيا ستنسحب من بلدة بادمي وغيرها من المناطق الحدودية الخلافية، تنفيذا لقرار اصدرته الامم المتحدة عام 2002 بشأن ترسيم الحدود بين البلدين، حيث أدى رفض اثيوبيا تنفيذ للقرار الى تجميد العلاقات بين البلدين اللذين خاضا حربا لمدة عامين أسفرت عن مقتل أكثر من 80 ألف مواطنا، بحسب موقع "سويس انفو" السويسري.

يذكر أن اريتريا كانت منفذ اثيوبيا الوحيد على البحر قبل أن تعلن استقلالها عام 1993 بعدما طردت القوات الاثيوبية من اراضيها في 1991 بعد حرب استمرت لسنوات، ومنذ ذلك الوقت أصبحت اثيوبيا البالغ عدد سكانها نحو 100 مليون نسمة بلدا من دون منفذ بحري، لكن التحول في سياسة اثيوبيا فور وصول آبي أحمد للسلطة يشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين خاصة بعدما وعد المسؤول الإثيوبي بالتنازل عن الأراضي التي احتلتها بلاده منذ انتهاء الحرب الحدودية الدامية عام 2000.