قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اختلاف آراء بندوة الإفتاء.. ناجح إبراهيم: التكفيريون بدأوا من مصر.. ومستشار المفتي يرفض.. ويؤكد: لم ينشأوا في بلد الأزهر

0|محمد صبري عبد الرحيم و ندى فوزي

ناجح إبراهيم:
التكفير بدأ فى مصر ثم انتشر فى الخليج وعاد إلينا بثوب جديد
التكفيريون متدينون في التعليم ويستخفون بالمناصب المهمة فى الدولة
الإرهابيون اعتمدوا على فتوى التتار لتكفير حكام العرب
الفكر التكفيرى يتشابه مع الفكر الشيعى فى التقية
تنظيم داعش الإرهابي يكفر الإخوان والنور والأزهر والسلفية
مستشار المفتي:
التكفير لم يكن في مصر وإنما من خارجها وبأموال خارجية
عقدت دار الإفتاء المصرية، صباح اليوم، ندوة بعنوان: «استراتيجيات تفكيك الخطاب المتشدد»، وتضاربت الآراء الفكرية حول أسباب انتشار التكفير في المجتمعات المسلمة، فرأى الدكتور ناجح إبراهيم، أن التكفير بدأ فى مصر ثم انتشر فى الخليج وعاد إلينا بثوب جديد.
ورفض الدكتور مجدي عاشور، مستشار المفتي، تصريحات د. ناجح إبراهيم، وشدد على أن التكفير لم يكن في مصر وإنما من خارجها وبأموال خارجية، مشيرًا إلى أن مصر بها المشروع الإسلامى وهو الأزهر الذى يخرج علماء يعرفون الحلال والحرام.
وفي بداية الندوة، قال الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي، إن الفكر التكفيرى بدأ من مصر فى القرن العشرين ثم ذهب إلى الخليج ثم عاد من الخليج مرة أخرى، مضيفا أن الخليج كان متسامحا واستقبل أناسا يحملون هذا الفكر وبدأوا يدرسون فى الجامعات وكونوا الجماعات فى السعودية.
وأضاف إبراهيم، أن أسامة بن لادن لم يكن يعرف أى شىء عن التكفير غير ما عرفه إليه الدكتور الظواهرى المصرى وهذا أكبر دليل على أن التكفير قد بدأ فى مصر فى فترة الستينات.
وتابع: أعطيت لأنصار بيت المقدس 30 محاضرة فى سجن دمنهور ولاحظت أن الأعلى تعليما فيهم حاصل على دبلوم تجارة، وفيهم من هو حاصل على الشهادة الابتدائية فقط، والعجيب فى ذلك أنهم يريدون أن يصبحوا المؤسسين الشرعيين للقضاء فى سيناء.
وأشار المفكر الإسلامي، إلى أن هؤلاء الناس فى حقيقة الأمر يستخفون بأهم المناصب الحساسة فى الإسلام وهو القضاء والولاية والحكم، مشيرا إلى أننا لم نجد أى شخص من دمشق أو مكة أو المدينة يخرج منهم الخوارج ولكنهم يخرجون من بعض المناطق البدوية.
وأكد أن الفرق بين التكفيريين والتابعين والصحابة، أن الصحابة والتابعين كان خلافهم راجحًا، حتى إن كتب السلف الصالح قديمًا نجد فيها خلافا ولكن لا يكفر بعضهم بعضا، أما الآن فأصبح الخلاف بين الحق والباطل.
ونوه بأن الصراع الدينى الآن هو فى حقيقة الأمر صراع سياسى، ونحن فى حالة ترد فى الفكر والثقافة والأخلاق ولا نستطيع أن نصل إلى ما وصل إليه الأئمة القدامى كالإمام الشافعى وغيرهم من الأئمة، مضيفاً: عندما ترك الشيخ الباقورى جماعة الإخوان ذبح معنويا رغم أنه الخطيب الأول لثورة 19.
واستطرد: «هذه هى الحركات التكفيرية فإما يقتلونه ماديا أو معنويا حتى أنهم أطلقوا عليه اسم "النفاقورى"، وكان المسجونون فى السجن الحربى هم جماعة سيد قطب وكان وقتها يوجد تعذيب بشرى، فقالوا: إن الذين يعذبون الناس ليسوا مسلمين والذين يعطونهم الأوامر كذلك والشعب الذى رضي بهذا الأمر جميعهم كفار».
وبين إبراهيم أنه ضد التوسع فى القبض على الناس من الاشتباه لأنه بسبب هذا الأمر يوجد الكثير من المظلومين فى السجون دون وجه حق، لافتا إلى أن أول من ألف كتب لمحاربة الفكر التكفيرى الهضيبى الأب وتلميذه التلمسانى ووضعت كتب لمحاربة الفكر التكفيرى فى سنة 65 حتى خرج أناس منهم قتلوا الشيخ الذهبى وخرجوا لنا بنماذج أمثال مصطفى شكرى، ثم كون القطبيون بعد ذلك جماعة "الناجون من النار".
وألمح: «أن أى جماعة تسمى نفسها التوحيد والجهاد هى تكفيرية فى الأصل، لأنهم يؤمنون بأن الأمة تركت التوحيد، وكانت الشروط السبع التى تكلم عنها الإمامان ابن تيمية وابن القيم شروط كمال وليست شروط إيمان، وهم عندما تكلموا فى ذلك الأمر تكلموا بحسن نية».
ولفت إلى أن أهم الفتاوى التى اعتمد عليها الفكر التكفيرى هى فتوى التتار وهى أن حكام العرب جميعهم مثل جنكيز خان وجيوشهم كالتتار، موضحا أن ابن تيمية قد كفر جنكيز خان لأنه قال أنه يأتيه الوحى، مؤكداً أن التكفير نشأ من مصر وعاد إلينا بثوب مختلف، فالتكفير فى الأصل هو صراع سياسى والآن عندما ينشب الصراع السياسى يخرج التكفيريون أمثال أنصار بيت المقدس.
وأوضح أن الفكر التكفيرى يتشابه مع الفكر الشيعى فى التقية، فداعش تكفر الإخوان والنور والأزهر والسلفية، مشيرًا إلى أن هؤلاء يتصورون أنهم هم البديل فى المجتمع ولا بد من إقامة جماعة فى وجود الحاكم، وهذه فكرة سلبية لأنها ينشأ عنها صدام فى الدولة فالجماعات ليست بديلة عن المجتمع.
وأكد الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي، أن اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة السابق نجح في التعامل مع مسألة المتشددين في السجون واستطاع أن يحول السجن إلى مدرسة وكان الشيوخ يأتون إلى السجون لتصحيح أفكار المتشددين.
وأوضح أن علام قال لوزير الداخلية فى ذلك الوقت: «نريد أن نعمل على تقليل الفكر المتشدد حتى لا يخرجوا إلى الناس بهذا الفكر فنحن نريد فى شهرين أن نجعل بدلا من وجود 10000 سجين متشدد الفكر، 5000 فقط حتى لا يضروا بالمجتمع عندما يخرجون إليه».
ودعا إبراهيم، الدولة إلى عقد دورات علمية دينية لمن لم يحصل على شهادة جامعية للشباب في السجون لتصحيح مفاهيمهم ويمكن أن يتم ذلك عن طريق وزارة الشباب لتأهيلهم للحصول على فرص عمل بعد خروجهم من السجن.
من جانبه، رفض الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، مقولة إن التكفير قد بدأ من مصر وهى بلد الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن أصحاب المنهج التكفيرى يستخدمون الولاية بمعنى أنهم أولياء لله من دون الناس ويستخدمون التقية فيحرمون الانتخابات فى وقت من الأوقات ثم يستخدمونها فى وقت آخر.
وأكد عاشور خلال كلمة بالندوة، أن التكفير لم يكن في مصر وإنما من خارجها وبأموال خارجية، مشيرا أن مصر بها المشروع الإسلامى وهو الأزهر الذى يخرج علماء يعرفون الحلال والحرام.
وأوضح المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، أن التكفيريين بدأوا يحكمون على الناس بالشرك فى مسائل صغيرة ليست من أصول الدين ففسقوهم وبدعوهم، منوها بأن أناسا أصبحت تناقش بديهيات الدين حتى ألحد الناس.
بدوره، قال الدكتور عمرو الوردانى أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إنه يوجد ما يسمى بالتشدد الجينى وهو يكون بالوراثة الدينية للتشدد، فلا نستطيع أن نجعل التكفير فى مكان واحد.
وأضاف الوردانى خلال كلمته فى الندوة التى تقيمها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان: «استراتيجيات تفكيك الخطاب المتشدد»، أن التطرف ظاهرة إنسانسة نرفض الآثار السلبية لهذا الفكر فهو يتحول إلى العنف والتدمير ولابد علينا أن نتعامل معه بشدة لنوقف هذا العنف.
وأشار أمين الفتوى، إلى أن كل المفاهيم التى تتعلق بالسلطة نشأ عليها التكفيريون بأنهم مظلومون ثم يتدرجون فى فكرة البديل ثم فكرة المخلصين الذين يخلصون الأمة من الظالمين، أما من يبتعد عنهم فهم ليسوا الناجين، مؤكدًا أن الإسلام عندهم يحصل بفكرة المخلصين فى الدين أما نحن علماء الأزهر فلدينا المنهج الأصيل الذى يحتوى على العلم الشرعى الصحيح دون أى نوع من التشويه أو التجريح فى المناهج الأخرى.
وشدد على أنه لابد من وضع معجم للألفاظ والمفاهيم المستخدمة لدى الجماعات الإرهابية والمتطرفة لتكون علامة جيدة لرصد هذا التفكير والتعرف على نقاط القوة والضعف التى لديه والأفكار التى يعتمد عليها فى تشويه صورة الدين.