قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.. محطات في حياة الملك فاروق.. أدمن القمار ومصاحبة النساء.. وحكم مصر 16 عامًا.. ومات بالمنفى وسط شائعات عن اغتياله


تمر اليوم الأربعاء الذكرى الخمسين على رحيل آخر ملوك المملكة المصرية، وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، الملك فاروق الذي توفي في 18 مارس 1965 عن عمر يناهز 45 عاما، والذي استمر حكمه 16 عاما، وفي هذا التقرير تسلط "صدى البلد" الضوء على أبرز مراحل حياة الملك فاروق الأول.
فاروق طفلا
في 11 فبراير سنة 1920 صدر بلاغ سلطاني يعلن فيه مجلس الوزراء بميلاد الأمير فاروق، وعم الفرح في البلاد وتم إطلاق 21 طلقة، كما مُنح موظفو الحكومة والبنوك إجازة، كما تم العفو عن بعض المسجونين وتوزيع صدقات على الفقراء.
واهتم الملك فؤاد بتربية ابنه فاروق بدرجة مبالغ فيها من الحرص، حيث جعله محاصر بدائرة ضيقة من المتعاملين معه، وكانت تلك الدائرة تضم امه واخواته الاميرات بالاضافه الى المربية الانجليزية (مس اينا تايلور)، وقد كانت تلك المربية صارمة جدا في التعامل مع الأمير الصغير، وكانت متسلطة لدرجة انها كانت تعترض على تعليمات والدته الملكة نازلى فيما يختص بتربية فاروق، ولم يكن لفاروق في تلك المرحلة ايه صداقات من أولاد الأمراء أو الباشوات.
وقد كان هذا خطأ جسيما، اذ أنه كان من المهم في تلك الفترة أن يكون له اصدقاء في مثل سنه يتعاملون ويلعبون معه، مما أعطى الفرصة لبعض المقيمين في القصر للتقرب من الوكذلك أمير الصغير، وكانوا لا يرفضون له طلبا، بالاضافه إلى أنهم كانوا يفسدون ما تقوم به المربية الانجليزية من تعليمات وتوجيهات تتعلق بالأمير الصغير.
وكان الملك فؤاد الأول ينتهز اية فرصه ليقدم الأمير الصغير إلى الشعب الذى سيكون ملكا عليه بعد ذلك، فقد اصطحبه معه في عده مناسبات كان أولها في حفل المرشدات في النادى الأهلى، وذلك في 7 ابريل سنة 1932 وكان عمر فاروق وقتها 12 عاما، وقد نصب الأمير فاروق بعد ذلك في 26 ابريل سنة 1933 كشافا اعظم.
كما أناب الأمير فاروق عن والده الملك فؤاد عندما كان مريضا لحضور حفلة رسمية كان قد أقامها سلاح الطيران البريطانى في 23 فبراير سنة 1934، وكذلك في افتتاح مؤتمر البريد الدولى في عام 1934، وقد أبلى الأمير فاروق وقتها بلاء حسنا في كافة المناسبات التي قد حضرها.
وكانت بريطانيا تتابع الأمير فاروق وتطورات حياته، فهو ملك المستقبل الذى يحتك وبشكل مباشر بالثقافة الايطالية من خلال والده ومن خلال الحاشية الايطالية المقيمة بالقصر والمحيطه بالامير الصغير، والتى في نفس الوقت لها تأثير على الملك الاب، وخاصة رئيس الحاشية الإيطالية (أرنستو فيروتشي) كبير مهندسي القصر.
وعندما كبر الأمير فاروق قليلا بدأت بريطانيا تطلب أن يسافر إلى بريطانيا ليتعلم في كلية (ايتون) وهي أرقى كلية هناك، إلا أن صغر سن الأمير فاروق في ذلك الوقت ومعارضة الملكة نازلي كانت تعطل تلك ذلك، فاستعيض عن ذلك بمدرسين انجليز ومصريين، وقد كانت بريطانيا تهدف من وراء ذلك إلى إبعاد الأمير الصغير عن الثقافة الإيطالية التي كانت محيطة به بشكل دائم.
فاروق شابا
عندما بلغ الأمير فاروق سن الرابعة عشر قرر (سير مايلز لامبسون) طلبه على الملك فؤاد بضرورة سفر الأمير فاروق إلى بريطانيا ، بل واصر على ذلك بشدة رافضا ايه محاولة من الملك فؤاد لتأجيل سفره حتى يبلغ سن السادسة عشر ، الا ان الملك فؤاد لم يستطيع ان يرفض هذه المرة ، فتقرر سفر فاروق الى بريطانيا ولكن دون ان يلتحق بكلية ( ايتون)، بل تم الحاقة بكلية (وولوتش العسكرية)، ولكن نظرا لكون فاروق لم يكن قد بلغ الثامنة عشر وهو أحد شروط الالتحاق بتلك الكلية، فقد تم الاتفاق على أن يكون تعليم الأمير الشاب خارج الكلية على يد مدرسين من نفس الكلية.
ورافق الأمير فاروق خلال سفره بعثه مرافقة له تم تكوينها برئاسة (أحمد باشا حسنين) ليكون رائدا له، والذى سيكون له دورا كبيرا فى حياته بعد ذلك، بالإضافة إلى عزيز المصرى كنائب لرائد الأمير وكبيرا للمعلمين، بالإضافة إلى عمر فتحى حارسا للأمير وكبير الياوران فيما بعد ، وكذلك الدكتور عباس الكفراوى كطبيب خاص، وصالح هاشم أستاذ اللغة العربية بالإضافة إلى حسين حسنى باشا كسكرتير خاص.
وقد كان وجود أحمد باشا حسنين كمرافق للأمير فى رحلته عاملا مساعدا للأمير على الانطلاق، فقد شجعه على الذهاب إلى المسارح والسينما ومصاحبة النساء، وكذلك لعب القمار، بينما كان عزيز المصرى دائم الاعتراض على كل تلك التصرفات، وكان يحاول بكافة الطرق أن يجعل من فاروق رجلا عسكريا ناجحا ومؤهلا حتى يكون ملكا قادرا على ممارسة دوره القادم كملك لمصر، وكان فاروق بالطبع بحكم ظروف نشأته القاسية والصارمة كان يميل الى احمد باشا حسنين ويرفض ويتمرد على تعليمات واوامر عزيز المصرى .
فى تلك الفترة وأثناء وجود الأمير فاروق فى بريطانيا للدراسة كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد، وقد أصبح على فراش الموت، وقد بدأت القوى السياسية تستشعر حالة الملك المريض، وبدأت تستعد لما بعد ذلك، وبالطبع كانت بريطانيا من أكثر القوى السياسية قلقا على الوضع ، فأقترحت تشكيل مجلس وصاية مكون من ثلاثة أعضاء هم الأمير محمد على توفيق وهو ابن عم الأمير فاروق، وقد كان ذو ميول انجليزية ، وكان يرى دائما انه احق بعرش مصر ، والثانى هو توفيق نسيم باشا رئيس الوزراء الاسبق وهو من رجال القصر ، والثالث هو الامام الاكبر الشيخ المراغى .
وعندما علم الامير فاروق بشدة مرض والده الملك فؤاد ورغبته فى ان يرى ابنه فطلب العودة الى مصر لرؤية والده ، ووافقت بريطانيا بعد تردد على عودة فاروق الى مصر فى زيارة ليعود بعدها لأستكمال دراستة ، الا انه وقبل ان يسافر فاروق الى مصر لرؤية والده ، كان والده الملك فؤاد الاول قد لقى ربه ، وذلك فى 28 ابريل سنة 1936 .
وبوفاة الملك فؤاد انطوت صفحة هامة فى تاريخ مصر الحديث ، لتبدأ بعدها صفحة جديده من صفحات تاريخ اسرة محمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية.
فاروق ملكا
فى مساء يوم الجمعة 8 مايو ، عقدت جلسة البرلمان التاريخية لأختيار الاوصياء الثلاثة على العرش ، وتم فتح المظروف الذى احتوى على الاوصياء الثلاثه كما اختارهم الملك فؤاد ، ثم اسفر اختيار البرلمان عن تعيين حضرة صاحب السمو الملكى الامير محمد على ولى العهد رئيسا لمجلس الوصاية ، ونراه بمنتصف الصورة وعلى يمين الصورة صاحب المقام الرفيع عزيز عزت باشا ، وعلى يسار الصورة شريف صبرى باشا خال الملك فاروق ( اعضاء مجلس الوصاية ).
وقد استقبل الشعب المصرى كله الملك الشاب استقبالا رائعا نابعا من قلوب المصريين الذين احبوا الملك الشاب ، وكانت القلوب كلها تعطف عليه لحداثة سنه ولوفاة ابيه وهو بعيد عنه وفى بلاد غريبة ، واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد ابيه الذى كان ينظر اليه على انه ملك مستبد وموال للانجليز ، بالاضافة الى كون فاروق هو اول ملك مصرى يتولى الحكم منذ عهد الفراعنة .
عاد فاروق ملكا على مصر وهو لايزال شابا صغيرا ، مقبلا على الدنيا بكل مباهجها سعيدا بما اتاه الله من ملك وجاه.
فاروق وفريدة
تزوج الملك فاروق بالملكة فريدة فى 20 يناير سنة 1938 ، وذلك بعد قصة حب جمعت بينهما وخاصة بعد رحلة اوروبا فى سنة 1937 ، حيث كانت تلك الرحلة سببا فى تعميق العلاقه بين الملك الشابة وبين ملكة المستقبل .
وقد كان ثمرة ذلك الزواج هو ثلاثة بنات هن الاميرات فريال وفوزية وفادية ، الا ان الملكة فريدة لم تنجب ابناء ذكور ، وقد كان هذا مبعث خلاف بينها وبين الملك الشاب الذى كان يحلم بولد ذكر يكون وريثا للعرش من بعده .
وفى 17 نوفمبر سنة 1948 وقع الطلاق بين الملك فاروق والملكة فريدة .
فاروق وناريمان
تزوج الملك فاروق بالملكة ناريمان صادق فى 6 مايو سنة 1951، وذلك بعد ان وقع عليها الاختيار لتكون ملكة المستقبل ، وانجبت ا لملكة ناريمان للملك فاروق الولد الذى كان يتمناه ، وذلك فى 16 يناير سنة 1952 ، وقد كان المولود ذكرا كما كان يتمنى الملك فاروق ، ليكون وريثا لعرش مصر من بعده ، الا ان هذا الوليد لم يسعد او يهنأ بكرسى العرش الذى كان والده يتمناه له، اذ قامت ثورة يوليو بعد ولادة وريث العرش بحوالى ستة اشهر فقط ، وبذلك لم يتحقق الحلم الذى طالما حلم به الملك فاروق، وهو ان يكون ابنه هو وريثا لعرش مصر من بعده.
الثورة على الملك
استمر حكم فاروق مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة اشهر ، فى تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم) وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته
وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
فاروق في المنفى
وبعد تنازله عن العرش ورحيلة عن مصر مصطحبا معه بناته الثلاثة من الملكة فريدة ، وزوجته الملكه ناريمان والامير الصغير أحمد فؤاد ، أقام فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا ، وعاش حياته فى المنفى كملك مخلوع عن عرشه، حياة بها الكثير من الالام والصعاب ، الام فراقه لمصر التى احبها واختار أن يفارقها راضيا ودون أن يسمح بإراقة دماء اى مواطن مصرى من اجل الحفاظ على العرش، بالإضافه إلى الصعاب التى قابلها خلال منفاه حيث لاحياة هادئه ولا استقرار، إذ أنه وبعد وصوله إلى منفاه بثلاثة اشهر تقريبا دبت الخلافات بينه وبين زوجته الملكة السابقة ناريمان، وزادت بينهم المشاكل والخلافات، حتى عادت الملكة السابقة الى مصر برفقة والدتها اصيلة هانم تاركة معه الامير الصغير (أحمد فؤاد) ، ثم ما لبثت أن طلبت الطلاق بعد وصولها إلى مصر، حتى حصلت عليه فى عام 1954 .
وفاة ملك
توفى الملك فاروق فى ايطاليا سنة 1965 بشكل مفاجئ، وقد قيل انه قد تم اغتياله بالسم فى احد المطاعم بواسطة احدى الفتيات التي كانت ترافقه، وكانت بناته الاميرات قد طلبن من الحكومة المصرية أن يدفن في مصر، إلا أنه تم الرفض في البداية، الا أن الحكومة المصرية وافقت بعد ذلك، وذلك بعد ان قالت بناته انه ان لم يدفن في مصر فسيتم دفته في المملكة العربية السعودية، وبالفعل تم إحضار الجثمان إلى مصر، ولكن الحكومة المصرية لم تسمح بدفنه في مدافن الأسرة العلوية بمسجد الرفاعي كما كان قد أوصى الملك فاروق قبل وفاته، وتم دفته في أحد المدافن الخاصة بالأسرة، الا أنه وبعد أن تولي الرئيس السادات مقاليد الحكم في مصر بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، طلبت بناته من الرئيس السادات تنفيذ وصية الملك السابق بأن يدفن بمدافن الأسرة بمسجد الرفاعي بجوار والده وأجداده، ووافق الرئيس السادات على ذلك بالفعل، وتم نقل جثمان الملك فاروق من مدفنه إلى مدفنه الحالي بمسجد الرفاعي.