"محافظ" يعمل ضد السيسي

كسابقيهم يركزون على الشو الإعلامي ويتجاهلون متابعة حل مشاكل وقضايا الجماهير.. هذا حال الكثير من المحافظين الذين وقع عليهم الاختيار خلال الفترة الأخيرة لم يختلفوا عن محافظي نظامي مبارك أو مرسي.. ففساد المحليات وتراخي المسئولين وتقاعسهم عن حل مشاكل المواطن.. كما هو ! محلك سر؟
ظنوا أن الجولات أمام عدسات المصورين هي عين الالتحام بالجماهير، يراوغون رئيس الحكومة بجولاتهم ظنا أنهم.. هكذا يعملون.. اقتداء بسنة محلب التي استنها عقب حلف السيسي اليمين الدستورية.
محافظ الجيزة نموذج لما أتحدث عنه لكوني من أبناء المحافظة.. فقد كشفت مشاكلها إمكانات محافظها.. وأظهرت قدرته المحدودة على العمل.. فالدكتور عالم الهندسة وأستاذ الخرسانة وصاحب التصميمات المعمارية الشهير علي عبد الرحمن.. لم يستطع حل مشاكل الجيزة بل سقط وترك مشاكل أخرى لمواطنيها.. فشل فى الصرف والقمامة وإزالة الإشغالات وأخيرا فى التعامل مع تعريفة الركوب بعد ارتفاع سعر البنزين.
ترك المحافظ مواطني المحافظة بين أكوام القمامة أيام عيد الفطر .. فكانت عيديته لهم تفوح على المنازل وفي الطرقات.. ورغم تصريحاته لوسائل الإعلام بإعلان حالة الطوارئ في المحافظة ومعاقبة كل مسؤول يترك موقعه خلال أيام العيد.. كان هو نفسه أول من توجب كل هذه المشكلات محاسبتهم. في شوارع بولاق الدكرور وفيصل وإمبابة، وهي أكثر مناطق المحافظة اكتظاظا بالسكان، نموذج لما نتحدث عنه، فإما أن المحافظ لا يعبأ بمشاكل المواطنين أو بمدى تنفيذ مرؤوسيه قراراته أو أنه غافل عن أمره وهموم المواطن.
الأمر لم يختلف كثيرا في مشكلة الصرف الصحي فالمحافظ ترك برك ومستنقعات الصرف لتكون وباء على سكان الجيزة. وفي شارع المساكن بفيصل وناهيا ببولاق الدكرور نموذجا تنبعث منه الأمراض على سكان المنطقة طوال العام.
جولات محافظ الجيزة ، مثل سابقيه، ينتهي أثرها بمغادرته المكان، فسرعان ما تعود الإشغالات وتتراكم أكوام القمامة وتنهمر مياه الصرف على جانبي الطرقات وأبواب المنازل.
ما يحدث في الجيزة هو ما نفسه عين الواقع في محافظات أخرى، ألِفَ محافظوها الجولات أمام عيون الكاميرات ولم يشعروا بعيون المواطنين البائسة مما يحدث ويتكرر. كثير من المحافظين لا يهمهم سوى الشو الإعلامي لضمان صورة أفضل أمام رئيس الحكومة والرئيس السيسي، فلا يراقبون أفعال مرؤوسيهم ومدى تنفيذ توجيهات رئيس الحكومة والرئيس لضمان راحة المواطنين.
على بعد خطوات داخل أحد أحياء الجيزة تجولت فرأيت أكوام القمامة على بعد خطوات من مبنى رئاسة حي بولاق الدكرور وعلى امتداد الطريق المؤدي إليه برك الصرف الصحي والإشغالات، أي أن المشاكل على عينك يا تاجر فأين رئيس الحي؟ ومن يحميه؟ ومن يتستر عليه وعلى المحافظ الهمام..العالم الجليل.
أيام عيد الفطر كشفت بحق عن الفشل الذريع الذي يظهر على محافظ الجيزة ، ولا أقول ولن أقول بهتانا أنها تدل على أنه شريك في الفساد و الإهمال الإداري .. بل إنها نوعا من التواطؤ الذي قد يؤدي إلى انهيار الدولة إن لم يتم التعامل بحزم وعزيمة مع هذا الفساد داخل المحليات..
أخيرا أقولها قبل حركة المحافظين الجديدة ..انتبه يا سيسي فإن في صفوفك الكثيرين ممن يعملون ضدك!!