على أبواب حرب جديدة

هذا هو شعب مصر ..هذه هى إرادة مصر .. هذه هى قوة مصر .. هذه هى اصالة مصر .. وهذه هى صلابة مصر .... باسم مصر نفتح قناتنا شريانا للرخاء ..شريانا للسلام .. شريانا للمحبة .. لا تفرقة .. ولا اية عوائق .. بل من اجل الانسان وكرامة ورخاء وتقدم الانسان يقدم شعب مصر قناته أداة للرخاء والحب.
باسم مصر أدعو العالم كله الى قناتنا ..الى شريان الرخاء للعالم كله كما هو لمصر ..الى المعنى الجديد للعلاقات الجديدة .. الحب ..الاخاء..المساواة .. الثقة بالنفس.
كانت هذه بعض جمل مما قاله الرئيس الراحل محمد انور السادات في الافتتاح الثالث لقناة السويس عام 1975 قالها الراحل بكل شموخ وكبرياء ووقف العالم كله يستمع وينصت باعجاب وهو ينهى كلمته قائلا استعدوا للافتتاح الرابع.
كانت كلماته التى مازال العالم يتذكرها ذات مغزى وكانت صادرة عن قائد أنهى حربه ضد الاحتلال الصهيونى، منتصرا نصرا أبهر العالم وأعاد لمصر كرامتها وانهى السادات كلمته التاريخية "استعدوا للافتتاح الرابع".
وإذا كان الثالث قد حدث بعد حرب فان الافتتاح الرابع يحدث ونحن على مشارف حروب عدة او فلنقل ونحن على مشارف حرب متعددة الجبهات وهى حرب الاستقرار والنهوض بالشعب.
لا شك ان من حق الرئيس عبد الفتاح السيسي ان يفخر بما انجزه خلال عام بل لعل كلماته ستحمل معانى قريبة من كلمات الرئيس السادات فها هى مصر تقدم خدمة جليلة للعالم والتجارة العالمية دون ان تطلب شيئا بالمقابل واذا كانت قناة السويس الأولى قد حُفرت بسواعد اجدادنا فان الثانية حُفرت بسواعد أبناء من بنوا الاولى واموالهم ايضا .
هكذا هى مصر وهكذا دائما تجد المصريين عندما تجمعهم على هدف واحد ثق انهم قادرون باذن الله على تنفيذه .
الحرب التى أتحدث عنها اذا هى حرب مع بعد الاحتفال وتكريم كل المصريين على انجازهم، حرب الاستقرار، حرب توحيد كلمة المصريين، حرب اعادة حب الوطن والانتماء اليه الى قلوب وعقول أبناء الشعب. الانتصار في هذه الحرب لا يقل اهمية عن اى انتصار حققته مصر في السلم والحرب .
الغلابة سيادة الرئيس ينتظرون عاما بعد عام كى يجدوا من يحن عليهم ويخرجهم من دائرة الفقر والعوز.. فهل من خطة لذلك؟.
الغلابة سيدى الرئيس صبروا كثيرا كى يُنظر اليهم احد بعين العطف ويُرتقى بهم الى ما هو اعلى من خط الفقر ولو بقليل فهل انت أهلا لذلك.
هذه هى حربك القادمة سيدى الرئيس بل هى حرب على مشارف ابواب مصر تتأهب يوما بعد يوم للفتك بنا.. عامان بعد ثورة 30 يونيو ولم يحدث على ارض الواقع اى جديد ولم يكن لدى الحكومة الاكثر عقما فى تاريخ الحكومات المصرية اي حلول.. ارتفعت الاسعار وانخفضت قيمة العملة المحلية مع ثبات وتدنى الرواتب. الامر اصبح اكثر مما نحتمل سنحتفل اليوم بافتتاح القناة ومن حقنا ان نحتفل بل ليس من حق احد ان يدعو لغير ذلك لكن غدا اصبح اهم.. نريد ان نستيقظ على اداء مختلف، اداء ايجابي من مسئولين يعلمون ما يجب اتخاذه من اجراءات للارتقاء بمستوى الشعب الذى عانى ويعانى على مدار 4 عقود من قهر وظلم وتهميش وتجريف.
مصر على أبواب حرب تبدأ غدا، فلنعلن غدا ساعة الصفر للانطلاق بشعبنا الى مرحلة جديدة من الاستقرار الاقتصادى و الامنى ولنضع جدولا زمنيا للارتقاء بابناء الوطن ولن اطلب ان يتم ذلك في عام فهذا انجازا اهم بكثير من انجاز القناة الجديدة لكن اريد ان استيقظ كل يوم وقد تحسنت احوال فئة من فئات المجتمع .. نريد ان ننظر للدول الشبيهه بنا ونتعلم كيف استطاعت تحويل شعوبها من شعوب فقيرة الى شعوب منتجة وان نحذو حذوها ونتقدم خطوات للامام .
فرصتنا كبيرة فنحن دولة شابة 30 % من ابنائها تحت سن الـ15 عاما و60% تحت الـ40 عاما ونحن دولة غنية بالموارد ولدينا عقول جبارة قادرة على تحويل نهر الفقر الى نهر للثراء لو اخذوا فرصتهم ولدينا قناة نحلم بالكثير من عوائدها بعد افتتاحنا الرابع لها وارادتنا اقوى من ان تلين اذا تم توجيهها في الاتجاه الصحيح.. اذا ماذا ينقصنا؟
إدارة وارادة ..ادارة قادرة على وضع الخطط الكفيلة بتحويل مجرى الاحداث لصالح الشعب وان يكون ناتج الرخاء الاقتصادى موجها لاسفل وليس لاعلى وان يحقق ذلك العدالة الاجتماعية .
وإرادة لا تلين ازاء التحديات والمصاعب وتحارب الفساد المستشرى في اوصال الدولة وتضرب بيد من حديد على يد كل سارق ناهب لاموال الشعب .
هذان الشرطان بالتأكيد لا يتوافران في الحكومة الحالية التى لا اكن لها اية مشاعر ايجابية ولا اتوسم ان يأتى من خلالها اى خير ولا اعتقد انها قادرة على دخول الحرب التى نحن على ابوابها. انها حكومة "اليوم بيومه" ولا ارى لها مثيلا في البلاد على مستوى العالم .
سيادة الرئيس اليوم قبل الغد اضحى من واجبك ان تختار حكومة قادرة على تنفيذ رؤيتك للنهوض بالبلاد فلن يكون وجود حكومة فاشلة مبررا لتأخرنا ولن نسمح لك ان تتخذ من ذلك مبررا لتأخرك في تنفيذ وعودك .. الحكومة الفاشلة عليها الانسحاب بهدوء وعليك ان تختار من يصلح للمرحلة القادمة ومصر بها كثيرون ولن تفشل في الوصول اليهم فقط ارجو ان تتوافر لديك الرؤية والرغبة والارادة لاختيار الادارة الانسب..مبروك لمصر.