وزير داخلية الأردن : الأزمة السورية ألقت بظلالها السلبية على المملكة

أكد وزير الداخلية الأردني سلامة حماد ، على أن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية تمارسان دورا أمنيا مضاعفا على جانبي الحدود مع سوريا ؛ وهو ما شكل بدوره عبئا إضافيا عليها تطلب بذل المزيد من الجهود لحماية الحدود ومنع عمليات التهريب بشتى أنواعه.
وقال حماد ، خلال لقائه اليوم /الخميس/ مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المستشار المعني بمنع الإبادة الجماعية آدما ديينج ، إن الأردن لم يكن في يوم من الأيام بمنأى عما يدور حوله من أحداث فهو يؤثر ويتأثر بقدر حجم الحدث وانعكاساته على أمنه وظروفه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأشار إلى أن الأزمة السورية قد ألقت بظلاها السلبية على الأردن عبر استقباله لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين ، حيث تقاسم الأردنيون معهم كل مقومات الحياة التعليمية والصحية والمتعلقة بمصادر الطاقة والمياه والبنى التحتية وشكلوا ضغطا هائلا على القطاعات الحيوية والخدمة المخصصة أصلا لخدمة المواطن الأردني.
وبحث الجانبان تداعيات أزمات اللجوء وخاصة السوري وانعكاساته على مجمل الأوضاع في المملكة وسبل مكافحة التطرف والعنف والجرائم على الصعيدين الإقليمي والدولي والتجربة الأردنية المتعلقة بتنفيذ السياسات المحلية لتعزيز الحوار والتسامح واحترام حقوق الإنسان .
ونوه حماد بأن الأردن كان من أوائل الدول التي حذرت من مخاطر الإرهاب والتطرف الأعمى والعنف على مستقبل الأمم والشعوب وضرورة تسريع خطوات المجتمع الدولي للتصدي لهذه الظاهرة واجتثاثها من جذورها .. مؤكدا على أن السلاح لا يكفي وحده للقضاء على الإرهاب وإنما يجب محاربته فكريا وأيديولوجيا واعتماد أساليب الحوار القائم على الحجة والإقناع والتنوير بمخاطره وآثاره .
وأشار إلى أن الأردن تبنى استراتيجية لمكافحة التطرف والإرهاب من ضمنها برنامج حوار نزلاء الفكر التكفيري في مراكز الإصلاح والتأهيل والذي يمر بعدة مراحل حيث أظهرت المؤشرات الأولية أنه حقق نتائج إيجابية بالإضافة إلى البرامج الأخرى التي تنوعت بين الفئات المجتمعية المستهدفة في دور العبادة والمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني.
وبدوره .. أشار المسئول الأممي إلى أن أجواء الأمن والاستقرار التي تسود المملكة التي وصفها ب"جزيرة من الأمن في محيط ملتهب" ترجع إلى العمل الجاد والواضح لتعزيز احترام الأديان والثقافات وحقوق الإنسان ونبذ العنف والتطرف واعتماد أساليب الحوار في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وعدم التدخل في شئون الآخرين إلى جانب المواقف المعتدلة والحكيمة للقيادة الهاشمية تجاه مختلف التطورات الجارية في المنطقة .
وثمن استضافة الأردن للأعداد الكبيرة من اللاجئين على الرغم من ضعف موارده وتواضع إمكانياته ، مؤكدا على ضرورة دعم الأردن ومساندته من قبل المجتمع الدولي والجهات المانحة ليتمكن من أداء دوره ورسالته الإنسانية باعتباره أيضا ركنا أساسيا في ترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة.