الخميسى: أرفض التداخل بين ما هو "ديني" وما هو "فني"
أكد الكاتب والناقد الكبير الدكتور أحمد الخميسى أن مطالب المبدعين والمثقفين من الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسى تتلخص فى أن يحدد رؤيته بوضوح في خطاب أو في وثيقة بشأن حرية الإبداع في جميع مجالاته: السينما، الأدب، المسرح، التليفزيون، الفن التشكيلي، والغناء والموسيقى.
وقال الكاتب الكبير أحمد الخميسى: "أريد من الرئيس الجديد بمعنى أدق توضيحا يقطع الشك باليقين بشأن التداخل المرفوض بين ما هو "ديني" وما هو "فني"، أي أننا نريد وعدا، أو عهدا، بألا تكون المرجعية الدينية هى الحكم على الإبداع".
وأضاف أن المرجعية الدينية تصلح لمجال الأخلاق والتربية، لكنها لا تصلح للحكم على الفنون التي تعتمد أساليب خاصة وطرقا أخرى للقيام برسالتها غير الوعظ الديني، وتابع قائلا: "نريد أن نسمع منه أن النظرة الدينية لن تكون الحكم في مجالات ليست من اختصاص النظرة الدينية ذلك أننا - وفقا للنظرة الدينية - رأينا من يطالب بمنع تدريس رواية "الأيام" لطه حسين في المدارس، ووفقا للنظرة الإبداعية فإن عملا عظيما مثل "الأيام" في تقديرنا يساعد على بناء النفوس والأخلاق ويحفز الصغار ليكونوا عظاما".
وأشار الخميسى إلى أنه يريد من الرئيس الجديد قولا فصلا بشأن أن للدين أو للديانات عموما مجالا هو القيم الإنسانية والسماوية على عمومها، بينما للفنون مجال آخر نوعي مختلف لا تنسحب عليه الأحكام الدينية، ويظهر ذلك الفارق في الهوة الشاسعة بين من طالبوا بمحاكمة عادل إمام، وبين الفنانين والمثقفين الذين يعدون عادل إمام صرحا فنيا ضخما أسعد الملايين، وقال: "نريد منه عهدا بألا يتم المساس بحرية الإبداع والمبدعين أيا كانوا".
وأبدى الخميسى عدم تفاؤله على الإطلاق بالعلاقة بين السلطة التي يقف على رأسها د. مرسي وبين المثقفين، وقال: "بل إنني أشعر بالتشاؤم، ولا أظن أن د. مرسي قادر بصفته الجديدة على تجاوز معطيات تكوينه الراسخ القديم، لهذا أتوقع أن تحدث مناوشات وصدامات على الساحة الفكرية والإبداعية، ولا أدري إلى أي مدى قد تصل تلك الصدامات، لكن من المؤكد أن الوضع الراهن يثير لدى المبدعين عامة الشعور بالقلق والتحفز للدفاع عن حرية التعبير".