قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الإفتاء توضح مشروعية عبارة «كما تدين تدان»


قالت دار الإفتاء، إن مقولة «كما تدين تدان» لها أصل في الشريعة، مشيرة إلى أنه وردت هذه العبارة في حديث شريف عَنْ أَبِي قِلَابَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْبِرُّ لَا يَبْلَى وَالْإِثْمُ لَا يُنْسَى وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ، فَكُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ» أخرجه معمر في جامعه والبيهقي في الأسماء والصفات، وقال: هَذَا مُرْسَلٌ.
وأضافت الإفتاء، أنه من المقرر شرعًا أن كل نفس بما كسبت رهينة، وأن كل إنسان يحاسب على عمله، قال تعالى: «مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا» [الإسراء: 15]، وأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئًا، قال -عز وجل-: «وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا» [الكهف: 49] فكل إنسان مسئول عما يفعل، ولا يعاقب الإنسان على ما اقترفه الآخرون من ذنوب أو معاصٍ.
وأفادت أن معنى "كما تدين تدان" أي: كما تفعل تُجازى بفعلك، وكما تفعل يُفعل مَعَك، وقَدْ قِيلَ قديمًا في هذا المعنى: كُلٌّ يَحْصُدُ مَا يَزْرَعُ، وَيُجْزَى بِمَا يَصْنَعُ، وقَالُوا أيضًا: زَرْعُ يَوْمِك حَصَادُ غَدِك، وقالوا: الْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَل، وجاء في "مختار الصحاح" (ص110 ط المكتبة العصرية-بيروت): [(الدِّينُ) أَيْضًا الْجَزَاءُ وَالْمُكَافَأَةُ، يُقَالُ: (دَانَهُ) يَدِينُهُ (دِينًا) أَيْ جَازَاهُ. يُقَالُ: كَمَا (تَدِينُ تُدَانُ) أَيْ كَمَا تُجَازِي تُجَازَى بِفِعْلِكَ وَبِحَسَبِ مَا عَمِلْتَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «إِنَّا لَمَدِينُونَ» أَيْ لَمَجْزِيُّونَ مُحَاسَبُونَ]، فالْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، ولا يعاقب الإنسان بذنب الآخرين.