الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصرف "كتشنر".. ورم سرطاني في قلب كفرالشيخ


مصرف "كتشنر "..واحد من أخطر مصادر التلوث البيئية بمحافظة كفرالشيخ ، ويبلغ طوله حوالى 68 كيلو مترا ، ويمر بالمحافظة بطول 46 كيلو مترا بمراكز بيلا والحامول والرياض وبلطيم ، ويمثل المصرف خطورة كبيرة على صحة السكان بسبب ما يحويه من سموم وملوثات خطيرة من مخالفات المصانع ، ومنها مصانع الوبريات والغزل والنسيج ودبغ الجلود ومصنع الزيوت والصابون ، فى ظل غياب كامل لمسئولى وزارة البيئة.
وتسبب المصرف فى ارتفاع نسبة إصابة مواطنى المحافظة بأمراض الفشل الكلوى والكبد والتيفود والأمراض المتوطنة كالبلهارسيا ، حيث تحتل كفر الشيخ صدارة المحافظات الأكثر إصابة بتلك الأمراض الخطيرة.
وتوالت التصريحات الوردية للمسئولين منذ النظام السابق باعتماد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق 200 مليون جنيه لوزارة الاستثمار لتطوير هذا المصرف وإنشاء محطات معالجة مياه به ، بعد انتهاء الدراسات والأبحاث الخاصة به ، على أن يكون التنفيذ خلال عام ، ومر على ذلك أعوام عديدة ولم يتحقق شيء من تلك التصريحات ، والامر معقود على تدخل الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لسرعة انقاذ أبناء محافظة كفرالشيخ من هذا المصدر البيئي الخطير.
وكشفت الأبحاث العلمية التى تم إجراؤها على مياه مصرف كتشنر أنها محملة بالمعادن الثقيلة الضارة بصحة الإنسان والنبات والحيوان وتنذر بتصحر الأراضى الزراعية الواقعة على ضفاف المصرف، لوجود نسبة كبيرة من الصوديوم والمنجنيز والزنك والنحاس والحديد والرصاص والماغنسيوم والنيكل والكالسيوم وهذه المواد مدمرة لخلايا الكبد والجهاز الهضمى وتسبب الفشل الكلوى وسرطان الكبد وثبت بالتحليل أن نسبة ملوحة المياه 95% لكل لتر.
وتقول مايسة عبدالجواد عضو مجلس محلى المحافظة السابق إن الحكومة تتكلف سنويا ملايين الجنيهات للإنفاق على قطاع الصحة بالمحافظة ، ولم تهتم بوضع حلول جذرية لإنهاء مشكلة مصرف "كتشنر" على الرغم من أنه المصدر الرئيسى للأمراض والتلوث بالمحافظة ، حيث يضطر العديد من المزارعين لرى آلاف الأفدنة بمياه المصرف ، مما يشكل خطورة كبيرة من تلك الزراعات الملوثة، وخاصة الخضروات .
ويضيف حمدى رشاد مهندس زراعى أن الكارثة الأكبر فى هذا المصرف تتمثل في قيام بعض الصيادين بصيد الأسماك منه كأسماك البلطى والقراميط التى تعيش في مياه المصرف الملوثة ، ويتم بيعها للمواطنين فى الأسواق رغم تحذيرات الأطباء من شراء وتناول أسماك المجارى ، فى غياب كامل للمسئولين عن رقابة عن هذا المسطح المائى.
وتطالب الدكتورة فريده عبد العزيز وكيل لجنة الصحة بالمجلس الشعبى المحلى السابق بمحاصرة مصادر التلوث في المصرف وتغليظ العقوبات على المصانع المخالفة، لحماية الصحة العامة للمواطنين.