قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قبل أن يفوت الأوان


بنزول المهندس خيرت الشاطر انتخابات الرئاسة مرشحاً عن جماعة الإخوان المسلمين، واحتمال خروج الأستاذ حازم أبوإسماعيل منها لأسباب قانونية، كما يتردد كثيراً هذه الأيام، والتأكيد المتكرر على قرب ترشح اللواء عمر سليمان، يبدو أن المشهد الانتخابى والسياسى فى البلاد على وشك التغير الجذرى فى الأيام الخمسين الأخيرة قبل بدء انتخابات الرئاسة.
فنزول «الشاطر» وخروج «أبوإسماعيل» المحتمل يعنى أن كتلته التصويتية سيذهب جزء غير قليل منها إلى الأول، خاصة من قطاعات سلفية ترى أنه أكثر قرباً من رؤيتها العقدية ومنهجها السلوكى من الدكتورين عبدالمنعم أبوالفتوح وسليم العوا، اللذين تعتقد هذه القطاعات أنهما أقرب للرؤية الليبرالية منهما للإسلامية.
ومع ذلك فإن جزءاً من الكتلة التصويتية لـ«أبوإسماعيل»، وهى الفئات الشعبية والفقيرة التى جذبتها شخصيته الوديعة وأداؤه البسيط، سوف يكون صعباً عليها التوافق مع شخصية «الشاطر» الأكثر صرامة وتسييساً، فمن الوارد أن تذهب أصواتها لمرشح آخر قد يكون إسلامياً أو غير إسلامى. كذلك فإن نزول «الشاطر» سوف يحرك قطاعات مؤيدة للإخوان المسلمين بفعل التعاطف أو بجهد الماكينة الانتخابية والسياسية الضخمة التى تمتلكها الجماعة ذات الخبرة الطويلة، لكى تدفع به إلى موقع المنافسة الحقيقية لدخول الدور الثانى لانتخابات الرئاسة.
وعلى الجانب الآخر، فإن نزول اللواء عمر سليمان واحتمال انسحاب الفريق أحمد شفيق لصالحه، كما سبق أن أعلن مراراً، سوف يضيف كثيراً من أصواته الحالية إلى «سليمان» الذى سيصبح بذلك على الأرجح ضمن الصف الأول من المتنافسين على منصب الرئيس. أما السيد عمرو موسى، الذى تضعه معظم استطلاعات الرأى الجادة فى مقدمة المرشحين حتى اليوم، فسوف تتأثر مكانته هذه من ناحية بنزول «سليمان» وبترشيح «الشاطر» من ناحية أخرى. أما من يمكن تسميتهم بمرشحى الثورة، فإن مراكز بعضهم تبدو آخذة فى التحسن بينما تبقى مراكز البعض الآخر تراوح فى أماكنها دون تغيير يذكر. ويبدو التغير الإيجابى أكثر وضوحاً فيما يخص كلا من الدكتور «أبوالفتوح» والسيد حمدين صباحى والدكتور «العوا»، إلا أن تمثيلهم نفس الفئات السياسية والاجتماعية واقتراب أطروحاتهم السياسية من بعضها يجعلهم يتقاسمون كتلة تصويتية متشابهة تتوزع بينهم فلا تدع أحدهم يتقدم كثيراً عن الآخرين ويقتحم الصف الأول من المتنافسين حتى الآن.
إن الملامح السابقة الأولية للمشهد الجديد للانتخابات الرئاسية فى الأيام الأخيرة قبل إغلاق باب الترشح بأيام قليلة تؤكد أنه على جميع الأطراف والمعسكرات السياسية التى تخوضها أن تعيد حساباتها وتنظر فى مواقفها وتحالفاتها. فهذه الملامح تشير إلى احتمال تشكل حالة استقطاب واضحة بين مجموعتين محددتين من المرشحين سيكونان هما الأقرب لدخول دور الإعادة، لأن تنازل أو خروج بعضهم ومن ثم إعادة توزيع الكتل التصويتية لكل منهما على مرشحيهم سوف يعطيهم هذه الفرصة.
أما المجموعة الثالثة المشار إليها سابقاً فهى التى لاتزال فى نفس موقفها الأصلى منذ بدء سباق الرئاسة بنفس مرشحيها دون تنازلات من أحدهم للآخرين، وبالتالى تقاسمهم جميعاً كتلتها التصويتية مما يضعف موقفهم جميعاً، وهو ما يستلزم من هذه المجموعة قبل غيرها أن تسارع لإعادة الحسابات والمواقف واتخاذ القرارات الصعبة التى تؤمن ليس فقط فرصها فى سباق الرئاسة، بل قبل ذلك مستقبلاً متوازناً للثورة والوطن قبل أن يفون الأوان.

نقلا عنا "المصري اليوم"