المعارضة السورية تتهم الحكومة بانتهاك اتفاق الهدنة

قال مسؤول كبير من المعارضة السورية الرئيسية اليوم الاثنين إن محاولة هشة لوقف القتال بعد خمس سنوات من الحرب تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب هجمات قوات الحكومة.
وقال المسؤول وهو من الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية إن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أعدته الولايات المتحدة وروسيا يواجه "الإلغاء الكامل" لأن هجمات الحكومة السورية تنتهك الاتفاق.
وذكرت فرنسا أن هناك تقارير عن هجمات على فصائل المعارضة في خرق للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت وأن الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا ستجتمع في وقت لاحق اليوم الاثنين لاستجلاء الوضع.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أن وقف الأعمال القتالية في سوريا متماسك إلى حد كبير لكن هناك بعض الحوادث التي يأمل أن يتم احتواؤها. وقال الكرملين إن العملية جارية على الرغم من إنه كان واضحا من البداية أنها لن تكون سهلة.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بتطبيق وقف العمليات القتالية رغم التقارير التي أفادت بوقوع انتهاكات في مطلع الأسبوع.
ولا يشمل اتفاق وقف الأعمال القتالية جماعات جهادية مثل تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأوضحت روسيا التي تدعم الحكومة السورية بالقوة الجوية أنها تعتزم مواصلة قصف هذه الجماعات.
في أثناء ذلك قال مساعد لوزير الدفاع السعودي اليوم الاثنين إن وزراء دفاع من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بحثوا إمكانية التوغل بريا في سوريا قبل نحو أسبوعين لكنهم لم يتخذوا قرارا حتى الآن.
وقال العميد أحمد عسيري في مقابلة هاتفية من الرياض "لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين في بروكسل... نوقش على المستوى السياسي لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية."
وأضاف "بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم إرسالها وإلى أين سيتم إرسالها... سنشارك في ذلك."
ويعتبر وقف الأعمال القتالية وهو الأول من نوعه منذ بدء الحرب في 2011 ترتيبا رسميا أقل من وقف إطلاق النار. ويهدف إلى استئناف محادثات السلام ووصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن اتفاق وقف العمليات القتالية متماسك إلى حد كبير مع تراجع أعداد القتلى والجرحى بشكل كبير مقارنة بالفترة التي سبقت دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
لكن القوات السورية حققت بعض المكاسب. وذكر المرصد أن القوات السورية سيطرت على أراض قرب دمشق اليوم الاثنين بعد معركة مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة ومتشددين إسلاميين آخرين.
واستعادت قوات الحكومة السورية أيضا السيطرة على طريق يؤدي إلى مدينة حلب في الشمال بعد أن أحرزت تقدما على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية.
وقالت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إن شاحنات إغاثة تحمل مواد غير غذائية مثل البطاطين دخلت اليوم الاثنين إلى معضمية الشام التابعة لريف دمشق والتي تحاصرها قوات الحكومة.
وتأمل الأمم المتحدة والوكالات الأخرى في إرسال المساعدات إلى أكثر من 150 ألف شخص في الأيام الخمسة المقبلة.