الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العبادي يتعهد بهزيمة داعش في 2016 بعد أول نصر كبير للجيش


أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس الاثنين أن عام 2016 سيكون عام الانتصار النهائي على تنظيم داعش الارهابي، بعد أن حقق الجيش أول نصر كبير منذ انهياره أمام مقاتلي التنظيم قبل 18 شهرا.
وفي وقت سابق يوم الاثنين رفعت القوات العراقية العلم الوطني فوق المجمع الحكومي الرئيسي في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب البلاد للإعلان عن استعادة المدينة التي كان التنظيم المتشدد استولى عليها في مايو أيار.
وقال العبادي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "إذا كان عام 2015 عام التحرير فسيكون عام 2016 بمشيئة الله عام الانتصار النهائي وعام إنهاء وجود داعش على أرض العراق وأرض الرافدين... وعام الهزيمة الكبرى والنهائية لداعش."
وأضاف "نحن قادمون لتحرير الموصل .. لتكون الضربة القاصمة والنهائية لداعش." والموصل هي المدينة الرئيسية في شمال العراق وبها أكبر تجمع سكاني في المناطق التي تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا.
ويمثل استعادة الجيش للرمادي عاصمة محافظة الأنبار في وادي نهر الفرات غربي بغداد نقطة تحول للقوات التي دربتها الولايات المتحدة والتي انهارت عندما اقتحم مقاتلو الدولة الإسلامية العراق في يونيو حزيران 2014.
وخلال المعارك السابقة كانت القوات المسلحة العراقية تقوم بدور مساعد فقط إلى جانب مقاتلين مدعومين من إيران.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لجنود يوم الاثنين وهو يذبحون شاة احتفالا بالنصر.
وأمكن سماع دوي أعيرة نارية وانفجار بينما كان مراسل للتلفزيون الرسمي يجري لقاءات مع جنود آخرين يحتفلون بالنصر رافعين أسلحتهم الآلية في الهواء. وشوهد عمود من الدخان على مقربة.
وقال البيت الأبيض إنه تم إطلاع الرئيس الأمريكي باراك أوباما -الذي يقضي عطلة في هاواي مع عائلته- على التقدم الذي أحرزته القوات العراقية في الرمادي.
وأضاف البيت الأبيض في بيان "التقدم المستمر لقوات الأمن العراقية في قتالها لاستعادة الرمادي دليل على شجاعتها وعزيمتها والتزامنا المشترك بطرد تنظيم داعش من ملاذاتها الآمنة."
وفي تهنئة للحكومة العراقية قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر "طرد تنظيم داعش على يد قوات الأمن العراقية... خطوة كبيرة للأمام في الحملة الرامية لهزيمة هذا التنظيم البربري."
وأضاف كارتر في بيان "من المهم الآن أن تغتنم الحكومة العراقية الفرصة لحفظ السلام في الرمادي ومنع عودة تنظيم داعش وغيرها من المتطرفين وتسهيل عودة مواطني الرمادي إلى المدينة."
وقال الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وأفغانستان إنه مع الخسائر الأخرى لداعش في العراق وسوريا فإن "استعادة السيطرة على المجمع الحكومي (في الرمادي) تشير بوضوح إلى أن العدو يفقد قوة الزخم مع تخليه عن أراض على نحو مطرد."
وقال مسؤولون أمريكيون إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية نفذ أكثر من 630 ضربة جوية في المنطقة خلال الأشهر الستة الماضية فضلا عن التدريب وتقديم العتاد.
ويشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم قوى أوروبية وعربية حملة جوية على مواقع لتنظيم داعش في كل من العراق وسوريا منذ منتصف 2014 بعد أن استولى المقاتلون على ثلث الأراضي العراقية.
وتعرض الجيش العراقي للمهانة في ذلك التقدم إثر تخليه على مدينة تلو الأخرى تاركا أسطولا من المركبات المدرعة الأمريكية والأسلحة الأخرى في أيدي المتشددين.
وكان إعادة بناء جيش عراقي قادر على استعادة أراض والاحتفاظ بها أحد التحديات الرئيسية للصراع منذ ذلك الحين.
وتقول بغداد منذ أشهر إنها ستبرهن على أن قواتها أعيد بناؤها على نحو جيد من خلال وقف تقدم المتشددين في الأنبار وهي المحافظة التي يغلب السنة على سكانها وتطوق وادي نهر الفرات الخصب من ضواحي بغداد إلى الحدود السورية.
وبعد أن حاصرت العاصمة الإقليمية لأسابيع شنت القوات العراقية هجوما على المدينة الأسبوع الماضي كانت آخر مراحله يوم الأحد بهدف السيطرة على المجمع الحكومي الرئيسي.
وتباطأ تقدم القوات العراقية بسبب المتفجرات المزروعة في الشوارع والمباني.
وذكر مسؤولون أمنيون أن القوات لا تزال بحاجة إلى تطهير بعض الجيوب من المتشددين في المدينة وعلى مشارفها.
* الحفاظ على السيطرة
لم تقدم السلطات أي حصيلة فورية لقتلى معركة تحرير المدينة.
وقالت إنها أجلت معظم السكان قبل الهجوم.
وقال وزير المالية هوشيار زيباري لرويترز إن استعادة الرمادي اكتملت لكنه أضاف أنه يتعين على الحكومة بذل المزيد من الجهد لإعادة بناء المدينة وتشجيع النازحين على العودة.
وقال في مقابلة في بغداد إن الشيء الأهم هو تأمين الرمادي لأن تنظيم داعش يستطيع شن هجوم مضاد.
وتولى الجيش العراقي القيادة في معركة استعادة الرمادي في حين ابتعد المقاتلون الشيعة عن أرض المعركة لتفادي استعداء السكان السنة.
وتولى العبادي رئاسة الوزراء في سبتمبر أيلول 2014 بعد تقدم داعش وتعهد بتحقيق المصالحة بين الجماعات الطائفية المتحاربة في العراق.
وبينما دعم العبادي في بادئ الأمر الميليشيات الشيعية لتساعده على وقف تقدم التنظيم الارهابي، حاول أيضا تنفيذ إصلاحات للحد من قوة الأحزاب الطائفية مما أثار غضب العديد من القادة السياسيين.
واجتاح تنظيم داعش ثلث العراق في يونيو حزيران عام 2014 وأعلن قيام "خلافة" لحكم المسلمين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق وقام بعمليات قتل جماعي وطبق فكره المتشدد.
ومنذ ذلك الحين أدت المعركة على التنظيم في سوريا والعراق إلى تدخل كثير من القوى الإقليمية والدولية وغالبا في صورة أحلاف متنافسة على الأرض في حروب أهلية معقدة ومتعددة الأطراف.
وتعتزم حكومة العبادي تسليم مسؤولية الرمادي للشرطة المحلية والعشائر السنية بمجرد تأمينها لتشجيع السنة على مقاومة داعش.
وتعيد تلك الإستراتيجية إلى الأذهان حملة "الصحوات" التي شنتها القوات الأمريكية في 2006-2007 على مسلحي القاعدة عندما اعتمدت واشنطن أيضا على العشائر السنية المحلية وسلحت بعضها لقتال المتشددين.


-