قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

المصريون والرئيس القادم


نعيش فى مصر حاليا أفضل حالة ديمقراطية حقيقية بعد ثورة 25 يناير من خلال انتخابات حقيقية لرئيس الجمهورية الثانية يختار فيها الشعب رئيسة بوضوح وشفافية كاملة بعد سنوات عجاف من التسلط والقهر وغياب المشاركة الشعبية فى صنع المستقبل ولكننا أمام إشكالية هامة ماذا نريد أن يقدم لنا الرئيس من خلال برنامجة وتصريحاته ووعوده الانتخابية للشعب المصري .

أرى أن أهم تحد للرئيس القادم فى المائة يوم الأولى من فترة حكمة هى القدرة على جمع المصريين جميعا بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم الدينية والسياسية عبر خطاب متوازن يدعو الشعب للمشاركة فى مشروع قومى كبير لنهضة مصر وأن على كافة القوى الانصهار والاتحاد من أجل الوطن وأن يعزز فى خطابه أن الفصل فى كل شىء داخل مصر للقانون وأننا لكى ننجح للعبور من أزمات مصر المزمنة هو العمل المستمر المتواصل فى كل ربوع مصر من أجل المستقبل وعلينا أن نعلم أن مصر فوق الجميع .
أرى أن هناك ملفات هامة متعددة أمام الرئيس القادم تعكس رغبات الشعب فى صنع مستقبل حقيقي وأهمها على الإطلاق هو الاستفادة من طاقات الشباب المصري المهمشة قبل وبعد الثورة وأن يعيد للشباب دورهم الطبيعى فى قيادة البلاد عبر إعطائهم فرصة حقيقية للمشاركة السياسية والمجتمعية من خلال حزمة من القرارات التى تشركهم فى صناعة السياسة المصرية عبر بناء جيل جديد من الوزراء والمحافظين وتولى الشباب لجميع المناصب القيادية والتنفيذية لمصر بعد تدريبهم داخل مؤسسات الدولة المختلفة، فالشباب الذى استطاع هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973وهو صاحب الفضل الحقيقي فى ثورة 25 يناير التى أعادت للمصريين كرامتهم وقدرتهم على الحلم قادر على قيادة مصر وتطورها فهم عماد مصر وبناء نهضتها والمستقبل الحقيقي لتطور وإزدهار الدولة المصرية .

الشعب يريد الأمن والاستقرار الحقيقي الفعال الذى ينشر فى قلب كل مصرى عدم الخوف من الإنفلات الأمنى وإنتشار الرعب فى بعض مناطق مصر نتيجة للعجز الواضح لوزارة الداخلية فى إحكام قبضتها على الشارع المصري ومحاربة كافة أوجة التطرف الإجرامى المنتشر فى كل ربوع المحروسة والواضح للجميع من عمليات السرقة والسلب والنهب وترويع المواطنين لذلك فإن الأمن تحد كبير أمام الرئيس القادم لأن الأمن هو بوابة التنمية الحقيقية فى مصر فالكل يعلم أن التنمية الإقتصادية تحتاج إلى مناخ مستقر يشجع المستثمرون ورجال الأعمال من الداخل والخارج على بناء إقتصاد حقيقي يعبر بمصر نحو المستقبل ولا يوجد دولة فى العالم بلا أمن لأنة بوابة التنمية الإقتصادية والسياحية والعلمية وهو يعكس إستقرار الدولة المصرية بين دول العالم المختلفة .

الذى نريدة من الرئيس القادم أن يكون رئيسا للشعب كلة وليس مجرد معبرا عن حزب أو جماعة أو تيار فكلنا يعلم أن اللحظة التاريخية حاسمة تحتاج رجلا قويا قادرا على أن يجمع شمل المصريين جميعا وأن يوحدهم وأن يعمل على نشر المحبة والتسامح بين كل المصريين وإعطاء الأقليات حقوقهم بشكل عادل فهم مكون رئيسى وشريك أساسي فى مصر المستقبل التى نحلم بها جميعا .

نتمنى من الرئيس القادم أن يهتم بالتعليم الحقيقي الذى يعمل على الإستفادة بطاقات مصر المهدرة داخل الجامعات والمراكز البحثية وأن يستقطب كل الطيور المصرية المهاجرة والتى صنعت تفوق أغلب دول العالم وأن يعيد قيمة العلم فى مصر وأنه لانهضة بدون علم حقيقي يشارك فى تنمية مصر وعبورها إلى مصاف الدول المتقدمة
عبر برامج علمية حقيقية وربط التعليم بالتنمية الاقتصادية وفى نفس الوقت أن يعيد التعليم تشكيل الوعى الثقافى للمجتمع المصري عبر اكتشاف المواهب فى كافة المجالات وتتحول مدارسنا وجامعتنا إلى منتديات علمية وثقافية فمصر هى منارة العلم والثقافة منذ بداية التاريخ وستظل بفضل عقولها المستنيرة القادرة على عودة مصر لمكانتها الطبيعية وريادتها عربيا وعالميا.
نتمنى من الرئيس القادم أن يعلى من قيم العدالة الإجتماعية والشفافية فى كل شئ وأن يكون التعيين وتولى المناصب فى كافة المجالات يخضع لمعيار واحد وهو الكفائة والمصداقية وأن تختفى من حياتنا كل الظواهر السلبية التى تفشت فى مجتمعنا المصري من قيم الواسطة واختفاء العقول النابغة لصالح فئة قليلة دمرت مصر، فعلى الرئيس القادم أن يتعلم الدرس جيدا وأن البقاء للأصلح هو مستقبل مصر الحقيقي.

نعلم جميعآ أن الرئيس القادم يحمل على عاتقه آمال وطموحات وأحلام الشعب المصري كله وورث تركة ثقيلة مليئة بالفساد والتدهور الاقتصادى والإجتماعى ولكنة قادر على تخطى كافة الصعاب إذا بدأ رحلته فى خدمة مصر بواقعية وشفافية أن يجمع شمل الشعب ويعطى الشباب فرصتهم الحقيقية فى بناء مصر المستقبل وأن يتذكر أن الشعب يريد عيش وحرية وعدالة إجتماعية .