علم «صدي البلد»، من مصادر بوزارة الإسكان، أن الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الاسكان، كلف أحد مستشاريه بإعداد تقرير مفصل وعاجل حول ما نشره «صدي البلد» حول أول جهاز لتحويل مياه «المجاري» إلى صالحة للشرب.
وكان «صدي البلد»، قد نشر اليوم - الثلاثاء- تقريرا عن أحدث تكنولوجيا لتنقية مياه الصرف الصحي بشكل فوري وسريع وبأرخص التكاليف، حيث تبني رجل الأعمال بيل جيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت»، المشروع ، حتي نجحت مؤسسة «جانيكي للهندسة الحيوية» الأمريكية في توفير أول جهاز يحول «البراز» إلى مياه نقية ، وينتج كميات محدودة من الطاقة الكهربائية تكفي لتشغيله.
وقبل أيام تناول رجل الأعمال بيل جيتس مؤسس شركة "مايكروسوفت" العملاقة لتكنولوجيا المعلومات- أمام كاميرات التليفزيون- أول كوب ماء تمت تنقيته عبر أحدث تكنولوجيا لتنقية مياه الصرف الصحي بشكل فوري وسريع وبأرخص التكاليف.
ولم يكتف بذلك ، بل ظهر في واحد من أهم البرامج التليفزيونية "jimmy falon late show" والأكثرها جماهيرية للترويج لجهازه الجديد، ليشرب المذيع الشهير جيمي فالون هو الآخر من المياه العذبة التي تمت تنقيتها عبر الجهاز الذي مول أبحاثه وتصنيعه مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية.
بداية القصة
أكد بيل جيتس في مقال على مدونته الشخصية أنه يؤمن بأن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي، ولكن لابد من بذل كل مال وجهد لتنفيذ هذه النوايا.
وأشار إلى أنه وجد أن المياه الملوثة ، وعدم التخلص بشكل صحي من مياه الصرف الصحي في الدول والمجتمعات النامية مسئول عن وفاة 700 ألف طفل سنويا. وأن 2,1 مليار شخص من بين سكان العالم يستخدمون مراحيض غير جيدة الصرف، أو يعتمدون على نظم صرف صحي تلقي بالمخلفات في مياه الأنهار والبحار والأماكن المفتوحة مما يزيد من مخاطرها.
رحلة البحث عن حل
وفي 2011، قرر جيتس إيجاد حل للأزمة من خلال طرح الفكرة على العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث وتمويل الأبحاث لتصنيع نظام يتناسب مع المجتمعات النامية والأكثر فقرا.
ويؤكد جيتس أنه سعى للبحث عن تكنولوجيا رخيصة تقدم نفس كفاءة نظام الصرف الصحي الأمريكي بتكلفة أقل ، مشيرا إلى أن النظام الأمريكي يعتمد على بنية تحتية ضخمة وباهظة التكلفة لا يمكن توفيرها للمجتمعات الأكثر فقرا في أفريقيا والهند والصين.
ولذلك كان لابد من اختراع جهاز بسيط التكلفة لا يحتاج إلى بنية تحتية للعمل ، سهل الشحن والنقل ولا يستهلك من المياه والكهرباء ما لا يمكن توفيره لهذه المجتمعات.
الجهاز الجديد
وفي الأيام الأولى من العام الحالي، فاجأ جيتس العالم بأن مؤسسة "جانيكي للهندسة الحيوية" الأمريكية نجحت في توفير أول جهاز يحول "البراز" إلى مياه نقية ، وينتج كميات محدودة من الطاقة الكهربائية تكفي لتشغيله. ليكون بذلك جهازا ذاتي التشغيل.
وأشار جيتس إلى أن الجهاز يعرف باسم "omniprocessor" وهو بمثابة إعادة اختراع وتطوير لمصانع الصرف الصحي.
ويؤكد جيتس أن الجهاز الجديد ، والذي يعمل في درجة حرارة تصل إلى ألف درجة مئوية، يتوافق مع المعايير الصحية الأمريكية ولا يؤدي إلى انبعاث أي روائح كريهة.
وأشار إلى أنه شاهد الجهاز وهو يستقبل البراز ويغليه ويعالجه في درجات حرارة فائقة قبل أن يخرج بعد دقائق قليلة من الجهة الأخرى مياه نقية صالحة للشرب.
وأكد أن الجيل الجديد من الجهاز يستهدف معالجة مخلفات 100 ألف شخص وتحويلها إلى 86 ألف لتر من المياه الصالحة للشرب بالإضافة إلى 250 كيلوات من الكهرباء.
ويعتبر هذا الجهاز المرحلة التالية للمرحاض الصحي والذي مولته أيضا مؤسسة جيتس وبدأت قرى هندية بالفعل في استخدامه بتكلفة خمس سنتات تقريبا للفرد الواحد.
أول مرحلة من المشروع
وأكد جيتس أنه سيطلق أول مرحلة تجريبية من المشروع في الصومال خلال الأشهر المقبلة. وأكد أن المؤسسة الأمريكية تتولى دراسة المجتمعات الفقيرة بحيث يتلاءم الجهاز مع الإمكانيات المتوفرة لديها ويوفر لها احتياجاتها.