"الجزيرة": اكتشاف مادة مُشعة سامة في ملابس الرئيس الفلسطيني الراحل

قالت قناة "الجزيرة" إن تحقيقًا استمر 9 أشهر، كشف عن مستويات عالية من مادة "البولونيوم" المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كان استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته.
وأشارت إلى أنه تم الكشف عن وجود هذه المادة السامة في ملابس الرئيس الراحل عرفات التي كان يرتديها قبيل وفاته، بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق كما قالت القناة الفضائية القطرية.
وأجريت الفحوصات في معهد الفيزياء الإشعاعية بمدينة لوزان السويسرية.
ويشير التحقيق وفقًا لمقتطفات نشرتها قناة "الجزيرة" إنه تم إجراء فحوص شملت الملابس التي ارتداها عرفات قبل وفاته بما فيها قبعته وفرشاة أسنانه.
ولم تظهر الفحوص التي اجريت بداية على ثياب الراحل عرفات التي سلمتها سهى عرفات للأطباء أي آثار لسموم معادن ثقيلة أو تقليدية، مما حول الاهتمام لإجراء فحوص بشأن مواد أكثر غموضًا من بينها البولونيوم وهو مادة عالية الإشعاع، تستخدم لتوفير الطاقة للمركبات الفضائية، ولا تنتج إلا في مفاعلات نووية.
ويشير التحقيق إلى هذه المادة السامة "البولونيوم" حصلت على شهرتها عام 2006 بعد أن تم الكشف أن الجاسوس الروسي "الكسندر ليتفيشنكوف" قتل متأثرًا بهذه المادة في لندن.
وقال مدير معهد الفيزياء الإشعاعية الذي أجرى هذه الفحوص "فرانسوا بوتشد" أستطيع أن أؤكد أننا قسنا كمية عالية من البولونيوم غير المصنع في أغراض عرفات التي تحمل بقعا من السوائل البيولوجية" موضحًا أن ملابسه التي تم فحصها كانت تحمل قطرات دم وبول وعرق من جسد الراحل عرفات.
وأوضح المختصون أنهم بحاجة لمزيد من الفحوص لعينات من عظام الراحل عرفات أو من التربة المحيطة برفاته وإذا تبين أن هناك معدلات عالية من هذه المادة السامة والمشعة التي عثر عليها في ملابسه، فإن ذلك سيكون حجة قاطعة على أن الراحل عرفات قتل مسمومًا.
ولاحظ المختصون فى الأغراض الشخصية لعرفات - خاصة تلك التي تحمل
آثارًا سائلة - مستويات عالية من البولونيوم، ففي فرشاة أسنانه وصلت مستويات
البولونيوم 54 ميليبيكواريل (وهي الوحدة العلمية لقياس درجة الإشعاع)،
ووصلت في ملابسه الداخلية 49 ميليبيكواريل.
ولا تمثل هذه المستويات التي تم تسجيلها في مارس 2012، سوى جزء مما كانت عليه لحظة وفاة عرفات في أواخر عام 2004.
واستبعد
الأطباء في لوزان، وفي مناطق أخرى، مجموعة من الأسباب المحتملة لوفاة
عرفات، بناءً على ملفه الطبي الذي سلمته سهى عرفات للجزيرة. وقال مدير
المركز الجامعي للطب الشرعي باتريس مانجين "الأمر ليس تليّفا كبديًا، ولا
توجد آثار لسرطان أو لوكيميا، بالنسبة للإيدز أو الفيروس المسبب له، ليست
هناك أعراض لهذه الأمور".
خلاصات الأطباء استندت إلى وثائق وليس إلى
تحاليل مباشرة، وكان الأطباء في لوزان يأملون دراسة عينات من دم وبول ياسر
عرفات عندما كان في المستشفى العسكري بيرسي في فرنسا. لكن عندما طلبوها
قال المستشفى لأرملة عرفات إنه تم تدمير تلك العينات.
تقول سهى عرفات "لم أقتنع بذلك الجواب، عادة بالنسبة لشخصية مهمة مثل عرفات عليهم الاحتفاظ بآثاره، ربما لا يريدون التورط في الأمر".
عدد
من الأطباء الذين عالجوا عرفات لم يسمح لهم بمناقشة القضية -حتى بموافقة
سهى عرفات- لأن الأمر يعتبر "سرًا عسكريًا". كما رفض عدد من الأطباء الذين
عالجوا عرفات في القاهرة أو تونس الحديث للجزيرة.
مع انسداد تلك
الأبواب أمام التحقيق، يمكن أن يكون رفات عرفات الدليل الباقي بمثابة حجة
دامغة. لكن نبش الرفات يحتاج لموافقة السلطة الفلسطينية، ونقل الرفات خارج
الضفة الغربية يحتاج لموافقة الحكومة الإسرائيلية.
النتيجة القائلة
إن عرفات تعرض للتسمم ليس من شأنها أن تقود لمعرفة من قتله، إنه أمر صعب
للغاية. لكن العثور على بقايا بولونيوم في عظام عرفات قد يساعد كثيرا في
معرفة المصدر. ومهما كانت النتيجة، فالأمل يبقى معقودًا على أن تساهم
التحاليل الإضافية في إزالة كثير من الشكوك إزاء الوفاة الغامضة لياسر
عرفات.
وتقول سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني "توصلنا إلى تلك
النتيجة المؤلمة للغاية، وهذا على الأقل خفف جزءًا من العبء الجاثم فوق
صدري. على الأقل قمت بشيء ما كي نقول للشعب الفلسطيني -وللعرب والمسلمين في
كل أنحاء العالم- إن رحيل عرفات لم يكن وفاة طبيعية، كان جريمة".