قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من يملك وقاحة التفاؤل في مصر الآن؟

0|إلهام رحيم

من يملك وقاحة التفاؤل في مصر الآن؟؟ سؤال يطاردني منذ فترة وهو سؤال ليس له ادني علاقة بالثقة المطلقة في الله ثم في الجيش المصري وقدرته علي حسم المعركة الوجودية التي تخوضها مصر في سيناء...لكنه يرتبط أكثر بالشأن السياسي والاجتماعي والديني والقضائي والإعلامي في مصر وكلها عوامل يمكنها أن أرادت المساعدة في الحسم السريع لمعركة مصر التي كانت علي مدار تاريخها عصية علي التقسيم بفضل قوة جبهتها الداخلية !!!
إنها الإرادة في المساندة والدعم للجيش والشرطة في حربهما المقدسة ضد الإرهاب هو ما نفتقده الآن...الإرادة الجادة الحاسمة والصارمة بلا ضبابية في الرؤية واللعب علي كل الحبال ومسك العصا من المنتصف...المحايدون في مصر الآن لابد أن يضافوا لصفوف الأعداء...لأنهم لم يحاربوا الباطل بصورة معلنة كما لم يناصروا الحق كما يجب... الأغلبية في مصر الآن من نخب العار في كافة المستويات تلعب في المضمون داخل منطقة "التخنس"...فالتخنس في كافة المجالات هو الحل..وقول الشيء ونقيضه هو المضمون ودعوات المصالحة ولم الشمل لها سوق إعلامية رائجة !!!
من يملك وقاحة التفاؤل وهناك من يحاولوا إقناعنا بان القنابل علينا حق...والحرق والقتل وخراب البيوت ثمن لابد أن ندفعه لعصابة إرهابية نقف عاجزين قليلي الحيلة أمام إجرامها والذريعة أننا في دولة القانون...ولا اعرف ما الذي حول القانون لخصم لفكرة الحسم والعدالة الناجزة التي تمثل قوة ردع نرهب بها أعداء الوطن....وإذا كان هناك ما يكبل يد العدالة من الإسراع في إصدار إحكامها فلماذا لا نعمل علي فك هذه القيود القانونية العتيقة ؟؟؟
من يملك وقاحة التفاؤل ونحن نري حلفاء الإخوان وشركائهم في كارثة 25 يناير يتصدرون المشهد السياسي فرحين بما أوتوا من الشهرة والنفوذ والقرب من السلطة التي تبدو حساباتها السياسية شديدة التعقيد علي العامة مما أصابهم بضبابية الرؤية ...فلم يعد معروفا من مع الدولة المصرية ومن ضدها وكيف لنا أن نعرف وغبار اللعب السياسي يملأ الساحة المصرية ...هذا الغبار الذي نري من خلفه صورا مثيرة للاستفزاز والاستنفار...صورا تتناقض مع المطلب الرئيسي في 30 يونيه وهو استقلال القرار السياسي المصري!!
فعندما خرجنا حينها نطالب الجيش بإنهاء الاحتلال الاخواني لمصر...كنا ندرك أننا نواجه مخططات عالمية ينفذها الإخوان والنكسجية واليوم نجد حالة من النفوذ السياسي للغرب تعود لتطل برأسها وتخرج لسانها للمصريين...فلا قرار يتخذ إلا ونجد بعده كلمة مراعاة للظروف والضغوط الدولية...كثير من التحركات المصرية صارت مكبلة برأي الغرب وردود فعله...دون أن يخبرنا احد عما غير المعادلة وجعلنا نعود لنسير أحيانا في نفس طريق مبارك المهادن للغرب!!!
ففي مصر فقط نعطي قيمة وأهمية لحقوق الإنسان الزائفة وننعت من يخرجوا علي القوانين بالشهداء...في مصر فقط من يهاجم الداخلية بالمولوتوف قبل عامين يتحول لإعلامي وطني في غفلة من الزمان...في مصر فقط ما زلنا نطلق العنان لجمعيات المجتمع المدني لتنتهك حرمة جسد الوطن وتؤرق مضاجع قيمه الوطنية والأخلاقية!!
في مصر فقط نعطي قيمة وأهمية لأحزاب كرتونية لا يعرف أسمائها وأسماء أصحابها احد...في مصر فقط "نطرمخ" علي الأحزاب الدينية التي تؤازر الإرهاب سرا وأحيانا علانية وتخاصم المنظومة الوطنية المصرية...ونصمت علي أحزاب وصلت بها الوقاحة لإعلانها تقديم دعم مادي للشعب...يشترون أصوات الناس وقبلها ذممهم وضمائرهم مستغلين حاجتهم وعوذهم أو ضعفهم الإنساني والدولة تتابع في صمت...ولا اعرف هل الصمت في هذه الحالة يمكن اعتباره من علامات الرضا أم ماذا؟؟؟
من يملك وقاحة التفاؤل ...وقد جلسنا أمام التليفزيون المصري بالساعات لننتظر منه إعلان حالة الحداد أو نقل مراسم جنازات الشهداء في مذبحة العريش لكنه لم يحرك ساكنا حتى أعلن السيد الرئيس قطع زيارته لإثيوبيا وأعلنت الدولة المصرية الحداد علي أبنائها الشهداء في إصرار عجيب من هذا الجهاز الحكومي علي أن لا يحمل اسم تليفزيون الشعب والدولة المصرية بل يتسابق ليكون تليفزيون الحاكم حتى لو لم يطلب منه احد ذلك... والسؤال من يحكم ويدير ماسبيرو بهذه الطريقة المهينة لأحلام وطموحات الدولة والرئيس قبل الشعب؟؟؟
من يملك وقاحة التفاؤل وقد سلمنا إعلامنا الحكومي تسليم أهالي للإعلام الخاص الذي حول قضية شهداء الوطن لتجارة رخيصة بدموع وأحزان أهلهم وذويهم والتسول عليهم وكأن مؤسستي الجيش والشرطة تقصر في رعاية اسر الشهداء وهذا غير حقيقي...ويبدو أن هذه وسيلة جديدة لضرب عزيمة وهمم أبطال الوطن في مقتل لأنهم عندما يشاهدوا احتفاء الصحف والإعلام بتبرع رجل أعمال لأسر شهداء مذبحة العريش قد يتأكد لهم أنهم تحولوا مجرد سلع يتم المتاجرة بها إعلاميا وسياسيا ولهم سعر وثمن يقبضه أهلهم!!!
منذ سنوات ونحن نتابع أهانه الأرواح المصرية في كل الحوادث التي تقع والتي يخرج المسئولون ليحولوها لرقم تعويض يدفعوه لأهل الراحل...حوادث النقل بكذا وحوادث الإرهاب بكذا وحوادث البحر بكذا....والآن يحاول بعض إعلاميينا وصحفيينا في غيبة الرد القوي من الدولة المصرية التعامل مع شهداء مؤسستي الجيش والشرطة بنفس الطريقة المشينة !!!
نعم التفاؤل في مصر صار وقاحة لابد من معاقبة من يقدم عليها وكيف لا ونحن نسمع من يتهم حبيب رسول الله"ص"...أبو بكر الصديق وسيف الله المسلول خالد بن الوليد بحرق الأحياء حتى الموت ...مستندين في أكاذيبهم علي أصحاب رسول الله بروايات مكذوبة وضالة ومضلة ...روايات تتناقض مع كلمات نبينا الكريم والذي حسم أمر استخدام النار في تعذيب أحد بقوله"لا تعذبوا بعذاب الله".
لكن من يستطيع التصدي لكل من يتقول علي الرسول وأصحابه و قد اختلط الحابل بالنابل وفهم البعض أن المطالبة بتجديد الخطاب الديني تعني التطاول علي مؤسسة الأزهر وهدمها والمطالبة بتسريح من فيها ليتحول الدين لمادة كوميدية في برامج التوك شو علي يد رجال بعيدين عن العلم الديني الذي قد ننتقد القائمين عليه لصمتهم المشبوه في لحظة تاريخية فارقة لكننا لا نتطاول علي كتاب الله وسنة رسوله والصحابة وكيان الأزهر....استقيموا يرحمكم الله ...استقيموا جميعا ووقتها قد يكون هناك مبررا للتفاؤل!!!