تصاعد الأزمة في محافظة مأرب اليمنية بسبب رفض دخول العناصر الحوثية

تصاعدت حدة الأزمة فى محافظة "مأرب" الغنية بالنفط بعد وصول اللجنة المكلفة بحل قضايا محافظتى مأرب والجوف اللتين ترفضان دخول جماعة أنصار الله الحوثيين اليهما بحجة حماية خطوط نقل الطاقة والنفط من المخربين .
وقد عقدت اللجنة التى يرأسها وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحى اجتماعا فى القصر الجمهورى بمأرب مع اللجنة الأمنية بالمحافظة لبحث تطورات الأوضاع الأمنية حضره المحافظ سلطان العرادة الذى ينتمى الى حزب الاصلاح "الاخوان المسلمين" ويرفض رفضا تاما دخول الحوثيين الى المحافظة.
وطلبت اللجنة من القبائل سرعة تسليم الأسلحة التى استولت عليها من كتيبة الاحتياط منذ نحو أسبوعين "الحرس الجمهورى سابقا"،التى كانت تتحرك فى طريقها من محافظة شبوة الى صنعاء عبر محافظة مأرب ولكن القبائل أستبقت الاجتماع ورفضت تسليم الأسلحة متحدثة عن مؤامرة بين الجيش والحوثيين لتسليمه الأسلحة مثلما تم فى مرات سابقة.
وحدث تطور غريب فى مأرب إذ دخلت قيادات مأرب التابعة لحزب المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه الرئيس السابق على عبد الله صالح فى الأزمة وأصدرت بيانا مشتركا مع حزب التجمع اليمنى للإصلاح كان بمثابة إعلان عن تحالفهما لصد ميليشيات الحوثيين الذين يريدون دخول المحافظة .
وأعلن الطرفان فى البيان الذى وقع عليه الشيخ عبد الواحد نمران رئيس حزب المؤتمر فى مأرب والشيخ مبخوت الشريف رئيس حزب الإصلاح فى مأرب ، أكدا فيه أن القوى والأحزاب السياسة فى مأرب تعلن وقوفها إلى جانب قبائل المحافظة مؤكدين أن مصيرنا واحد ولا يمكن السماح بدخول أى ميليشيات تعبث بأمن واستقرار المحافظة والنصر لقبائل مأرب .
وتم التوقيع على هذا البيان فى لقاء موسع ضم قيادتى الحزبين فى المحافظة ..وعلى الرغم من أن توقيع الشيخ نمران عن حزب المؤتمر كما يقول الاصلاحيون الا أن الموقع الرسمى للحزب لم يلتفت للبيان كما لم تتطرق صحيفة "اليمن اليوم" التى تتبع الحزب اليه ويبدو أن الحزب الذى يعتبر مناصرا للحوثيين لا يؤيد اتجاه رئيس فرع الحزب فى مأرب بالتحالف مع خصمه الأخوان المسلمين.
وصرح نائب برلمانى لحزب الاصلاح فى مأرب الشيخ جعبل طعيمان للصحيفة أن الاوضاع فى المحافظة لا تستدعى حضور لجنة رئاسية ولكن أذا وقعت حرب بين القبائل والحوثيين سيكتوى الوطن بنارها .. وأكد أستعداد القبائل لإخلاء مواقعهم بشرط أن يخلى الحوثيون مواقعهم أيضا حول المحافظة .. ورفض المطالب بتغيير المحافظ وقال أن أبناء مأرب فقط هم من يطالبون بتغيير المحافظ وليس أبناء صعدة فى اشارة الى الحوثيين .
وكانت الأوضاع فى محافظة مأرب قد شهدت فى الفترة الأخيرة حشودا من جانب الإصلاحيين والقبائل بعد استيلائهم على أسلحة كتيبة الحرس الجمهورى والحوثيين الذين يريدون دخول المحافظة ويرون أن حصول القبائل على أسلحة ثقيلة كالدبابات والمدفعية سيعيق دخولهم المحافظة فوجهت يوم السبت الماضي بيانا باسم المجلس السياسى للجماعة وقع عليه صالح الصماد مستشار الرئيس اليمنى الى رئيس الجمهورية ورؤساء مجالس الوزراء والنواب والشورى والأحزاب والقوى السياسية حذرت فيه من أن الجماعة لن تسكت على تمكين عناصر القاعدة من السيطرة على محافظة مأرب الأمر الذى وصف بأنه إنذار أخير قبل نشوب الحرب بين الطرفين.
وطالب البيان الرئيس والقوى السياسية بتحمل مسئولياتهم وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة فيما يختص بترتيب الوضع الإدارى والأمنى والعسكرى فى مأرب لما فيه مصلحة البلد وحذرت من أنه إذا لم تقم الدولة بواجبها فإن الشعب اليمنى لن يقف مكتوف الأيدى أمام تمكين العناصر التكفيرية من السيطرة على مأرب ويتخذ كل الخيارات المتاحة .
وسارع الرئيس اليمنى بتشكيل اللجنة التى ذهبت على الفور الى المحافظة فى مسعى لحل هذه الأزمة المعقدة ، التى قد تصل إلى حد المواجهات المسلحة بين طرفيها ، وهما : قبائل المحافظة والمؤيدون لها الرافضون لدخول العناصر الحوثية من ناحية , وبين الحوثيين الذين يسعون للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بمصادر الطاقة من ناحية أخرى.