قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحصان قصة لندى خطيب


أستيقظت صباحا على زقزقة العصافير أمام نافذتها ... أقتربت من النافذة تلقي تحيتها المعتادة على عصافيرها ...
رأت السماء وقد كستها السحب .. الأرض خضراء ملأتها برك صغيرة من ماء المطر كسراب .. الآشجار تدهن رأسها بنتف الثلج الأبيض .
فتاة حسناء ترتدي ثوبا زاهيا يضئ كوجهها .. كانت تقف وسط بركة كبيرة يغطي قدميها الماء .. تضحك تارة وتبتسم تارة للعصافيير الملونة والفراشات البيضاء الشفافة من حولها . تطير حولها بشكل متعرج كأنها أسراب ...
أرادت أن تسألها عن حبيبها الذي عشقته , الذي أصبح كل شيء بالنسبة لها ... حنانه , نبضاته , دفئه , يحمل قلبا كبيرا مثل عقله الراجح , استخوذ على تفكيرها ليل نهار .. تتشمم أنفاسه .. تشعر بلمس يديه ، رغم آلاف الآميال التي تفصل بينهما .
كم اشتكت إليه من قسوة والدها وزوجته عليها .. تعمل خارج المنزل وداخله لم يسمحان لها بالذهاب لمكان غير عملها . تكنس .. تمسح .. تغسل ، تنتظر والدها مساءا لترتمي وتبكي في حضنه لتبث له مأساتها مع الزوجة , بينما تسبقها إليه وتتهمها بالإهمال وقلة المساعدة ليضربها ويحرمها من الطعام ,وتدخل غرفتها وتبكي حتى الصباح ..
حبها له كان يخفف عنها كل آلامها ، هو البلسم الشافي ..
طال غيابه و الشوق يمزقها لرؤياه ..
أقتربت الحسناء منها وهي تحمل وردة جميلة بيدها قائلة :
تمني أمنية قبل أن تشميها ...
تمنت أن تفتح عينيها و ترى حبيبها أمامها ، همست في أذنيها :
ـ أنظري أنه قادم إليك ..
فتحت عينيها رأت حصانا أبيض اللون يحمل على ظهره فارس أحلامها بملابس بيضاء ، انطلقت مسرعة .. عندما وصلت إليه .. لم تجد شيئا سوى صوت يصرخ فيها يفزعها يسدل ستار الليل .