باقي أقل من شهر على بداية فصل الشتاء رسمياً، حيث تفصلنا 28 يوماً فقط عن دخول أبرد فصول السنة، وفقاً للحسابات الفلكية التي تحدد موعد الانقلاب الشتوي وبداية فصل جديد من فصول العام.
ويأتي هذا بعد أن بدأ فصل الخريف يوم الإثنين 22 سبتمبر واستمر لمدة 89 يوماً و20 ساعة و44 دقيقة، ليترك المجال لفصل الشتاء الذي يبدأ الأحد 21 ديسمبر، ويستمر لمدة 88 يوماً و23 ساعة و41 دقيقة، معلناً بداية فترة من البرودة الملحوظة وتغيرات جوية واسعة النطاق.
معنى الانقلاب الشتوي
يمثل الانقلاب الشتوي لحظة فلكية مهمة تحدث بسبب ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس.
هذا الميل هو السبب الأساسي في تعاقب الفصول الأربعة، وليس المسافة بين الأرض والشمس.
وفي يوم الانقلاب الشتوي يميل القطب الشمالي بعيداً عن الشمس، وتصل الشمس ظاهرياً إلى أقصى نقطة جنوب السماء، مما يؤدي إلى أن تصبح ساعات النهار أقصر من ساعات الليل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بينما يحدث العكس تماماً في النصف الجنوبي.
ظواهر فلكية في يوم الانقلاب الشتوي
يُعد الانقلاب الشتوي يوماً خاصاً لا تشهد فيه كل مناطق العالم شروقاً أو غروباً للشمس.
ففي المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية عند خط عرض 66.5 درجة شمالاً، تبقى الشمس تحت الأفق طوال اليوم، فلا تُرى طوال ساعات النهار.
وبالمقابل، تبقى الشمس فوق الأفق طوال اليوم في الدائرة القطبية الجنوبية عند خط عرض 66.5 درجة جنوباً، وهي ظاهرة تُعرف باسم شمس منتصف الليل، وتُعد من أهم الأدلة على كروية الأرض ودورانها.
حركة الشمس بعد الانقلاب الشتوي
بعد وصول الشمس لأقصى نقطة جنوب السماء ظاهرياً في يوم الانقلاب الشتوي، تظل تشرق لعدة أيام من نفس النقطة قبل أن تبدأ حركتها الظاهرية نحو الشمال من جديد بسبب دوران الأرض في مدارها.
ومع هذه الحركة تبدأ ساعات النهار في الزيادة تدريجياً حتى تتساوى مع ساعات الليل خلال الاعتدال الربيعي الذي يوافق 20 مارس 2025، معلناً بداية فصل جديد وتغيرات مناخية مغايرة.
انخفاض في درجات الحرارة اليوم
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن درجات الحرارة شهدت انخفاضاً ملحوظاً اليوم، بعدما كانت التوقعات خلال الأيام الماضية تشير إلى ارتفاع مؤقت فوق المعدلات الطبيعية.
وأوضح في مداخلة مع الإعلامية كريمة عوض ببرنامج حديث القاهرة، أن الارتفاع الأخير تجاوز المتوقع ثم بدأت تأثيرات منخفض جوي قوي أدت إلى تكاثر السحب على نطاق واسع، وهو ما تم رصده بالفعل عبر الخرائط الجوية.
أمطار رعدية وسيول على بعض المناطق
وأضاف محمود القياتي أن الحالة الجوية الحالية صاحبتها أمطار وصلت إلى حد الرعدية في بعض المناطق، وامتدت إلى محافظات جنوب الصعيد مسببة سيولاً على الأودية الواقعة جنوب سلاسل جبال البحر الأحمر.
كما تشهد المناطق الشمالية أمطاراً متفاوتة الشدة وقد تكون رعدية في بعض المواقع نتيجة نشاط السحب المنخفضة والمتوسطة.
فرص الأمطار خلال الساعات المقبلة
وأشار القياتي إلى أن فرص سقوط الأمطار ستستمر اليوم على سلاسل جبال البحر الأحمر وسيناء والسواحل الشمالية، مع توقع انخفاض حدتها على باقي المحافظات.
وأوضح أن الأمطار قد تمتد بشكل محدود إلى مناطق من القاهرة الكبرى، إلا أن احتمالية الهطول تظل ضعيفة، في حين يؤدي تكوّن السحب المنخفضة إلى زيادة الإحساس بالبرودة وانخفاض ملموس في درجات الحرارة.
تأثير السحب والمنخفضات على الطقس
ومع استمرار تكوّن السحب المنخفضة والمتوسطة فوق مناطق واسعة من البلاد، يتوقع خبراء الطقس استمرار الانخفاض الحراري خلال الساعات المقبلة، ما يساهم في الإحساس بأجواء شتوية مبكرة رغم أننا لازلنا في نهايات الخريف.
وتعتبر هذه الحالة جزءاً من التأثيرات المعتادة قبل بداية فصل الشتاء رسمياً، حيث تتزايد المنخفضات الجوية وتشتد الرياح أحياناً في بعض المناطق.
الشتاء يقترب.. والظواهر الجوية تتوالى
وفي ظل بقاء أقل من شهر على موعد بداية فصل الشتاء رسمياً، تتزايد استعدادات الجهات المعنية لمواجهة التقلبات الجوية المتوقعة.
ومن المنتظر أن تشهد البلاد حالات من عدم الاستقرار خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع استمرار نشاط منخفضات البحر المتوسط التي غالباً ما تجلب موجات من الأمطار والبرودة على مختلف أنحاء البلاد.
متابعة مستمرة للأحوال الجوية
وتواصل هيئة الأرصاد الجوية إصدار بياناتها التحذيرية أولاً بأول، مؤكدة أهمية متابعة النشرات الجوية بسبب التغيرات السريعة في حالة الطقس خلال هذه الفترة الانتقالية.
ومن المتوقع أن يستمر عدم الاستقرار فترات متفاوتة قبل دخول الشتاء رسمياً، مع ضرورة الالتزام بتعليمات السلامة في المناطق المعرضة للسيول والرياح القوية.


