البحرين تستضيف قمة اقتصادية لتقييم فرص الأعمال في المنطقة
استضافت العاصمة البحرينية المنامة يومي السبت والأحد (28 و29 نوفمبر تشرين الثاني) أعمال منتدى خليج البحرين لاستكشاف الأمن والفرص الاستثمارية في المنطقة.
نظم المنتدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وجمع فيه صناع سياسة ورواد أعمال من ربوع المعمورة لبحث -وفقا لما قاله المنظمون- التطور الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وسط تزايد عدم الاستقرار الاقليمي وتصاعد الصراع.
وتطرقت مناقشات المنتدى الى تحديات هائلة تواجهها المنطقة ودول الخليج بينها اتجاهات الأسعار في أسواق النفط والغاز وأثر العقوبات الاقتصادية على آفاق الأعمال والتحديات التي تواجه اقتصادات الدول التي تعتمد على النفط والغاز.
قال إيميل هوكايم كبير الباحثين في أمن منطقة الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "الجغرافيا الاقتصادية لمنطقة الخليج معقدة للغاية لكنهم (أصحاب الأعمال) يأتون على أساس أن الرخاء الاقتصادي الحالي والمستقبلي لدول الخليج في الشرق في آسيا بينما يقع أمنها الحالي والمستقبلي في الغرب..الولايات المتحدة والدول الأوروبية الرئيسية. لذا فان الجزء الصعب الذي يحتل أولوية لتصحيح الاقتصاد في البلاد ويقلص الاعتماد على العائدات النفطية وينوع الاقتصاد ويخلق وظائف كافية..الصعوبة الأساسية هي كيفية تفعيل هذه الارتباطات الاقتصادية لاسيما لتوفير مزيد من الأمن."
وتعاني كل دول الخليج المصدرة للنفط حاليا من هبوط أسعاره لما دون 50 دولارا للبرميل حاليا.
وهبط الدينار الكويتي أمام الدولار في السوق الآجلة الأسبوع الماضي لأدنى مستوى له منذ عام 2009. كما انخفض الريال السعودي في ذات السوق الى أدنى معدل له منذ عام 1999.
وقال مصرفيون إن الدينار الكويتي تراجع تراجعا حادا مقابل الدولار الأمريكي في السوق الآجلة يوم الثلاثاء (24 نوفمبر تشرين الثاني) ليصل إلى مستويات لم يشهدها منذ 2009 وهو ما يظهر نقص الدينار في السوق الحاضرة مع تقلص السيولة من جراء تراجع أسعار النفط.
وارتفع سعر الدولار مقابل الريال السعودي لأجل عام إلى 625 نقطة في ذات اليوم وهو أعلى مستوياتها منذ 1999.
وقال سنجايا بارو مدير البرنامج الجيو اقتصادي والاستراتيجي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "أرى أن المخاوف الهامة الأخرى للمستثمرين تتمثل في الوضع المالي بسبب أسعار النفط. هل تملك الحكومات المال للاستثمار في البنية التحتية؟. عدم توفر القوى العاملة المناسبة سواء المدربة أو الماهرة. الحاجة لتعليم السكان المحليين وتجهيزهم لسوق العمل. هذه بعض مخاوف أصحاب الأعمال."
وتواجه المنطقة أيضا تهديدات إضافية بينها التورط في سوريا واليمن والعراق وفي الآونة الأخيرة مع ايران في أعقاب توقيعها اتفاق نووي مع الغرب. فايران ستدخل الاقتصاد العالمي على الأرجح وستفتح أبوابها للمستثمرين.
فبينما رحبت معظم دول الخليج الغنية بالنفط علانية بالاتفاق الذي وقعته ايران مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي نجدها تتهم طهران بالتدخل في صراعات عربية والاستماتة من أجل أن يكون لها نفوذ قوي في المنطقة.
وقال هوكايم "يجب على دول الخليج على وجه الخصوص إدارة أزمات عديدة في وقت واحد. تورطها في سوريا..تدخلها المباشر في اليمن .. صعود (تنظيم) داعش والتهديد الدائم المُتصور من ايران."
وأضاف "ما تُحسنه دول الخليج هو الدخول في ارتباطات اقتصادية مع كثير من القوى الاقتصادية الصاعدة في أنحاء العالم. ونظرا لجودة البنية التحتية في المنطقة..نظرا لفرصها الاستثمارية .. ولأن لدى دول الخليج وفرة في رأس المال الذي يمكن استثماره في أي مكان. فان السؤال الرئيسي هو: هل ستُترجم هذه الاستثمارات الجديدة .. الروابط الجديدة الى غطاء أمني. والآن أنا متشكك في أن ذلك سيحدث. بالتالي فان دول الخليج ستظل بشكل ما عالقة في تحالفاتها مع دول غربية."
يشار الى أن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مقره المملكة المتحدة وله مكاتب في كل من العاصمة الأمريكية واشنطن والبحرين وسنغافورة ونيودلهي.