قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تحريم الخمر!


في برنامج تليفزيوني قال أحد أساتذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الله لم يحرم شرب الخمر: "إن الخمر لو كان محرماً لكان له حد وعقوبة"، متحدياً أي شخص أن يجد أي عقوبة لذلك فى القرآن.
لقد نزل التشريع فى مكة يتحدث عن عموميات، ثم جاء التنزيل المدني بالتفصيلات، فالخمر جاء تحريمه فى مكة ضمن عموميات التشريع، ثم جاءت التفصيلات فى المدينة حين سئل النبى عليه الصلاة والسلام عن حكم الخمر فنزل قوله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نّفْعِهِمَا) البقرة 219، والخمر في شربها إثم كبير ولذلك فهى محرمة.
ثم يأتى تفصيل آخر يؤكد تحريم الخمر وذلك بالأمر باجتنابها فى قوله تعالى: (يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة 90، فالخمر لم تكن حلالاً ثم نزل تحريمها، وإنما نزل تحريمها إجمالاً ضمن تحريم الإثم، ثم نزل التفصيل يؤكد ما سبق.
وكلمتي "سكر" و "سكارى" لم تأتيا فى القرآن تعبيراً عن شرب الخمر، ولكن جاءت بمعنى الغفلة عند المشرك فى قوله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) الحجر 72، وجاءت بمعنى المفاجأة عند الموت: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ) ق 19، وجاءت بمعنى الذهول عند قيام الساعة: (وَتَرَى النّاسَ سُكَارَىَ وَمَا هُم بِسُكَارَىَ) الحج 2، وجاءت بمعنى الغفلة عن الصلاة: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ)، بمعنى أن العقل فى حالة غفلة ولن يفقه الإنسان شيئاً مما يقول فى صلاته.
فالتحريم فى القرآن الكريم جاء على مستويين، الأول تم التعبير عنه بكلمة حرم: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ..) المائدة 3، وهو تحريم أشياء محددة من الأكل ولكن يجوز الاقتراب منها والتعامل معها، والثاني تم التعبير عنه بكلمتي اجتنبوا: (..وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) الحج 30، ولا تقربوا: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى) الإسراء 32، فأصبح الحرام ليس مجرد ممارسة الزنا ولكن يحرم كل ما يقرب الى الزنا من نظرات وكلام ولمس، ونفس المعنى في اجتناب الخمر والميسر والأنصاب وهى الأضرحة، فالتحريم هنا يشمل كل ما يقرب إلى تلك المحرمات.
لقد حرم تعالى أكل الميتة ولم ينزل حد شرعي في أكلها، وحرم أكل لحم الخنزير ولم ينزل حد في أكله، وحرم الخمر أيضاً، وكلها جاء حكم تحريمها في آية واحده، فعدم وجود حد شرعي في القرآن لشارب الخمر لا يعني عدم تحريمها، ويبقى أن شرب الخمر هو ارتكاب لإثم كبير سيكون حسابه عسيراً أمام الله تعالى.