"غادة".. طالبت بحضانة ابنها فأقدم طليقها على قتلها

لم يمنحها القدر يوما حق الاختيار، وكتب عليها التيه والشقاء، فحاولت ان تهرب لحضن رجل لعلها تجد فيه الاستقرار، لكنها لم تجد سوى عبد لكأس خمر امات نخوته ورجولته وحوله الى رجل بلا ظل،-حسب روايتها- وجعله يستغل مرض طفلته لينفق على مزاجه، انها غادة ذات الـ23 ربيعا والتى طرقت ابواب محكمة الاسرة بزنانيرى لرفع دعوى خلع تنهى بها مأساة زواج دام لـ5 سنوات، واثمر عن انجاب طفلين احدهما مصاب بثقب فى القلب والآخر يعانى من مرض التوحد.
بوجه يسكن قسماته الالم وابتسامة تخفى راءها حزن دفين بدأت الزوجة العشرينية رواية تفاصيل حكايتها :" عشت طوال عمرى ابحث عن حضن يضمد جراحى، و يعوضنى عن سنوات الحرمان والشقاء واليتم الذى ذقت مرارته منذ ان كنت فى الخامسة من عمرى، رغم ان والدى كانا على قيد الحياة، لكن كل منهما كان يعيش حياته مع من اختاره بعد ان انفصلا عن بعضهما، كانا ينظران الى على اننى عبء يثقل كاهلهما ويعكر صفو حياتهما الجديدة، لازلت اتذكر مشهد ابى وهو عاجز امام حرق زوجته لجسدى الهزيل، وامى لم تحرك ساكنا بعد ان انهال على زوجها بآلة حادة ، واصابنى بعاهة مستديمة فى قدمى اليسرى، الاثنان اسقطانى من حساباتهما، وآثرا ان يتركانى لجدتى العجوز التى احتضنتنى وحمتنى حتى اتممت عامى الـ18، ثم تركتنى ورحلت الى دار البقاء، وكأن القدر يأبى ان يمهلنى الحب والحنان اكثرمن ذلك، تنقلت بعدها بين بيوت عماتى، وعملت كوافيرة فى محل تابع لاحداهن حتى اتمكن من الانفاق على نفسى، استمر ترحالى الا ان رأت عمتى ان تزويجى هو الحل الوحيد لانهاء شتاتى، ولم تكن تعلم انها ستلقى بى فى الجحيم".
تتلألأ الدموع فى عيون الزوجة البائسة، وتتسارع انفاسها فتصمت للحظات ، ثم تتابع بصوت مرتعش:" وبالفعل تزوجت اول رجل طرق بابى، كان يكبرنى بـ20عاما، لكننى لم ابالى ، او بالاحرى لم يكن امامى خيار اخر، فالمهم انه يمتلك مايمكن ان يريحنى به من العناء وينهى به ترحالى من بيت لبيت، اوهمنا بان والده سيخلى له شقة فى بيته، واقنعنا بان نتزوج مؤقتا فى شقة ايجار جديد بشكل مؤقت فوافقنا، وتمت مراسم الزفاف فى شهر، وفى ليلة الدخلة شاهدت زوجى يشرب الخمرلاول مرة، ظننت ان هذا امر طارىء، ولكن مع مرور الايام تأكدت ان زوجى مدمن كحول، كانت زجاجة الخمر لاتفارف يديه، كان يشرب حتى يغيب عن الوعى واحيانا كنت احسبه قد فارق الحياة ، حاولت ان اقومه وعرضته على طبيب ليساعده لكن ادويته لم تجد لان زوجى استمر فى احتساء الخمر معها ".
تضرب الذكريات المؤلمة بذهن الزوجة العشرينية وتقول فى الم واسى:"اهمل زوجى عمله ، واضطررنا للانتقال الى منزل والدته، وتولت هى الانفاق علينا بعد ان اصبحنا بلا مورد، بحثت عن عمل، وبالفعل التحقت باحدى المدارس كعاملة، لكن زوجى بات يضربنى و يستولى على مرتبى ليصرفه على الخمر، احيانا كنت انام انا وابنى بلا عشاء، او اتسول من حماتى لكى اكل، وتحملت لكن مالم اطيقه هواتهامات والدة زوجى لى باننى اجالس الرجال لاوفر لابنها زجاجات الخمر، رغم ان مايحدث كان على مرأى ومسمع منها وفى بيتها، وهى تعلم جيدا ان ابنها المحترم كان يستضيف اصدقاءه لانه اصبح عاجزا على شراء كحوله، وتوقن اننى كنت اترك البيت ليلا خوفا من تحرش احدهم بى او تهجمه على وزوجى غائب عن الوعى، فطلبت الطلاق ،لكنه ترجانى لاتراجع عن قرارى، وافقت وعدت الى عصمته بكامل ارادتى ".
تختتم الزوجة العشرينية حكايتها بصوت تتلون نبراته بالبكاء:" بعد عودتى طلب منى ان اكتب تنازل عنى ابنى حتى لايتمكن اهلى من طلاقى منه مرة اخرى لكنى رفضت، فبدأ يسقى الولد خمر وهو لم يكمل عامه الـرابع، وعندما اعترضت وضع السكين على رقبتى وهددنى بالقتل، ثم حاول القاء ابنتى الرضيعة من الشباك ليتخلص من صراخها ، ولم يرحم قلبها المريض، الذى لطالما تسول بدعوى علاجه وصرف المال على مزاجه، وتركها تصارع الموت ، فقررت بعدها ان ارفع دعوى خلع لاحافظ عن حياة طفلى، اعترف اننى اخطأ فى رجوعى اليه، لكننى كنت احمل فى احشائى جنينا يحتاج الى ابيه، لم ارغب ان يعيش اطفالى نفس مأساتى، كل مااتمناه ان اخلص من هذا الرجل سريعا، وان يقدرنى الله على علاج ابنتى وابنى الذى بدأت اعراض مرض التوحد فى الظهور عليه".