البحوث الإسلامية يرد على شبهة إطلاق اسم «قثم» على الرسول الكريم

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يطلق عليه اسم «قُثَم» قبل نزول الوحي عليه، ومن يدعى ذلك لا يعول عليه.
وأوضح الجندي لـ«صدى البلد»، أن اسم «قُثَم» بضمِّ القاف وفتح الثاء، في لسان العرب (12/461) تدلُّ على الجمع والإعطاء والمدح والثناء، مضيفًا: ومن ذلك قولهم: رجلٌ قُثَمٌ: مِعْطاء، والقُثَمُ والقَثوم: الجَموع للخير، ويقال للرجل إذا كان كثير العَطاء (قُثَمُ) و(القُثَمُ): المجتمع الخلق، وقيل هو: الجامع الكامل.
وأكد المفكر الإسلامي، أن إطلاق اسم «قُثَم» على الرسول –صلى الله عليه وسلم- من الشبهات التي يحرص على ترديدها الاستشراق المعاصر، منوهًا بأن قُثَمُ كان ابن سيدنا العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ، عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومات بسمرقند، واستشهد بها، وكان خرج إِليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية.
وأشار إلى أن الهدف من إطلاق هذه الشبهة، إشاعة الشك عند المسلم في كل أمور دينه ولا يطمئن إلى أيٍّ منها، منوهًا بأن هذه خطة قديمة جرى عليها كثير من المستشرقين والمبشرين وأذنابهم من المسلمين من بين أَظْهُرنا ومن بنى جلدتنا، وأيضًا فرار أحبار اليهود والنصارى من الإشارة إلى بشارة التوراة والإنجيل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وورود اسمه الصريح فيهما.
ونوه عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان معروفاً باسم «محمد» منذ طفولته، والأدلة علي ذلك كثيرة ومتواترة شرعاً وعرفاً وتاريخاً، ضاربًا مثلاً «جاء الصبيان الصغار أثناء فترة رضاعة النبي إلي مرضعته حليمة، وأخبروها بما حدث للنبي عند شقِّ صدره، وأخبروا عنه باسم محمد.
وأضاف: جاء في الرواية الصحيحة الواردة في معجزه شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة ، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني مرضعته)، فقالوا : إن محمداً قد قُتِل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره".
ولفت إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بنفسه عن كثرة أسمائه، فعن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد وأنا الماحي الذى يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب». أخرجه الإمام البخاري في كتاب المناقب.
وتساءل «إذا كان اسم الرسول الأصلى هو «قُثَم» فلماذا غيَّره النبي، على الرغم من أنه اسم يدل على الكرم وكثرة العطاء، ومن ثمَّ فهو مدح وليس ذمّا؟!، كما أنه إذا كان اسم قُثَم هو اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - لأربعين عاماً ولم يحمل اسماً غيره؛ فكيف خفي ذلك على أعدائه من كفار قريش في مكة، ثم من اليهود والمنافقين في المدينة، ثم من سائر المرتدين في الجزيرة العربيّة، ثم من أعداء الإسلام على مرِّ القرون؟.
وشدد على أن القرآن الكريم، والسنة النبويّة المطهرة، وكتب التاريخ والسير والأدب وأشعار العرب، قرَّرت أنّ اسمه -صلى الله عليه وسلم- محمدٌ، وأنّ النبي خاطب الناس بهذا الاسم، واستخدمه في العهود والمواثيق والمبايعات والرسائل إلى الملوك، ولم يناقشه أو يعترض عليه أحد من معاصريه وأعدائه في ذلك.
يذكر أن أحد الأدباء ادعى مؤخرًا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- اسمه «قُثَم»، ولم يكن اسمه محمدًا، مشككين بذلك في كتب السيرة والتاريخ الإسلامي المسلمين.