الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد عبد المجيد يكتب: العنف وأثره على الطفل نفسيًا واجتماعيًا


نهضت جمعيات حقوقية للتصدي لمسألة الاعتداء على الأطفال بدنيا ونفسيا من أجل إنتاج جيل جديد يقوم بالتنمية والبناء في المجتمع بدلا من أن يقوم بإخراج العنف الذي وجه له إلى المجتمع فيما بعد في أشكال غير قانونية كالإرهاب والتعصب وممارسة العنف فيما بعد ضد الزوجة والأبناء.
تكمن خطورة المشكلة فيما يبدو على تزايد الظاهرة وتزايد حالات المرض النفسي وعدم القدرة على التعامل السليم مع هؤلاء الأطفال مما يهدد مجتمعاتنا العربية بجيل غير قادر على الإبداع والتواصل مع الآخرين ولأن الإفراط في العنف ضد الأطفال لا ينتج إلا واحدة من اثنتين أو الاثنين معا إما فردا معاديا للمجتمع ويقوم بالتخريب فيه أو مريضا نفسيا ،سيكلف المجتمع والأهل فيما بعد المشقات من أجل تأهيله مرة أخرى ولكن بأسلوب جديد تماما.
تعريف الطفل :
تقول المادة 1 في اتفاقية حقوق الطفل “كل فرد لم يتجاوز الثامنة عشرة ، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المطبق عليه "
تعريف العنف :
وفقا لاتفاقية حقوق الطفل المادة 19 العنف هو " كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على همال أو إساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الاستغلال الجنسي".
الاعتداء الجسدي ينتج مجرما محتملا :
تتسم الثقافة العربية عموما بتسامحها الزائد حول قضية ضرب الأطفال وربما تعود هذه الثقافة إلى الأولين، حيث كان الآباء يتسمون بقوة الشخصية والهيبة ولأن معظمنا كثيرا مرّ بخبرات مع الآباء كانوا فيها يستخدمون العنف الجسدي ولأن لنا ثقافة تقدر الكبار ونشعر بالحنين نحو عالمهم خصوصا عندما نكبر نحن فنزعم أن ضربهم لنا خلق منا رجالا وكذلك الأمر مع المعلم في المدرسة والذي كانت الأجيال السابقة تنظر إلى ضرب المعلم لابنهم على أنه نوع من التأديب المطلوب.
أما الآن فقد اختلفت الأساليب التربوية وصار الأبناء آباء ويتعاملون مع أجيال مختلفة ومتشبعة بالتطور التكنولوجي الذي غير طريقة تفكير هؤلاء الأطفال وبدا التباين بين تفكير الآباء المتمسكين بقوانين الأجداد وثقافة الأبناء الجديدة.
الأب الذي ينهال على ابنه بالضرب والمعلم الذي يعاقب تلميذه بالعصا كلاهما لا يملكان الاختيارات في تربية الأبناء ولا يعرفان من التربية غير هذا الاسلوب ويقول علماء التربية انه من عدم الصواب أن يعاقب الأب ولده وهو غاضب حتى لا تصل رسالة الكراهية التي لا يقصدها الأب إلى الابن ومن ثم على الأب والأم أن يتمهلا قليلا قبل توقيع أي عقوبة والايضاح للابن أن هدف الحرمان الايجابي لهم من بعض الأشياء التي يحبونها هو محاولة لدفعهم نحو السلوك الجيد.
الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي :
لا يوجد في عصرنا الراهن شيء أكثر خطورة وإيذاء لأطفالنا من الألعاب الاليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي إذ أن تعاطيعها دون إشراف عائلي وتنظيم يدفع أولادنا إلى الاهمال في دروسهم وواجباتهم مما يؤثر على مستواهم الدراسي من جهة ومن جهة أخري تدفعهم إلى الإنعزال وعدم مقدرتهم على إقامة علاقة صحية بعد استبدالهم مصاحبة الأقران بمصاحبة الأجهزة الصماء التي لا مشاعر لها .
إن تنظيم عملية اللعب مرة أسبوعيا والجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ثلاث ساعات أسبوعيا في فترات الدراسة لهو أمر مفيد لهم لأنه يحافظ على مقدرتهم على التحصيل الدراسي، كما أنه يوازن الرغبة في اللعب والاستمتاع به وبين القدرة على التواصل مع أشياء أخري مثل المذاكرة والأقران.
الانشغال عن الطفل بالعمل
من مظاهر العنف ضد الأطفال إهمال الطفل وعدم إعطائه حقه من الرعاية ، إن وجود الأب في حياة الطفل يسهم في تشكيل الذات التي تتشرب قواعد وقوانين المجتمع ومعرفة الصواب والخطأ وهو الدور المتوقع مجتمعيا من الأب وهو نقل ثقافة المجتمع للأبناء وحين يغيب الدور الاجتماعي تصبح ثقافة الطفل وقيمه مصدر تهديد لأن قوانين الشارع والأقران ستكون حاضرة وبقوة.
خطوات على طريق المعالجة :
1- الابتعاد عن التأديب البدني.. حيث أثبتت الدراسات النفسية أن الضرب يعقد مشاكل الطفل ولا يحلها.
2- لا بد من الحوار مع الطفل وجعله يثق بنا ، بعد ذلك سيحكي لنا كل شئ يحدث له في المدرسة والنادي
والأقران.
3- نخصص وقتا كل يوم للحديث مع الابن عما حدث في يومه ولو كان الأب مسافرا يكون الحوار عن طريق التليفون أو الانترنت ونسأله عن الأصدقاء وماذا حدث له في المدرسة.
4- اللجوء إلى لسلوب العتاب لا الخصام وأن يكون الهدف ليس عقاب الطفل وإنما دفعه نحو معالجة مشاكله فعدم عمل الواجب لا يستحق الخصام وإنما يستحق التوجيه نحوعمله للواجب وعدم السهو عنه أو معرفة الأسباب وعلاجها.
5- التواصل الدائم مع المدرسة وزيارتها على الأقل مرة شهريا وإشعاره بأنه مصدر اهتمامنا.