الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جنبلاط للمحكمة الدولية: الحريري تلقى تهديدات من الأسد في حال رفضه التصويت على التمديد لـ "إميل لحود"

صدى البلد

كشف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط أن الرئيس السوري بشار الأسد هدد رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري إذا لم يوافق على التمديد للرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود.
وقال جنبلاط في شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تعقد بلاهاي وهولندا والتي بدأت أمس واستؤنفت اليوم "أخبرنا الحريري كيف استدعي الى دمشق وقابله الاسد في حضور الضباط السوريين رستم غزالي وغازي كنعان ومحمد خلوف.
وكان إنذار للحريري، إذ قال له الأسد: "أنا من يحكم هنا وليس غيري". وطلب منه بيع اسهم امتلكها الحريري في جريدة "النهار" اللبنانية حيث اعتبر الاسد ان مشاركة الحريري فيها يساهم في رسالة عدائية له..
وعن زيارة الحريري للأسد بشأن التمديد للحود.. قال جنبلاط: "جلسنا في الحديقة وكان الحريري مكفهراً، غاضباً حزيناً غريباً. وقال الحريري إن الأسد بادره "عليك بلحود. فلحود هو أنا، واذا كان جاك شيراك (رئيس فرنسا في ذلك الوقت) يريد اخراجي من لبنان فسأكسره، واذا كان لجنبلاط جماعة من الدروز في لبنان فلي أيضاً جماعة من الدروز في سوريا".
وأضاف جنبلاط "اعتبرت كلام الاسد تهديداً سياسياً وجسدياً للحريري. ونصحته بالتصويت للتمديد من أجل سلامته الجسدية، لأنني أعلم ما يمكن أن يفعله بشار وجماعته. الأسد استقبل الحريري أقل من ربع ساعة. لم يسمح له بالجلوس، وتلقى تهديداً مباشراً. أما أنا فلم أصوّت للتمديد لاقتناعي بأنه لا بد من الوصول الى لبنان حر يحكم نفسه بنفسه وبعلاقة مميزة مع سوريا.
وردا على سؤال كيف ينظر الى وفاة المسؤولين الامنيين السوريين غزالي وكنعان وجامع جامع وآصف شوكت، أجاب: "كل الذين عملوا في شكل أو آخر أو شاركوا في اغتيال رفيق الحريري، من كنعان، الذي لا أعرف اذا كان شارك، إنما أجبر على الانتحار، وآصف شوكت صهر الأسد الذي قتل بعدما رقي الى رتبة عماد يوم مقتل الحريري، ولكن كان لا بدّ من تصفيته لأن الحلقة بين الآمر والرابط يجب أن تزول، وبالأمس صُفّي رستم غزالي. وهؤلاء كان يمكن ان يموتوا. هم أساسيون في عملية كشف اغتيال الحريري".
وأضاف في موضع آخر: "اعتقد ان لجنة التحقيق الدولية حققت مع كنعان وغزالي. ولو قدّر لغزالي ان يُستدعى الى لاهاي لقدّم أدلة على اغتيال الحريري.
وقال "إن علاقة الحريري بالنظام السوري تغيرت مع بشار الأسد. ظن الحريري أنه يستطيع اداء الدور نفسه الذي أدّاه أيام حافظ الأسد.
وأكد النائب اللبناني وليد جنبلاط ، ان العلاقة كانت جيدة جدا عبر التاريخ بين "حزب الله" والنظام السوري، فالعلاقة بينهما قديمة بنيت على أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد.
و قال في اليوم الثاني خلال شهادته أمام المحكمة إن مواقفه السياسية كانت بهدف مواجهة التمديد للحود، مؤكدا أنه تشارك ورفيق الحريري القناعة نفسها بضرورة الإنسحاب السوري وفق الطائف، مضيفا "كانت هناك حملات على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من الفرقاء التابعين للنظام السوري والأبواق السورية معروفة والبطريرك صفير كان وفيا مع نفسه وطالب بالإنسحاب الكامل من دون قيد أي شرط، ولا أعلم إن كان صفير قد تلقى أي تهديد مباشر من بشار الأسد كالذي تلقيته أنا أو الرئيس الحريري".
وأشار إلى أن الشهيد جبران تويني رئيس تحرير جريدة النهار كان في مقدمة من يطالبون بانسحاب الجيش السوري من لبنان، وقال: "يوم اغتيال الحريري اجتمعنا واتخذنا قرارا مطلقا بمواجهة النظام السوري ورئيسه، وكنا نناقش كيفية توسيع المواجهات السياسية والتمديد غير الدستوري والقسري للحود وهذا كان جزء من عملنا الأسبوعي واليومي".
وقال أن الإتهامات بالخيانة والعمالة لإسرائيل كانت تتوجه إليه بشكل علني من قبل أحزاب وشخصيات تابعة للنظام السوري، لافتًا الى أن "هذه الإتهامات السورية كانت الترجمة العملية لما قاله لي رستم غزالي بأنك ضدنا"، ومشيرًا الى أنه وجّه الى الرئيس رفيق الحريري تهديدًا سوريًا مباشر عندما التقى بشار الأسد.