قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على قصة داهية العرب خادم النبي

0|مازن إسماعيل

خادم النبي وحاجبه وصاحب لوائه الصحابي الجليل سيد الخزرج وابن سيدهم الصحابي ابن الصحابي قيس بن سعد بن عبادة بن دُلَيْمٍ بن حارثة الساعدي الخزرجي الأنصاري، من بيت زعامة عظيم، ورث المكارم كابرا عن كابر، فهو ابن الصحابي سعد بن عبادة زعيم الخزرج، وأمه فكيهة بنت عبيد بن دليم الخزرجية، فهو سلسل بيت من أعرق بيوت العرب وأجودها. كنيته: أبو الفضل، وقيل أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الملك.
كان الأنصار يعاملونه على حداثة سنه كزعيم، وكانوا يقولون: "لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا"، ذلك أنه كان أجرد، ولم يكن ينقصه من صفات الزعامة في عرف قومه سوى اللحية، التي كان الرجال يتوِّجون بها وجوههم.
فمن هذا الفتى الذي ودَّ قومه لو يتنازلون عن أموالهم لقاء لحية تكسو وجهه، وتكمل الشكل الخارجي لعظمته الحقيقية، وزعامته المتفوقة؟!
قال عمرو بن دينار: "كان قيس بن سعد رجلا ضخما، جسيما، صغير الرأس، ليست له لحية، إذا ركب حمارا، خطت رجلاه الأرض، فقدم مكة، فقال قائل: من يشتري لحم الجزور"، وكان ليس فِي وجهه لحية ولا شعرة، فكانت الأنصار تقول: "وددنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا"، وكان مع ذلك جميلا.
صحبته وفضله ومنزلته
حين أسلم سعد بن عبادة "رضى الله عنه" أخذ بيد ابنه قيس وقدَّمه إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) قائلا: "هذا خادمك يا رسول الله"، ورأى النبي (صلى الله عليه وسلم) في قيس كل سمات التفوق وأمائر الصلاح، فأدناه منه وقرَّبه إليه، وظل قيس صاحب هذه المكانة دائما.
وقد روى الترمذي وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهما عدة أحاديث تؤكد خدمة قيس بن سعد رضى الله عنه في بيت النبوة، منها: روى الترمذي وقال الألباني صحيح، عن قيس بن سعد بن عبادة: أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَخْدِمَهُ، قال: فَأَتَى علىَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقَدْ صَلَّيْتُ، قال: فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَال: "أَلا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟"، قُلْتُ: بَلَى، قال: "لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ".
دهاء قيس بن سعد بن عبادة
قيس بن سعد بن عبادة: إنه الداهية الذي يتفجر حيلة، ومهارة، وذكاء، والذي قال عن نفسه وهو صادق: "لولا الإسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب!!"، ذلك أنه حادّ الذكاء، واسع الحيلة، متوقّد الذهن.
وحين كان قيس، قبل الإسلام يعامل الناس بذكائه كانوا لا يحتملون منه ومضة ذهن، ولم يكن في المدينة وما حولها إلا من يحسب لدهائه ألف حساب، فلما أسلم، علَّمه الإسلام أن يعامل الناس بإخلاصه، لا بدهائه، ولقد كان ابنا بارّا للإسلام، ومن ثمَّ نحَّى دهاءه جانبا، ولم يعد ينسج به مناوراته القاضية، وصار كلما واجه موقعا صعبا، يأخذه الحنين إلى دهائه المقيد، فيقول: "لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المكر والخديعة فِي النار"، لكنت من أمكر هذه الأمة".
ولقد كان مكانه يوم صفين مع أمير المؤمنين علي ضد معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنهم، وكان يجلس مع نفسه فيرسم الخدعة التي يمكن أن تؤدي بمعاوية وبمن معه في يوم أو ببعض يوم، بيد أنه يتفحص خدعته هذه التي تفتق عنها ذكاؤه فيجدها من المكر السيئ الخطر، ثم يذكر قول الله سبحانه: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} [فاطر: 43]، فيهبّ من فوره مستنكرا، ومستغفرا، ولسان حاله، يقول: "والله لئن قُدِّر لمعاوية أن يغلبنا، فلن يغلبنا بذكائه، بل بورعنا وتقوانا!!".