رائحة الوجع

فوق قمة الألم جاهدت لتنزلق نحو الهاوية
كم هى مغرية ورائعة
كانت تصبو دائماً للقمم
اليوم بعد أن إعتلت قمة دون إرادتها
ها هى تحنو لهاويتها
تصلها آهات الجموع الآتية صوبها
تصب دعواتها عليهم ليظلوا فى القاع
تستنفر كوامنها للخلاص
طعم الدم يلاحقها
ورائحة الوجع تُزكم أنفها
تتحسس وريدها
ما زال نابض
تستمد طاقتها منه
وتتشبث ببقايا النور المستكين بداخلها
يرهقها الوهن
تقاوم وتمسح قطرات اليأس
المتساقطة من جبين الضعف
تغمض عينيها
وتسترسل فى لفظ زفرات متلاحقة
مختومة بذات النبرة
آآآه
تعاند هذه الآليه وتحاول مخالفة نواميسها
ولكن هل تستطيع ان تنجح ؟
ويترك "الزفير" يد رفيقه الأبدى "شهيق"
هل تستطيع الصمود ؟
إلى أن يخترعوا "فلتر" لتنقية الهواء
من هذا المخيف المدعو "وجع"؟
يوقظها صخب المذياع الرابض بجوارها
تنفرج أساريرها، وتتمتم مستعيذة بالله
كان كابوسًا
يصفع سمعها صوت رجل الأخبار
ارتفاع عدد ضحايا وباء " الوجع " إلى
تنتفض مهرولة
ولكن
إلى أين؟