الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى مقتله.."بن لادن"الجهادي صانع القاعدة .. وتاجر باسمه "داعش"..خبراء:"أسامة"جيفارا الاسلاميين وصاحب مشروع الخلافة

صدى البلد

بعد وفاة "بن لادن" تنظيم القاعدة يتراجع و"داعش" يتصدر المشهد
النجار: "بن لادن" جيفارا الإسلاميين الجدد
القاسمي: البغدادى أسس تنظيمه على فكر "بن لادن"

جندي فى مجموعة النخبة الأمريكية "نيفي سيلز" كان على موعد مع التاريخ، بعد أن أنهى حياة أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، فى مثل هذا اليوم من عام 2011، إثر غارة على مخبئه فى منطقة أبوت آباد الموجودة فى مدينة إسلام اباد الباكستانية، لتبدأ حقبة جديدة من حياة التنظيم، بعد تولي أيمن الظواهرى راية القيادة خلفاً للسعودى "بن لادن"، وبعد مرور 4 سنوات على مقتل بن لادن، نجد أن التنظيم الذى تربع على عرش الجماعات المتطرفة لعقود مضت، جاء من ينازعه الامر ويستحوذ علي نفوذه، ويرثه على ارض العنف المقدس.
وتباينت آراء الخبراء والمختصين، حول إن كان تنظيم "داعش"، هو الإفراز المتطور للقاعدة، أو إن كان منافساً لها، خلقته الادارة الإمريكية ليكمل المخطط الذى بدأه "بن لادن"، لكنه يتبع إيديولوجيه أشد سراسه، بما يتماشي مع المرحلة الحالية الهادفة لإعادة ترسيم الخريطة العربية، وهناك فريق أخير يعتبر القاعدة والدولة، أصحاب رؤية واحدة وهدف واحد، إلا أن أسلوب التنفيذ بغرض الوصول للهدف تختلف على الأرض.
"بن لادن" أيقونة المتطرفين
يقول هشام النجار الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية، لقد تبقى من القاعدة كاريزما أسامة بن لادن، الذى تجاوز حضوره تنظيم القاعدة، الى مختلف فصائل الحركة الاسلامية، حتى التى تظهر اليوم سلميتها ، لأن بن لادن يعتبر أيقونة جديدة ومعاصرة لشباب تلك التنظيمات، وهم يعتبرونه جيفارا الاسلام، وبالفعل عجزت التنظيمات الاخرى، بما فيها "داعش"، أن يقدم زعيماً فى مستوى جاذبية بن لادن القيادية، مشيراً إلى أن شعبيته تضاعفت بعد مقتله على يد المارينز الأمريكية ليصبح سيد قطب جديداً للحركة الاسلامية عموماً وليس للقاعدة وحدها، هذا ما كان يطمح له بن لادن والظواهرى عند تأسيس القاعدة، بأن تصبح هى محور ارتكاز جميع الحركات الجهادية وقاعدة انطلاقها.
وأضاف النجار، أن القاعدة اليوم تبدو أضعف بكثير من ذى قبل، نتيجة عدة عوامل أهمها بالطبع غياب بن لادن، وشراسة الضربات التى وجهت لها، وهذا ما دعم انتشار التنظيم الأكثر شراسة وربما القادر - وفق تصور المنتمين له - على تحقيق، ما كان يصبو له بن لادن لكن بوسائل أكثر فعالية وقوة، وهو ما تعمل عليه داعش حيث تستخدم وتوظف اسم أسامة بن لادن وتدعى أنها تسعى لأهدافه لكن بوسائل أكثر قوة بحسب تغير الظروف وبما يناسب وحشية وقسوة وشراسة الأعداء.

"داعش" يتصدر المشهد
فى حين اعتبر صبرة القاسمي، الباحث فى الحركات الإسلامية، أن تنظيم "داعش" لا يختلف كثيراً عن القاعدة، حيث نجح الأول فى تحقيق حلم اسامه بن لادن، وتطبيقه على الأرض مع إختلاف أدوات التنظيم، لكنه فى النهاية تم إطلاق مشروع الخلافة او الإعلان عنه، مع بعض الإشكاليات الطفيفة عن تصور او حلم "بن لادن".
وأضاف القاسمي أن داعش هو من ينفذ إيديولوجية "القاعدة" الاصلية، حيث لم يُحد عن المنهج الذى رسموه اسامه والظواهرى و عبد الله عزام، مشيراً إلى أن ما يتبناه محمد الظواهري والمقدسى الآن، يعتبر بمثابة فكر جديد لقاعدة جديدة، تختلف كلياً عن القاعدة، التى أسس لها "بن لادن"، موضحاً فى حالة إن أردنا وضع القاعدة فى الميزان فهى أصل داعش فى الشطر الاول وهى قواعد جديده فى الشطر الثانى.
ويكمل القاسمي أنه تبقى من اسامه وقاعدته ذكريات لن يستطيع الظواهري إعادة إنتاجها، مثل حرب اليوم الواحد فى منهاتن و المعروفة إعلامياً بأحداث 11 سبتمبر، كما كان "بن لادن" صاحب فكرة سفر "الزرقاوي"الى العراق لقتال الامريكان.
واختتم القاسمي حديثه بأن أسامة بن "لادن" يعتبر مُنظّر العصر الحديث لدولة الخلافة على المنهجية الراديكاليه، والتى لا يستطيع أحد أياً كان أن يخرج عن المسار الذى وضعه مؤسس القاعدة، بل أن الأمر تخطى هذا الحيز، ليفرض بن لادن نفسه على كل من يريد التحدث باسم الفكر السلفي الجهادى.


-